نعمات مجدي
فى حضرة «روز».. نتعلم أن نحلم
مئة عام مرت، ولا تزال «فاطمة اليوسف» حاضرة؛ لا كاسم فى تاريخ الصحافة؛ بل كقوة لا تُكْسَر.. فى مئوية مجلتها «روزاليوسف»، نحتفل بروح لم تهزمها الحياة، بإرادة لم تضعف، وبامرأة سبقت زمانَها بعقود، وربما بقرون.
فى كل مرة أقرأ عن «فاطمة اليوسف»، أو «روز» كما كانت تحب أن تُنادَى، لا أراها سيرة تُروى؛ بل أنشودة حرية تُعزَف على أوتار الإرادة، وتمرُّد ناعم لا يشبه الصخب؛ بل يشبه الوعى.
تعلمت من مسيرة «فاطمة اليوسف» الكثير، فكانت بالنسبة لى حلمًا عندما التحقت بمؤسّسة روزاليوسف فى مايو 2006 فور تخرُّجى فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، تعلمت أن الفرصة لا تُمنح؛ بل تُنتَزع. «روز» تلك السيدة العظيمة لم تكن تحمل شهادة مدرسية ولا مؤهلاً علميًا لكنها كانت مؤمنة بذاتها، بموهبتها، وبفكرتها. فأسّست مجلة «روزاليوسف»، التى يَعتبرها جيلنا والأجيال السابقة مَدرسة، فكانت فارسة قلم، تختار معاركها، وتخوضها بلا تردد. لم تكن تبحث عن رضا السلطة، ولا تجامِل على حساب الحقيقة.
كانت ممثلة على المسرح، ثم صحفية، ثم مؤسِّسة ورئيسة تحرير، ثم صانعة أجيال من الكُتّاب والمثقفين والسياسيين. لم تسأل يومًا: هل يُسمح لى؟ بل سألت: ماذا يمكن أن أقدم؟
منها تعلمت أن الموهبة الحقيقية لا تموت؛ بل تعيد ترميم نفسها.
أشعر بفخر عميق وأنا أقول إننى من تلميذات مَدرسة فاطمة اليوسف، حتى وإن لم ألتقِ بها يومًا، أو أتنفس هواءَ زمنها.
هى ليست فقط اسم صاحبة هذه الدار؛ هى فكرة وحالة لا تزال تُشعِل فينا الرغبة فى أن نكتب، وننقد، ونحلم، ونقف، ونكمل فى حضرتها، تعلمت أن أكتب كما أتنفس، وأعيش كما أومن، وأقاوم كما يليق بامرأة عرفت طريقها، ولم تتراجع عنه.
«مئوية روزاليوسف»؛ ليست احتفالًا بامرأة مرّت من هنا؛ بل هى تذكير بأن كل امرأة يمكن أن تكون «روز» إذا امتلكت الشجاعة أن تبدأ.







