رسالة سلام من أرض السلام
الرئيس السيسي وترامب يقودان جهود إنهاء الحرب فى غزة
إسلام عبدالوهاب
فى إطار تكريس مسار السلام فى الشرق الأوسط من خلال إنهاء الحرب فى غزة والتوصل لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية، وبناء على مبادرة مصرية أمريكية، استضافت مصر، الإثنين الماضى، «قمة شرم الشيخ للسلام»، التى رأسها كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وشارك فيها رؤساء دول وحكومات كل من: الأردن، قطر، الكويت، البحرين، تركيا، إندونيسيا، أذربيجان، فرنسا، قبرص، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، إسبانيا، اليونان، أرمينيا، المجر، باكستان، كندا، النرويج، العراق، الإمارات، سلطنة عمان، السعودية، اليابان، هولندا، وبارجواى، والهند، بالإضافة إلى كل من سكرتير عام الأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس المجلس الأوروبى، ورئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، ورئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق.
تركزت أعمال القمة على التأييد والدعم المطلق لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى غزة، الذى تم إبرامه يوم 9 أكتوبر 2025، وبوساطة كل من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا.
إشادة أمريكية
تمت الإشادة خلال القمة بقيادة الرئيس الأمريكى ترامب لجهود إنهاء الحرب من خلال خطته للتسوية، وبالدور المحورى الذى قام به الأشقاء فى كل من قطر وتركيا فى جهود الوساطة. وقد ثمَّن القادة المشاركون دور مصر، تحت رعاية الرئيس السيسى، فى قيادة وتنسيق جهود العمل الإنسانى منذ بداية الأزمة، وفى الوساطة إلى أن تم التوصل لاتفاق شرم الشيخ، وأشادوا بالجهود المصرية لعقد القمة.
تناولت القمة أهمية التعاون بين أطراف المجتمع الدولى لتوفير كل السبل من أجل متابعة تنفيذ بنود الاتفاق والحفاظ على استمراريته، بما فى ذلك وقف الحرب فى غزة بصورة شاملة، والانتهاء من عملية تبادل الرهائن والأسرى، والانسحاب الإسرائيلى، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة. وقد شهدت القمة فى هذا السياق مراسم توقيع قادة الدول الوسيطة على وثيقة لدعم الاتفاق.
تم كذلك التشديد على ضرورة البدء فى التشاور حول سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة الرئيس ترامب للتسوية، بدءًا من المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الأمن، وإعادة إعمار قطاع غزة، وانتهاء بالمسار السياسى للتسوية.
رسائل مصرية
تقدمت مصر خلال بيان صادر عن مؤسسة الرئاسة بالشكر والتقدير للقادة الذين شاركوا فى القمة، وترحب فى هذا السياق بالمشاركة رفيعة المستوى التى عكست الدعم الدولى الواضح لجهود إنهاء الحرب، وستستمر مصر فى التعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إغلاق هذا الفصل المؤلم من تاريخ الشرق الأوسط والعالم، الذى فقدت فيه البشرية الكثير من إنسانيتها، وفقدت فيه المنظومة الدولية القائمة على القواعد الكثير من مصداقيتها، وفقدت فيه الشعوب فى المنطقة الشعور بالأمان.
تؤكد مصر التى غرست نبتة السلام فى المنطقة منذ حوالى نصف قرن، أنها لن تألو جهدًا للحفاظ على الأفق الجديد الذى ولد بمدينة السلام فى شرم الشيخ، وسنواصل العمل على معالجة جذور عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، وعلى رأسها غياب التسوية للقضية الفلسطينية، وصولًا لتحقيق السلام الشامل والعادل.
لقد عانى الشعب الفلسطينى كما لم يعانِ شعب آخر على مدار التاريخ الحديث، وتمكن هذا الشعب الشقيق من الصمود والثبات رغم التحديات الجسيمة، وستظل مصر سندًا له، وداعمة لهذا الصمود، ولحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف بما فى ذلك حق تقرير المصير، ولحقه فى العيش بأمان وسلام، مثله كمثل باقى شعوب العالم، فى دولة مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، وعلى أرضه بغزة والضفة الغربية بما فى ذلك القدس الشرقية، تحت قيادته الشرعية وعلى خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وفقًا للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
تتطلع مصر لتحقيق السلام، وستتعاون مع الجميع، لبناء شرق أوسط خالٍ من النزاعات، شرق أوسط يتم بناؤه على العدالة والمساواة فى الحقوق، وعلى علاقات حسن الجوار والتعايش السلمى بين جميع شعوبه بلا استثناء.
الرئيس السيسي يستقبل نظيره الأمريكى
خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى للرئيس «دونالد ترامب»، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عُقدت جلسة مباحثات ثنائية ضمت وفدى البلدين قبل قيام الرئيسين بافتتاح ورئاسة «قمة شرم الشيخ للسلام».
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوى بأن الرئيس استهل المقابلة بالترحيب بالرئيس «ترامب» فى مصر، مشيدًا بالعلاقات الوثيقة التى تجمع مصر بالولايات المتحدة، ومثمنًا رؤية الرئيس الأمريكى الرامية لإنهاء النزاعات والصراعات الممتدة حول العالم، وهو ما أسهم فى إعطاء دفعة قوية لمساعى إنهاء الحرب فى قطاع غزة.
كما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى منح الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، قلادة النيل، وذلك تقديرًا لإسهاماته البارزة فى دعم جهود السلام، ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحورى فى وقف الحرب فى غزة.

