اتصالات هاتفية للرئيس السيسي مع زعماء عرب
مصر تطالب بمحاسبة إسرائيل بعد عدوانها على السيادة القطرية

إسلام عبدالوهاب
نشاط مكثف قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضى.. جاء على رأسه فعاليات القضايا الإقليمية والعربية.. وفى هذا الإطار أعربت مصر عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمل العدوانى الذى نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلى على دولة قطر الشقيقة، والذى استهدف اجتماعًا لقيادات فلسطينية فى العاصمة القطرية الدوحة لبحث سبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، فى انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي، ومبادئ احترام سيادة الدول، وحرمة أراضيها. وأكدت مصر فى بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن هذا الاعتداء يمثل سابقة خطيرة وتطورًا مرفوضًا، ويعد اعتداءً مباشرًا على سيادة دولة قطر الشقيقة، التى تضطلع بدور محورى فى جهود الوساطة من أجل وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. كما ترى مصر أن هذا التصعيد يقوض المساعى الدولية الرامية إلى التهدئة، ويهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة بأسرها.
وإذ تعلن مصر تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة قيادةً وشعبًا، فإنها تدعو المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا الانتهاك الإسرائيلى الصارخ، والعمل الفورى على وقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة المسئولين عنه، حتى لا يضاف إلى الإفلات المعتاد لإسرائيل من المحاسبة.
اتصالات هاتفية مع القادة العرب
وعقب هذا العدوان الإسرائيلى على قطر أجرى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا مع كل من أمير دولة قطر وأمير الكويت كما تلقى اتصالًا هاتفيًا من الملك الأردنى وتناولت الاتصالات الثلاثة تطورات مستجدات الأوضاع الإقليمية فى أعقاب الاعتداء الإسرائيلى الذى استهدف دولة قطر الشقيقة.
ففى اتصال الرئيس مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى أعرب الرئيس عن إدانة مصر البالغة واستنكارها الشديد للعمل العدوانى الذى ارتكبته إسرائيل ضد دولة قطر الشقيقة، مؤكدًا رفض مصر القاطع لأى انتهاك يمس سيادة دولة قطر.
الرئيس شدد على تضامن مصر الكامل، قيادةً وشعبًا، مع دولة قطر فى مواجهة هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، باعتباره عدوانًا استفزازيًا على سيادة دولة عربية شقيقة، وتهديدًا غير مقبول لأمنها وسلامتها ووحدة أراضيها. كما أكد دعم مصر الكامل لما تتخذه قطر من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.
وخلال اتصال الرئيس مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت أعرب الزعيمان عن إدانتهما الكاملة لهذا الهجوم، باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وتعديًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة، وأكدا تضامنهما الكامل مع دولة قطر فى هذا الظرف الدقيق، ودعمهما لجهودها الرامية إلى الحفاظ على أمنها واستقرارها، خاصة فى ظل انخراطها مع مصر فى جهود الوساطة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية التى خلفتها الحرب الإسرائيلية.
الاتصال تناول أيضًا تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث أكد الجانبان توافق الرؤى بشأن ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات كافية، وإدانة التصعيد العسكرى الإسرائيلي، والرفض القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو تحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة.
كما شهد الاتصال الذى تلقاه الرئيس السيسى من الملك عبد الله الثانى بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية مستجدات الأوضاع الإقليمية فى أعقاب الاعتداء الإسرائيلى الذى استهدف دولة قطر الشقيقة، حيث أعرب الزعيمان عن إدانتهما الشديدة واستنكارهما البالغ لهذا العمل العدوانى المرفوض، باعتباره انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عربية شقيقة، وتجاوزًا فاضحًا لأحكام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
الجانبان شددا أيضًا على خطورة التصعيد الإسرائيلى غير المبرر، لا سيّما فى ظل استمرار دولة قطر فى أداء دورها الحيوى فى جهود الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإنهاء المأساة الإنسانية التى خلّفتها الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ ما يقارب العامين.
وساطة مصرية بين إيران ووكالة الطاقة الذرية
فى الشأن الدولى أيضًا استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضى بقصر الاتحادية، كل من عباس عراقجي، وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، ورافاييل جروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بحضور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج.
السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية قال إن اللقاء تناول تطورات العلاقات بين مصر وإيران حيث نقل الوزير الإيرانى إلى الرئيس تحيات الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، وتطلعه إلى تعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات. اللقاء تناول أيضًا مستجدات الملف النووى الإيراني، حيث أشار الرئيس إلى أهمية التوصل فى القاهرة إلى اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون بينهما، مؤكدًا دعم مصر لجهود خفض التصعيد، واستعدادها للاضطلاع بدور فاعل فى تهيئة بيئة للحوار البناء بين الأطراف المعنية، بما فى ذلك بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعمًا للاستقرار الإقليمى وتجنبًا لانزلاق المنطقة إلى دوائر جديدة من التوتر والعنف.
