السبت 27 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تدريب النساء على جهاد النكاح لدخول الجنة

تدريب النساء على جهاد النكاح لدخول الجنة
تدريب النساء على جهاد النكاح لدخول الجنة


بينما يسيطر التيار المسيحى على الحكم فى ألمانيا، نجد أن تياراً آخر مقابلاً يأخذ فى التزايد ويتبنى أفكاراً مغايرة تماماً للأول ويحول البلاد إلى بؤرة جديدة لتصدير الفكر الإرهابى.
فى السنوات الأخيرة ازدادت الجماعات الإسلامية المتطرفة فى ألمانيا شراسة حتى أصبحت إحدى أكبر الدول الأوروبية التى ينضم أبناؤها لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، ليكشف الإعلام الألمانى عن دورات تعليمية يديرها الإسلاميون يقومون من خلالها بعمل «غسيل دماغ» للشباب المنضمين حديثاً للإسلام ويتم تجنيدهم من خلالها وتغيير معتقداتهم وثقافتهم وتحويلهم إلى إرهابيين وهناك قصص كثيرة وشهيرة للعديد من هؤلاء.
انتشار الظاهرة دفع الشعب الألمانى للشعور بالخطر من تنامى هذا التيار ويخرج فى تظاهرات معلناً عن رفضه لـ«أسلمة» بلاده.
المسلمون فى ألمانيا يشكلون أكبر الأقليات الدينية تعداداً، حيث يصل عددهم إلى 4 ملايين ويبلغ عدد المساجد نحو 2000 مسجد فى أنحاء البلاد، لكن الخطورة تكمن فى تنامى التيار الجهادى، فلاعجب أن ترى أشخاصا يرتدون جلابيب قصيرة ومطلقى اللحى يقودون تظاهرات فى ألمانيا داعين الناس للدخول فى الإسلام ومرددين عبارات «الله أكبر.. والعزة للإسلام»، لم يكن هذا المظهر يشكل خطورة بقدر ما يحمل من أفكار تكفيرية للمجتمع وللآخر المخالف لفكره.
بيير فوجل.. ملاكم محترف، أطلق على نفسه «صلاح الدين» بعد اعتناقه الإسلام، وبعد أن أصبح داعية إسلامى اعتنق الفكر السلفى، وهو أحد أبرز الدعاة الذين استطاعوا أن يحدثوا تأثيراً كبيراً على العديد من الشباب ليس فى ألمانيا فحسب، بل فى العديد من الدول الأوروبية والعالم أجمع، كما أنه استطاع أن يستقطب عدداً من نجوم الفن والرياضة فى ألمانيا لاعتناق الإسلام، ليتغير مسار حياتهم كلية، ليطلق عليه لقب «فاتح ألمانيا»، ومن بين أشهر الذين اعتنقوا الإسلام على يده دنيس كاسبرت، مطرب الراب الألمــانــى، الــذى أطـلق على نفسـه اســم «أبو طلحة» وانضم فيما بعد لصفوف داعش والقتال فى سوريا، معلناً الجهاد ضد الرئيس بشار الأسد، كما أن لـ«فوجل» علاقات وطيدة بإعلاميين لم يعتنقوا الإسلام أمثال ويلى هيرين، مقدم البرامج والمطرب الشهير فى ألمانيا والذى ظهر معه فى العديد من اللقاءات والتظاهرات التى يقوم بها فى أنحاء البلاد، حتى أن البعض اتهم «هيرين» بأنه يقوم بعمل دعاية لهذا التيار فى ألمانيا، حيث إنه دائماً ما يشيد بالإسلام ويعلن تأييده لـ«فوجل» ويتحدث عن علاقته الوطيدة به.
حقيقة الأمر أن الرئيس الألمانى يوخائيم جاوك، أعطى صلاحيات كبيرة للمسلمين، حتى إنه قال فى تصريح سابق له: إن المسلمين جزء لا يتجزأ عن ألمانيا، وفى نوفمبر الماضى أصدر قراراً بتدريس العلوم الإسلامية فى الجامعات الألمانية.. وحول هذا القرار علقت الإذاعة الألمانية فى قسمها الفارسى، أن تلك الخطوة جاءت لرغبة الرئيس تدريس الفقه الإسلامى لأئمة الجمعة وخطباء المساجد بعيداً عن دعاة التشدد، فبينما وصفها البعض بأنها إيجابية لصرف المسلمين عن الأفكار الجهادية وتعبير عن احترام الدولة لحقوقهم كأكبر أقلية دينية فى ألمانيا، انتقدت الجماعة السلفية الجهادية القرار باعتبار أن المركز سيقوم بترويج الإسلام الليبرالى ويعمل على تمييع الشريعة الإسلامية.