رسائل الرئيس السيسي
خلال كلمته فى قمة السلام
مصر دشنت مسار السلام فى الشرق الأوسط، قبل ما يقارب نصف قرن، عندما أقدم الرئيس السادات بخطى ثابتة غير مسبوقة فى تاريخ المنطقة، وبادر بزيارة تاريخية إلى «القدس».
مصر أطلقت عهدًا جديدًا، أهدى الأجيال اللاحقة فرصة للحياة، وأثبت أن أمن الشعوب، لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط.
الشعب الفلسطينى من حقه أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبل لا يخيم عليه شبح الحرب.
السلام لا تصنعه الحكومات وحدها، بل تبنيه الشعوب، حين تتيقَّن أن خصوم الأمس، يمكن أن يصبحوا شركاء الغد.
أقول لشعب إسرائيل: فلنجعل هذه اللحظة التاريخية، بداية جديدة، لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمى.
مصر والولايات المتحدة، ستعمل على وضع الأسس المشتركة، للمضى قدمًا فى إعادة إعمار القطاع دون إبطاء.
نعتزم استضافة مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار والتنمية.
أمامنا فرصة تاريخية فريدة، ربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسط، خال من كل ما يهدد استقراره وتقدمه.
إن اتفاق اليوم يمهد الطريق لذلك، ويتعين تثبيته وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين.
أعلن أمام الحضور الكريم، قرار مصر إهداء فخامته، «قلادة النيل»، وهى الأرفع والأعظم شأنًا وقدرًا، بين الأوسمة المصرية.
كلمة الرئيس السيسي
خلال قمة شرم الشيخ للسلام
وفى كلمته خلال قمة شرم الشيخ للسلام»، قال الرئيس السيسى: فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة، التى شهدنا فيها معًا، التوصل لاتفاق شرم الشيخ «لإنهاء الحرب فى غزة»، وميلاد بارقة الأمل، فى أن يغلق هذا الاتفاق، صفحة أليمة فى تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد، من السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، ويمنح شعوب المنطقة، التى أنهكتها الصراعات، غدًا أفضل.
وأضاف الرئيس السيسى: اليوم نستقبل القيادة الشجاعة المحبة للسلام، الذى ساهمت جهوده فى إنهاء الصراع، وتحقيق الأمن والتنمية فى منطقتنا، بل وفى العالم أجمع.
وأردف الرئيس: أود أن أشكر شركاءنا، فى الولايات المتحدة وقطر وتركيا، وأعيد التأكيد على دعمنا وتطلعنا لتنفيذ هذه الخطة، وبما يخلق الأفق السياسى اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، فى طى صفحة الصراع والعيش بأمان.
وتابع الرئيس السيسى: لقد أثبتم؛ فخامة الرئيس، أن القيادة الحقيقية، ليست فى شن الحروب، وإنما فى القدرة على إنهائها، ونحن على ثقة فى قيادتكم لتنفيذ الاتفاق الحالى، وتنفيذ خطتكم بكافة مراحلها.
فخامة الرئيس؛ فلتكن حرب غزة، آخر الحروب فى الشرق الأوسط.
مصر لن تقف مكتوفة الأيدى أمام نهج إثيوبيا
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مُسَجلة، خلال الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة الثامن للمياه، الذى انطلق تحت شعار «الحلول المبتكرة، من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، واستدامة الموارد المائية»، وذلك بمشاركة واسعة من وزراء، وصناع القرار، وخبراء دوليين، وممثلى المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدنى.
أبرز ما جاء فى كلمة الرئيس خلال أسبوع القاهرة الثامن للمياه
قضية المياه لم تَعُد شأنًا محليًا فحسب؛ بل قضية عالمية، تتطلب تكثيف التعاون الدولى؛ لإيجاد حلول مبتكرة، لهذا المورد الوجودى.
مصر تواجه تحديات جسيمة فى ملف المياه، حيث تُعَد المياه قضية وجودية، تمسُّ حياة أكثر من مائة مليون مواطن.
تصنف مصر ضمن الدول الأكثر ندرة فى المياه؛ إذ لا يتجاوز معدل الأمطار السنوى، «1.3» مليار متر مكعب، ويبلغ نصيب الفرد نحو «500» متر مكعب سنويًا.
حرصت مصر على إدراج ملف المياه، ضمن أولويات المجتمع الدولى فكان إدراج موضوعات المياه لأول مرة، فى مؤتمرات المناخ العالمية.
مصر تؤمن إيمانًا لا يتزعزع، بأن الأنهار الدولية، لم تخلق لتكون خطوطا تفصل بين الأوطان؛ بل شرايين حياة تنبض بالتكامل.
تعلن مصر، وبكل وضوح وحزم، رفضها القاطع، لأى إجراءات أحادية تتخذ على نهر النيل، تتجاهل الأعراف والاتفاقات الدولية.
انتهجت مصر على مدار أربعة عشر عامًا، من التفاوض المضنى مع الجانب الإثيوبى؛ مسارًا دبلوماسيًا نزيهًا، اتسم بالحكمة والرصانة.
تسببت إثيوبيا من خلال إدارتها غير المنضبطة للسَّد، فى إحداث أضرار بدولتىّ المصب، نتيجة التدفقات غير المنتظمة، التى تم تصريفها، دون أى إخطار أو تنسيق مـع دولتــىّ المصــب.
اختارت مصر طريق الدبلوماسية، ولجأت إلى المؤسَّسات الدولية، وهذا الخيار، لم يكن يومًا ضعفًا أو تراجعًا؛ بل تعبيرًا عن قوة الموقف.
مصر لن تقف مكتوفة الأيدى، أمام النهج غير المسئول الذى تتبعه إثيوبيا، وستتخذ كافة التدابير، لحماية مصالحها وأمنها المائى.








