الأربعاء 5 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أكبر متحف أثرى فى العالم

أكبر متحف أثرى فى العالم

بالقرب من هضبة الأهرامات، وفى حضن التاريخ، يقف المتحف المصرى الكبير شامخًا كأكبر متحف أثرى فى العالم، شاهدًا على عظمة حضارة امتدت لآلاف السنين، ومعلنًا ميلاد عصر جديد من الحفاظ على التراث الإنسانى بأحدث الوسائل العلمية والتقنية.



يقع المتحف على مساحة 117 فدانًا أى 491.400متر مربع وبالقرب من الأهرامات؛ حيث تلتقى الأهرامات الثلاثة، رمز الخلود؛ بأحدث ما وصلت إليه تقنيات العرض المتحفى فى القرن الحادى والعشرين.. ومنذ أن بدأ المشروع، وضع له هدف طموح: أن يكون أكبر وأشمل متحف مخصّص لحضارة واحدة فى العالم- الحضارة المصرية القديمة.

ترتكز فلسفة تصميم المتحف المصرى الكبير على دمج الهوية المصرية القديمة مع الحداثة؛ حيث يجسد التصميم المعمارى الحديث روح الأهرامات من خلال واجهات مثلثية وخطوط هندسية مستوحاة من الأهرامات الثلاثة، بينما يهدف التصميم الداخلى لعرض القطع الأثرية إلى توفير تجربة تعليمية وثقافية تفاعلية للزوار من خلال استخدام التقنيات الرقمية والواقع المعزز، مع مراعاة بيئة مثالية لحفظ القطع الأثرية وتوفير مسارات مريحة للزوار.

يضم المتحف أكثر من 56 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف مراحل التاريخ المصرى القديم؛ بدءًا من عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليونانى والرومانى. ويُعَد تمثال الملك رمسيس الثانى الحد الأعظم للقدماء المصريين الذى يتوسط البهو العظيم، أول ما يستقبل الزائرين فى مشهد مهيب يعكس عظمة الملوك وبراعة الفنان المصرى القديم. كما تعد المسلة المُعَلقة أحد روائع التصميم المعمارى للمتحف، فهى الأولى من نوعها فى العالم؛ إذ تم رفعها على قاعدة زجاجية تتيح للزائر رؤية نقوشها من أسفلها فى تجربة فريدة من نوعها.

أمّا مجموعة الملك توت عنخ آمون التى تتجاوز 5000 قطعة؛ فهى جوهرة المتحف التى تعرض لأول مرة كاملة تحت سقف واحد، فى قاعة مهيبة مخصّصة لهذا الملك الشاب الذى خطف أنظار العالم منذ اكتشاف مقبرته عام 1922. تضم القاعة أكثر من خمسة آلاف قطعة، تُعرَض بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة، وتستخدم فيها أحدث تقنيات الإضاءة والعرض ثلاثى الأبعاد. 

ثم يأتى الدرج العظيم الذى يضم 59 قطعة أثرية من روائع الفن المصرى القديم متحدثًا عن المَلكية- الدور المقدسة- المَلك وعلاقته بالآلهة ثم الحياة الأبدية.

كما يحتوى المتحف على اثنتى عشرة قاعة عرض رئيسية، تسرد بأسلوب متسلسل قصة الإنسان المصرى القديم بدءًا من المجتمع والملكية ومعتقداته اليومية. ويعتمد العرض على الوسائط المتعددة والتقنيات التفاعلية التى تجعل الزائر يعيش تجربة متكاملة بين العلم والإبهار البصرى.

بالإضافة إلى متحف نوعى لمراكب الملك خوفو أقدم وأكبر أثر عضوى باقٍ حتى الآن على وجه الأرض.

ولا يقتصر دور المتحف على عرض الآثار فقط؛ بل يتجاوز ذلك ليكون مركزًا عالميًا للبحث والتعليم والترميم.. فقد أُنشئ داخله واحد من أكبر مراكز الترميم فى الشرق الأوسط، مجهز بأحدث الأجهزة العلمية لحماية الآثار وصيانتها. كما خُصّصت قاعات لتعليم الأطفال والشباب؛ ليغرس فى نفوسهم حب حضارتهم بأساليب تفاعلية ممتعة، عبر ما يُعرَف بـ «متحف الطفل».

ويضم المتحف أيضًا منطقة خدمية وتجارية متكاملة تشمل المطاعم والمقاهى ومحال الهدايا، إلى جانب مساحات خضراء واسعة توفر تجربة زيارة مريحة ومبهجة.. وقد روعى فى تصميمه أن يكون مجهزًا بالكامل لخدمة كبار السن وذوى الهمم، بما يجعله متحفًا إنسانيًا بكل المقاييس.

إن المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى يحتضن آثارًا؛ بل هو ملحمة وطنية شارك فيها آلاف المصريين من مهندسين وعلماء وآثاريين وفنيين؛ ليُقدموا للعالم صرحًا يليق بحضارة عمرها سبعة آلاف عام.. إنه رسالة مصر للعالم: «إن الحضارة التى أضاءت التاريخ لا تزال تنبض بالحياة».

المدير التنفيذى لترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير