الصحفى الرقاصة
عاصم حنفي
عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 19 - 02 - 2011
- الحرباية عندما تغير جلدها.. تحتاج أسبوعا كاملا.. تتأمل البيئة الجديدة.. لاستيعاب المتغيرات الطارئة..... ثم تغير ألوان جلدها تدريجيا لتتكيف مع ما يدور حولها لتتعايش معه وتتكسب منه...!
أما حضرة الصحفى فلان الفلانى .. فهو ليس من صنف الحرباية.. لأنه غير جلده فى اليوم التالى مباشرة لنجاح ثورة 25 يناير..!
حتى يوم 1 فبراير كان يكتب مهاجما شوية العيال الخائنين لتراب الوطن..
- ويوم 11 فبراير هاجم الحكم والنظام الفاسد الذى لم يستمع لمطالب الثوار .. ثم طبل وهلل للثورة الجديدة... التى هى أمل مصر فى قادم الأيام..!
كان الله فى عون فلان الفلانى الذى غير جلده بسرعة... والذى كتب مفسرا أسباب التأييد المزمن للنظام السابق ... فأكد أنه كان مخدوعا طوال الوقت.. قال إنه كان يظن أن الحزب الوطنى حزب جماهيرى.. فاكتشف أنه مجرد ديكور كرتونى.. وقال إنه كان يحسب النظام السابق نظاما وطنيا.. لكنه أدرك بالتجربة أنه كان نظاما فاسدا...
وقال إنه كان يعتقد أن الرئيس مبارك رجل نزيه.. فإذا به يمتلك 27 مليارا.
تساءل من أين لك بهذه المليارات يا سيادة الرئيس!
لهذه الأسباب غيَّر فلان الفلانى بوصلته السياسية إلى ثورة الثوار...
وغسل يده تماما من النظام السابق . وراح يوميا يدبج مقالات التأييد المطلق للثوار... ويشن الهجوم الكاسح على النظام الفاسد.. على حد وصف سيادته..!
كان الله فى عون صاحبنا... الذى عانى فى الماضى مشقة التأييد والدفاع عن النظام.. فى حين استسهل البعض المعارضة هربا من عنت التأييد وتضحياته!!
المثير أن أمثال فلان الفلانى كثيرون... وينتشرون الآن فى الصحافة والإعلام.. يطالعوننا بالأشعار المدبجة فى وصف محاسن الحكم الجديد.. وذم نظام الحكم السابق.. أو بالمقالات العصماء تتغزل فى شباب الثوار وتهيل التراب على نظام طالما رقصوا بين يديه ومجدوا أخطاءه..!
والخيبة أن صنف الحرباية من الصحفيين والإعلاميين سوف يستمر ويتكاثر... ويسعى للانقضاض على المواقع المميزة.. لأنهم بالطبل والزمر سوف يتقدمون الصفوف.. فى حين يتراجع الشرفاء الذين يعتقدون أن الواجب الصحفى هو كشف الأخطاء وتعرية السلبيات.. وبعد شهور سوف تكتشف سعادتك أن صنف الحرباية يجلس فى الصفوف الأولى... بينما الشرفاء يقفون فى نهاية الطابور.. على اعتبار أنهم من ذوى الدم السمج.. الذين يثيرون القلاقل ويكشفون الأخطاء...
الحدوتة قديمة.. تكررت فى الماضى.. و سوف تتكرر فى قادم الأيام.. ولا عزاء للشرفاء المدافعين عن كرامة الكلمة المكتوبة والمسموعة.. الذين يترفعون عن ألعاب النفاق الرخيص التى يزاولها بنجاح عظيم فلان الفلانى وزملاؤه المتربصون بنا.. الذين لا يخجلون من تغيير جلودهم كلما تيسر..
الرقاصة عندما يتجاوزها الزمن.. فتشيخ وتترهل.... .تعتزل المهنة وتجلس فى بيتها تتفرج على الجيل الجديد من الراقصات..
والمشكلة أن صاحبنا لا ينتمى لنقابة الرقاصات..!!