الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

1.1 مليون يتصفحون «ورقة» جاويش على «فيس بوك»

1.1 مليون يتصفحون «ورقة»  جاويش على «فيس بوك»
1.1 مليون يتصفحون «ورقة» جاويش على «فيس بوك»


بدأت صفحة «الورقة» لرسام الكاريكاتير إسلام جاويش - 26  سنة- على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك فى 17 يناير 3102 وها هى فى ذكرى ميلادها الأولى تحقق نجاحاً وشهرة بين الشباب فى حين وصلت الصفحة تقريبا لمليون و100 ألف متابع.. وبين لايك وكومنت وشير بدأت قصة جاويش مع ورقته المرموقة!
 يقول جاويش: إن الفكرة بدأت لديه منذ ثلاث سنوات، حين أحب فن الـstick figure ، وهو أحد أنواع الكاريكاتير المعروفة فى أمريكا وأوروبا، وغير منتشرة فى مصر، مما ساعده أكثر فى خلق مناخ لنجاحه كتجربة فنية جديدة، حيث قام بدراسته قبل الانطلاق فى مشروعه.
وأوضح أنه بدأ بالتجريب والاختراع لحين توصل لشخصيات الورقة المعروفة على غرار الشخصيات الأجنبية المرتبطة بذلك الفن، فأكثر الشخصيات المشهورة فى الورقة هى شخصية «ظيظو» صاحب الابتسامة البلهاء التى تعجب الجمهور كثيرًا، فهو بسيط فى كلامه ويتسم بأكثر الصفات المنتشرة بين الشباب حالياً كاللامبالاة لأى مما يحدث، والتناقض فى مواجهة المواقف.
أما عن «صابر وصفية» فهما عجوزان، ناس قديمة لديها فضول للتعرف على عصر التكنولوجيا وما نخترعه فى وقتنا ونستخدمه، ويقارنان بين الماضى والحاضر فى الحياة والتقنيات التى غيرت كل ملامح الواقع، و«فرج» المخبر وهى شخصية محبوبة أيضاً من قبل الجمهور، حيث يستخدم فى القضايا المتعلقة بالرأى العام أو الوضع الأمنى وظهوره فى الورقة قليل، وأخيراً «كولمن» الشاب الشعبى البلطجى أبو دم خفيف.
وأكد إسلام أن مشروع الورقة قد لاقى إعجاباً من المتابعين من بداية ظهوره على حسابه الشخصى، وكان له صدى مميز، فكثر إعادة نشره فى الصفحات، ولكنه تطرق لعمل صفحة تحت عنوان «الورقة» لحفظ حقوق ملكيته لرسومه بعد أن لاحظ أن قام الكثيرون بنشرها بعد مسح توقيعه من عليها، وكما يقول فى التعريف بصفحته «جميع حقوق الألش محفوظة»، فهى صفحة كاريكاتير وكتابات إسلام جاويش.
تناقش الورقة جميع الموضوعات التى تمس المجتمع المصرى فى شكل خفيف وكوميدى، سواء كانت تلك الموضوعات سياسية ويقوم بانتقاد ما يثار منها على الساحة، أو موضوعات اجتماعية كالعادات والتقاليد وتفاصيل الحياة اليومية والمناسبات الشخصية، أو مشكلات عاطفية خاصة بالشباب وارتباطهم، بالإضافة إلى علاقة الشباب المتأصلة والمتزايدة تلك الأيام بشبكات التواصل الاجتماعى والتقنيات الحديثة من تطبيقات الهواتف الذكية وغيرها.
وصل عدد أعمال الورقة إلى 2000 اسكتش مما جعل الجمهور يعلق فى فكاهة «هو الكشكول ورقه ما بينتهيش!» ليرد بأن ورقه لا نهاية له طالما أن الناس وتفاصيلها وعاداتها موجودة وقابلة للعرض.
