مي زكريا
عصر مبارك.. من الاستقرار إلى الانفجار!
من «الانفراج السياسى» الذى بدأ بالإفراج عن معتقلى سبتمبر إلى «الانفجار السياسى» فى 25 يناير 2011، شهدت فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك - شأنها فى ذلك شأن النظم السياسية كافة .. العديد من الانتصارات والانكسارات.. والإنجازات والإخفاقات.. والإصلاحات والانتكاسات.
عادت طابا «أحد أهم الإنجازات القانونية والسياسية»، وغابت فى نهاية حكمه العدالة الاجتماعية.. تعززت العلاقات الدولية والإقليمية... لكن ظلت محدودية «التنمية الاقتصادية» حاضرة فى كثير من الأوقات، غير أنه بامتداد أعوام حكم الرئيس الراحل الثلاثين، كان ثمة العديد من التحديات .. لعل أبرزها كان تحدى الإرهاب الذى انتشر بطول البلاد وعرضها فى نهاية حكم سلفه «الرئيس الراحل أنور السادات».. وهو تحدٍّ ألقى بظلاله على حكم مبارك حتى أيامه الأخيرة.
لذلك.. اعتبرت روزاليوسف تلك القضية قضيتها الأساسية.. قضية بقاء أو فناء... قضية استقرار أو اندثار .. قضية حياة فى مواجهة أعداء الحياة.
وهى قضية لم تكن جديدة على النسق الفكرى الذى تأسست عليه المجلة منذ يوم صدورها الأول... فلطالما كانت روزاليوسف ضد التطرف بجميع أشكاله.
ضد التوظيف السياسى للدين... وضد شذوذ الفكر الدينى... وضد توظيف الدين لخدمة المصالح الاقتصادية والمالية لبعض تجار الدين.. لذلك، شهدت فترة حكم مبارك أعنف المعارك الصحفية ضد العنف والإرهاب.. وضد شركات توظيف الأموال.. وضد شيوخ التكفير، وقت أن جبن الكثيرون عن أن يخوضوا غمار تلك المعارك، حتى لا يتهم أحد بمعاداة الدين!
وفى مقابل بعض الإخفاقات الاقتصادية وتفشى الفساد فى بعض القطاعات، خاضت روزاليوسف حربًا ضروسًا على القطط السمان، وفجرت خلال حكم مبارك قضايا القروض وانحرافات بعض رجال الأعمال، وجابهت الانحراف الإدارى والرشوة، فى وقت كان فيه المستفيدون من الفساد لهم من السطوة والنفوذ ما كان قادرًا على إخراس الألسنة!







