الخميس 6 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تفاؤل عربى بشأن خطة واشنطن.. وصمت إسرائيلى

خطة ترامب هل تنهى حرب غزة ؟

قال المبعوث الرئاسى الأمريكى ستيف ويتكوف، إنه يأمل وربما يكون متأكدًا من الإعلان عن شكل ما من الانفراج بشأن الحرب فى غزة خلال الأيام المقبلة.



أضاف ويتكوف: إن خطة الرئيس دونالد ترامب المكونة من 21 نقطة عرضت على بعض القادة العرب والمسلمين يوم الثلاثاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبحسب موقع إكسيوس الأمريكى؛ فإن ترامب شدّد أمام القادة على أن الحرب يجب أن تنتهى بشكل عاجل، محذرًا من أن استمرارها يزيد من عزلة إسرائيل دوليًا، لا سيما بعد موجة الاعترافات الدولية بفلسطين.

 خطة ترامب 

ذكرت تقارير لموقع أكسيوس، أن الخطة  تم استعراضها خلال اجتماع جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقادة ومسئولين من مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا وباكستان وإندونيسيا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة،  وتضمنت  الخطة 21 بندًا، منها:

- إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقّين. 

- وقف دائم لإطلاق النار.

- انسحاب تدريجى للقوات الإسرائيلية من كامل غزة.

- إقامة آلية حكم جديدة فى غزة  دون مشاركة حماس.

- تشكيل قوة أمنية مشتركة تضم فلسطينيين وقوات عربية وإسلامية. 

- تمويل عربى وإسلامى لإدارة القطاع وفكّ الاعتماد على الحُمَاة. 

- إشراك السلطة الفلسطينية «بصيغة ما» فى الحكم. 

 اقتراحات عربية وإسلامية 

فى مقابل هذه  الخطة، اقترح قادة  الدول العربية والإسلامية عدة مطالب وشروط أساسية، من أبرزها:

- ألا تضم إسرائيل أى أجزاء من الضفة الغربية أو غزة. 

- ألا تحتل إسرائيل أجزاء من غزة أو تبنى مستوطنات فيها. 

- وقف أى إجراءات إسرائيلية تُقوّض الوضع القائم فى المسجد الأقصى. 

- توسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة فورًا. 

 تأكيدات ترامب 

وأفاد تقرير لصحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن ترامب أكد على أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، فى محاولة لكسب تأييد الدول العربية والتخفيف من المخاوف المرتبطة بالضم.

من جهته، قال  المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خلال كلمة له  فى منتدى «كونكورديا» بنيويورك، إن الخطة تعالج «مخاوف إسرائيل وكل دول المنطقة».. مُبديًا تفاؤلاً بإمكانية الإعلان عن تحقيق تقدُّم قريبًا. 

 وبالرغم من هذا العرض الطموح؛ يبقى العامل الأهم  يتمثل فى ما  ستحمله الخطة من تفاصيل مكتوبة ومعلنة بشكل رسمى، بالإضافة إلى  الكيفية  التى سيتم التعامل بها مع تنفيذ الخطة على الأرض، من قِبَل حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 ردود فعل 

تعليقًا على المقترح الأمريكى، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، بيانًا أشاد فيه بالخطة، مُعبرًا عن تقديره لجهود  الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، واصفًا مقترحاته بـ «الأساس المهم» الذى يمكن البناء عليه فى الفترة المقبلة لتحقيق السلام.

كما أصدرت الدول العربية التى شاركت فى الاجتماع، بيانًا مشتركًا أكدت فيه  دعمها للمبادرة الأمريكية، وجدّدت التزامها بـ «قيادة ترامب لإنهاء الحرب وفتح الآفاق لسلام عادل ودائم». 

لكن فى الأروقة الإعلامية والدبلوماسية تردّدت أصوات أوضحت أن الترحيب  العربى والإسلامى بالخطة كان مشروطًا، وأن التفاصيل التنفيذية- خصوصًا الآليات الأمنية- هى التى ستحدّد إن كانت المبادرة قابلة للحياة أو ستصبح إعلانًا رمزيًا.