وفقاً لتقدير الإذاعة الألمانية فإنه من المتوقع أن يزداد أعداد السلفيين الجهاديين إلى 7000 شخص خلال الفترة المقبلة وأن هؤلاء يتم تصديرهم للمشاركة فى الحرب فى كل من سوريا والعراق للقيام بأعمال إرهابية.
الانضمام للجماعة يأتى عبر عدة وسائل منها الدعوة عبر التظاهرات والخطب فى الشوارع حيث يقف أحد الأعضاء ممسكاً ميكرفونا متحدثاً عن بعض الشعارات الدينية وسماحة الإسلام، فالشعب الألمانى يميل إلى النزعة الدينية، البعض يقف من باب الفضول ليستمع إلى تلك الخطب، حيث يظهر فى بعض الفيديوهات التى يرفعها أعضاء التنظيم عبر موقع «يوتيوب» الدعاة وهم يدعون الحضور من منكم يريد أن يعتنق الإسلام؟.. ليرفع البعض يده وينطق بالشهادة فيردد الواقفون على المنصة «تكبير.. الله أكبر»، وفى إحدى هذه التظاهرات يظهر «فوجل» وهو يقول ساخراً: أين السيف الذى يتحدثون أن الإسلام انتشر من خلاله؟.. المفارقة أن السيف يظهر فى مشاهد لاحقة بعد عملية غسيل الدماغ التى تتم للمعتنقين الجدد والذين يتم تصديرهم للجهاد فى العراق وسوريا.
والبعض يعتنق تلك الأفكار الإرهابية الجهادية عبر مدارس السلفيين الذين يسيطرون على عدد من المساجد فى أنحاء ألمانيا، وتقول الإذاعة الألمانية إن مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تلعب دوراً حيوياً فى تجنيد الشباب لداعش، واستقطابهم من خلال دعوتهم لتلك المدارس وهناك يتم عمل غسيل دماغ للمنضمين الجدد وتصدير صورة وهمية أقرب لحياة الرسول «ص» والصحابة الكرام وضرورة انتشار الإسلام فى العالم ونيلهم لشرف تجنيد عناصر جديدة إلى أن يرتقوا لمنزلة «المجاهدين» ويقدموا على أعلى مراتب الإيمان بتغيير المنكر باليد ومحاربة الكفر، على حد زعمهم.
النساء  لم يكن بمعزل عن تلك الأحداث حيث يتم اللعب على وتر الروحانيات لديهن وتجنيدهن لينضممن لصفوف «داعش»، وتذكر وكالة أنباء «أفغانستان» أن إجمالى عدد الفتيات والنساء المسلمات اللاتى دخلن الإسلام حديثاً فى الدول الغربية عامة يبلغ نحو مليون، يتم عمل غسيل مخ لأعداد منهن، حيث يتم تهجير العشرات من كل دولة أجنبية إلى سوريا لممارسة جهاد النكاح، مشيرة إلى أن نحو 50: 60 سيدة بريطانية يسافرن إلى سوريا عن طريق تركيا للالتحاق بداعش معتقدة أنها بذلك تحصل على شرف دخول الجنة، حيث تلعب مواقع التواصل الاجتماعى دوراً فى ترويج تلك الصورة بطريقة ساذجة حيث تصور مشاهد ولقطات رومانسية لبعض أعضاء التنظيم مع النساء المنتقبات باعتبار أن حياتهم معاً ستعد نموذجاً حياً وتجسيداً لحياة الصحابة الذين خاضوا حروباً شرسة مع الكفار من أجل نصرة الدين الإسلامى، والغريب أن بعضهن ينخدعن ويحلمن بعيش تلك اللحظة مع شركائهن فى الجهاد، حسبما يقلن.
ولعل مايؤكد على هذا الأمر ذلك الفيديو الذى انتشر مؤخراً لتلك الفتاة الأجنبية التى تدعى يانج موليا، والتى تعانق حبيبها بحرارة قبل قيامه بتفجير مدرعة فى سوريا، ليبين أن هؤلاء الإرهابيين يعيشون حالة من الوهم بأن ما يقومون به جهاد فى سبيل الله.
«الدعوة إلى الجنة».. واحدة من المنظمات التى يقودها الداعية بيير فوجل، والتى تعمل بشكل سرى فى ألمانيا ويتم من خلالها عمل ندوات للسلفيين من العديد من أنحاء أوروبا ويتم من خلالها الاشتراك فيما أسموه بـ«الحرب المقدسة» فى سوريا والعراق، علماً بأن أعضاءها لم يقتصروا على الألمان فحسب، بل منهم جنسيات عديدة مهاجرة لألمانيا وحاصلة على الجنسية الألمانية كالأتراك، ويعلن أعضاء تلك الجماعة بأنهم على استعداد لقتل عائلاتهم إذا ما اعترضت على داعش فى يوم من الأيام، على حد ما جاء فى تقرير الإذاعة.