ومن جانبه، أعرب الوزير الإيرانى عن تقدير بلاده الكامل إلى الرئيس وللجهود التى قام بها للتوصل إلى الاتفاق، الذى سوف يؤسس لمرحلة جديدة فى المنطقة، وبما يؤدى إلى تجنب التصعيد، ويمهد لاستئناف المفاوضات حول الملف النووى الإيراني، وهو ما سوف يسهم فى دعم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، عبّر جروسى عن تقديره العميق للدور المصرى فى دعم أنشطة الوكالة، مضيفًا أن سبب نجاح المفاوضات بين الوكالة وإيران، وإبرام الاتفاق بين إيران والوكالة يرجع إلى وزن مصر ووضعها ومكانتها الاستراتيجية وإشراف الرئيس ومتابعته للمفاوضات، وأنه لولا ذلك ما كان ممكنًا التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي.
وذكر المتحدث الرسمى أنه عقب اللقاءين المنفصلين، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى لقاءً ثلاثيًا مع وزير الخارجية الإيراني، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث رحّب الرئيس بالزيارة المشتركة لوزير الخارجية الإيرانى ومدير عام الوكالة إلى القاهرة، التى تأتى تتويجًا للمسار التفاوضى الذى انطلق فى أغسطس ٢٠٢٥ بوساطة مصرية، بهدف استعادة التعاون بين إيران والوكالة رغم التحديات التى فرضتها الحرب الإسرائيلية – الإيرانية.
وقد أشاد الرئيس فى هذا الصدد باتفاق استئناف التعاون الذى تم التوصل إليه بالقاهرة بوساطة مصرية، باعتباره خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد، من شأنها إقناع الأطراف المعنية بالتراجع عن أى خطوات تصعيدية، وإفساح المجال أمام الدبلوماسية والحوار، تمهيدًا للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية للبرنامج النووى الإيراني.
اتصال بين السيسى وبزشكيان
وفى ذات السياق تلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
حيث أعرب الرئيس الإيرانى عن تقديره العميق للدور المصرى فى تيسير الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، موجّهًا الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى على جهوده ورعايته الشخصية فى التقريب بين إيران والوكالة، والتى أفضت إلى التوصل إلى اتفاق استعادة التعاون بين الجانبين الذى تم توقيعه فى القاهرة يوم ٩ سبتمبر ٢٠٢٥، وذلك عقب وساطة مصرية امتدت لعدة أشهر، ومشيدًا فى هذا الصدد بالدور المصرى المحورى فى إتاحة المجال لحوار بنّاء.
تجمع البريكس
فى الشأن الدولى أيضا شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر الوسائل الافتراضية، فى القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء فى تجمع “البريكس”، والتى انعقدت بدعوة من جمهورية البرازيل الاتحادية، بصفتها الرئيس الدورى الحالى للتجمع، وذلك لمناقشة المستجدات الدولية الراهنة، وتبادل الرؤى حول التطورات العالمية، فضلًا عن بحث سبل تعزيز التنسيق بين دول التجمع لمواجهة التحديات المتسارعة التى تلقى بظلالها على الدول النامية بوجه خاص.
وقد ألقى الرئيس بيانًا خلال الاجتماع، أعرب فيه عن شكره إلى «لولا دا سيلفا»، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، على دعوته لعقد هذه القمة الاستثنائية، كما استعرض رؤية مصر لتعزيز التعاون والتنسيق بين دول التجمع، بما يسهم فى التصدى للتحديات العالمية، وتحقيق الأولويات المشتركة، وعلى رأسها ترسيخ السلم، ودعم الاستقرار، وتعزيز الرخاء، وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب دول البريكس.
قائد القيادة المركزية الأمريكية
وكان الرئيس السيسى قد استقبل بقصر الاتحادية، الفريق أول براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، وذلك بحضور الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى حيث تناول اللقاء عددًا من الموضوعات المهمة.
أبرز ما جاء خلال استقبال الرئيس لقائد القيادة المركزية الأمريكية
1
التأكيد على الطابع الاستراتيجى للعلاقات المصرية الأمريكية.
2
الإشارة إلى أهمية مناورات «النجم الساطع 2025» باعتبارها امتدادًا للتعاون الأمنى والدفاعى الوثيق بين البلدين.
3
سبل تعزيز الشراكة الثنائية وتطويرها فى مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين.
4
التوافق حول ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين مصر والولايات المتحدة، بهدف احتواء التصعيد فى منطقة الشرق الأوسط.
5
التأكيد على أهمية الوساطة الذى تضطلع بها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة.
6
مستجدات الأوضاع فى عدد من دول المنطقة، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة التعاون والتنسيق بين مصر والولايات المتحدة، من أجل احتواء التصعيد الإقليمي.
رسائل الرئيس السيسي خلال لقائه مع مدير عام وكالة الطاقة الذرية
1
تعزيز التعاون القائم بين مصر والوكالة واستعراض تطورات أنشطة الوكالة.
2
تقدير مصر للدور الحيوى الذى تضطلع به الوكالة فى دعم منظومة عدم الانتشار النووي.
3
التأكيد على حق الدول الأطراف فى معاهدة عدم الانتشار فى الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
4
موقف مصر الثابت فى دعم جهود نزع السلاح النووى وتعزيز منظومة عدم الانتشار انطلاقًا من حرصها على ترسيخ السلم والأمن الدوليين.
5
التأكيد على أهمية مواصلة العمل لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط.
6
تعزيز عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي، بما يصون مقدرات الشعوب من آثار هذه الأسلحة المدمرة