وفى غزة والضفة الغربية، تفاوتت ردود الفعل، بين من رحب  بخطة ترامب لوقف الحرب فى غزة، ومن رفض أى تصوُّر يقصى أى  حركة فلسطينية فاعلة فى صُنع القرار.

ولم تبدِ الحكومة الفلسطينية، أى موقف تجاه الخطة.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسئول عربى شارك فى الاجتماع، إن الخطة كانت «جيدة جدًا».. مشددًا على أن «ترامب ملتزم فعلاً بإنهاء الحرب».

وأشار مسئول عربى آخر إلى أن المشاركين غادروا الاجتماع «وهم متفائلون للغاية».

وأضاف: «لأول مرة نشعر أن هناك خطة جدية مطروحة على الطاولة. الرئيس ترامب يريد أن يُنهى هذا الفصل حتى نتمكن من المُضى قُدُمًا نحو مستقبل أفضل فى المنطقة».

 صمت إسرائيلى

وفى تل أبيب، لا توجد حتى الآن أى تصريحات رسمية بشأن الخطة.. وصرحت  مصادر إسرائيلية بأن الحكومة تفكر فى الأخذ بمبادئ الخطة  كإطار محتمل للحوار، مع تعديل الشروط بما لا يمس المصالح الأمنية الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن تُطرَح الخطة للنظر من قِبَل الأمم المتحدة ووكالاتها؛ خصوصًا فيما يتعلق بملفات اللاجئين والإعمار والإشراف الدولى.

ومن المنتظر أن  تُدعم  الدول الأوروبية المقترح الأمريكى، من أجل المساهمة فى جهود خفض التصعيد، مع الاشتراط بحماية حقوق الإنسان ومنع تهجير السكان.

 تحديات كبرى

بالرغم من التفاؤل بشأن هذه الخطة؛ فإن الواقع يحمل فى طياته العديد من التحديات التى قد تعوق التنفيذ، ومنها:

1 - الشرعية الشعبية والتماسك المحلى: إذا وحدت إدارة لغزة من الخارج أو بتشكيلات أجنبية، قد تواجه موجة رفض داخلى من الفلسطينيين الذين يرون أن الحل يجب أن ينبع من داخلهم.

2 - الأمن والسيادة الفعلية: كيف تدار القوة الأمنية المشتركة بين فلسطينيين ودول عربية؟ وهل تمنح هذه القوات صلاحيات واسعة؟ وهل يسمح لها بالتدخل فى كل أشكال الأمن الداخلى؟

3 - التمويل وإعادة الإعمار: إن التزام الدول العربية والإسلامية بتمويل الإدارة الجديدة وإعادة الإعمار سيحتاج إلى ضمانات طويلة الأمد، ومتابعة دولية مستقلة تضمن عدم تجاوز الجانب الإسرائيلى مرة أخرى.

4 - الموقف الإسرائيلى:  تل أبيب ستكون خصمًا رئيسًا فى التنفيذ الفعلى، إذا رفضت الانسحاب الحقيقى أو تواجدها فى المناطق الأمنية.

5 - الاستجابة الدولية: يجب أن تنسق الخطة مع قرارات مجلس الأمن، وقوانين اللجوء، والاتفاقيات الدولية، وإلا ستكون عرضة للطعن القانونى.

لا شك أن إطلاق هذه المبادرة فى قلب الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطوة دبلوماسية لها دلالة قوية: أن الولايات المتحدة تحاول إعادة لعب دور الوساطة الفاعلة، وأن مجموعة من الدول العربية والإسلامية مستعدة للمشاركة فى محاولة البحث عن طريق للسلام.

لكن ما بين الحماس والتصريحات والمبدأ، يتوقف كل شىء على إجراءات التنفيذ. إن نجحت الخطة فى استقطاب التزام دولى حقيقى، وتجاوزت مقاومات الواقع؛ فقد تسهم فى فتح نافذة لحل إقليمى تشتد الحاجة إليه الآن فى غزة، بعد سنوات من الدمار والصراع.

وإن أُخفقت بسبب عملية تحريفها عند إجراءات التطبيق؛ فإنها ستضاف إلى سِجِل المبادرات التى بقيت على  الورق، ونُسيت فيما بعد بسبب تعنت المحتل الاسرائيلى.