ولمزيد من الحبكة الدرامية يختار هؤلاء أسماء مستعارة مستوحاة من التاريخ الإسلامى، من ناحية أخرى فإن علاقة هذا التنظيم لم تنفصل عن باقى التنظيمات الإسلامية فهناك علاقة وطيدة بينها وبين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، فتشير الإذاعة الألمانية إلى أحد الفيديوهات التى تم تسجيلها لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى ألمانيا يدعى طارق، وهو من أصل مصرى، أطلق على نفسه اسم عثمان العامنى، للجهاد فى صفوف الداعشى أبو بكر البغدادى، وتقول أمه المسيحية التى تدعى «دانيلا» للإذاعة إن ابنها اختفى العام الماضى وأرسل إليها رسالة عبر سكايب أنه لن يريد العودة لألمانيا مرة أخرى وأنه اختار طريق الجنة والجهاد فى سوريا.
الحكومة الألمانية عجزت عن التصدى لانتشار هذا الفكر الجهادى على أرضها، حيث أعلن وزير الداخلية بيتر بيوت، أن منع هؤلاء من السفر ربما سيزيد غضبهم ويثير رد فعل عكسى، حيث أصبح هؤلاء يشكلون خطراً على الأمن القومى، وبالتالى فإنه يجب مواجهة تلك الأفكار بطرق أكثر سلمية، لاسيما بعد قيامهم بإطلاق «شرطة الشريعة» التى تشبه جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، الهادفة لمراقبة سلوك المواطنين.
من ناحية أخرى فإن علاقة السلفية الجهادية فى ألمانيا وطيدة بالسلفيين فى مصر ففى أيام حكم الإخوان المسلمين فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، كانت تعقد العديد من الندوات للداعية بيير فوجل، فى الإسكندرية والقاهرة، وجامعة الأزهر، كما سجل عدداً من اللقاءات مع قناة الناس السلفية تحدث خلالها عن علاقته بالشيخ السلفى أبو إسحاق الحوينى، حتى إنه يصفه فى أحد اللقاءات التليفزيونية مع قناة الناس قائلاً:
هناك حديث عن النبى «ص» يقول بأن جعفر ابن أبى طالب، أشبه للرسول فى خُلقه وخَلقه.. وأنا أرى هذه الصفات فى الشيخ أبو إسحاق.
وعن العلاقة التى جمعت بينه وبين «الحوينى» يقول: كنت دائماً أدعو الله أن يرشدنى لعالم من علماء السنة وفى يوم من الأيام جاءتنى رسالة قصيرة على هاتفى الجوال: أنا أبو إسحاق الحوينى.. فاتصلت به على الفور وسررت بالتعرف عليه للغاية ودعوته للذهاب لألمانيا لإلقاء المحاضرات، وبعد أربع أسابيع هى مدة إقامته فى ألمانيا وجد «الحوينى» أن وضع المسلمين فى ألمانيا أفضل من أى بلد أوروبى آخر.. على حد تعبيره.
ويبدو أن لقاءات «الحوينى» كانت تتم بصورة بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية، التى ترى أن تواجده يشكل خطورة، حيث يروى «فوجل» قصة إخفائهم له بعيداً عن الصخب الإعلامى، فيقول:
أردنا من البداية أن يكون بعيداً عن الأضواء، فاصطحبناه لمكان أشبه بالغابة، ومر يوم واثنان ووجدنا خمسة أشخاص يطرقون الباب يريدون مقابلته، فقلنا لأنفسنا من أين عرفوا بمكانه؟.. فإذ بهم يريدون أن يدخلوا الدين على يديه.
فحديثه عن «أبو إسحاق» كان أشبه بحديثه عن صحابى للرسول، وليس لداعية، ويتضح ذلك من خلال وصفه له أثناء قيامه وطريقة تفكيره ونظراته، وهو الوتر الذى يلعب عليه هؤلاء لاستقطاب الشباب وتجنيدهم لداعش.
من ناحية أخرى فإن ألمانيا بها أكبر تجمع للإخوان المسلمين، عبر التجمع الإسلامى، واللافت للنظر أن قطاعا ليس بقليل من الشعب الألمانى يعلن بين الحين والآخر عبر التظاهرات رفضه لأسلمة ألمانيا، إلا أن بعض الأحزاب والكنائس وبعض الحركات اليسارية تعرب عن رفضها لتلك الاعتراضات خشية من تصدير فكرة معاداة الأجانب والعنصرية.∎