يعلق إسلام على وسائل التواصل الاجتماعى أنها أصبحت أسلوب حياة، حيث إن كثرة استخدامها أصبح من أقوى عوامل الوصول والتأثير، فهى تعتبر المنبر الثانى للإعلام الذى يعطى مساحة أكبر لحرية التعبير عن الرأى والفكر والإبداع، بالإضافة لإمكانية الوصول لشريحة عظيمة من الجمهور، فهو يستخدم فى مشروعه الفيس بوك وتويتر واليوتيوب، بالإضافة إلى الإنستجرام، مما حقق له قدرا كبيرا جدا من الانتشار وساعده فى نجاح الورقة.
تعد أفكار الاسكتشات إنتاجاً مشتركا، حيث إن هناك بعض الأشخاص يبدعون الأفكار مع إسلام كـ«أحمد فتحى، مصطفى شريف، محمد جلال الدين، سقراط، أحمد منير»، ولكنه ينفرد بالرسومات وحده، فهم ينتجون فى اليوم من اسكتشين لخمسة، فى حين أن الجمهور يطلب المزيد، ولكن إسلام يرد بأنه لا يقدم موضوعات مستهلكة أو إسفافاً، وبالتالى يكون الإنتاج قليلا، ولكن يتميز بالتجدد والانفراد والجودة العالية.
يحلم إسلام بتحويل الورقة «لأنيميشن»، ومن الصور الثابتة لعالم الرسوم المتحركة مما يضفى عليها نوعا من الحيوية التى يمكن أن تجذب الجمهور أكثر، ولكنه يقول: إننا ندرك أن ذلك سيواجه صعوبة بالغة من حيث التنفيذ وسيستهلك جهدًا ووقتًا أكبر، وهو بالفعل قد قام بعمل بعض الفيديوهات التجريبية والتى لاقت إعجابًا كبيرًا من جمهور الورقة وتفاعلاً ملحوظًا، وذلك فأنه قد استعان بالفيديو فى الحوارات الطويلة جدا التى يصعب ترجمتها والتعبير عنها على ورقة واحدة.
يرى إسلام أن السخرية هى مرآة للواقع الملموس، فهى التى تبرز عيوبه وتوضحها وتقوم بانتقادها، حيث تعمل على لفت الانتباه أن هناك شيئًا خاطئًا وترجو الانتباه له، وهو ما يحسبه أساساً للورقة فى سخريتها من أى موضوع، فتقدم المجتمع يقاس بمدى تقبل أفراده للفن الساخر من المواقف الحياتية بشكل عام.
لا تتوقف موهبة إسلام جاويش على فن الكاريكاتير فقط، ولكن له أيضاً كتابات أدبية، ككتاب «الراجل اللى واقف ورا الكتاب»، والذى كان يسرد فيه أحداثاً وتفاصيل عن ثورة 25 يناير، وكتاب «لبن العصفور» الذى ضم مجموعة من ذكريات الطفولة الخاصة بجيلى الثمانينيات والتسعينيات بالإضافة إلى مقالات اجتماعية ولم يمس فيها الحياة السياسية.
قصة إسلام مع الكتب لم تتوقف عند تجربتيه، ولكنه يأمل فى تنفيذ «الورقة» فى كتاب، وهو ما قد يربط العالم الإلكترونى بالمطبوعات الورقية، ويقوم فيها باستغلال شهرة الورقة وجمهورها فى نجاحها ككتاب.
وأخيرا يأمل أن يصل مشروعه للعالمية، كأى نموذج ضخم ناجح بدأ انطلاقه بفكرة، فيحلم بأن يسير على خطى «والت ديزنى»، وتحقق الورقة نجاحا مماثلا منذ بدأت بفيديو، ثم سلسلة أفلام، فأفلام روائية طويلة وحتى حققت الكيان العالمى الشهير، حيث إنه لا يرى سقفًا لطموحاته لأن المشاريع كما عبر لا نهاية لها.
لاقت «الورقة» كل ذلك النجاح، حيث إنها لمست جمهورها بتفاصيلهم الصغيرة قبل الكبيرة، فلا وجود فيها لقصص خرافية ولا خيال، ولكنه الواقع الممزوج بالفكاهة!∎