مع بدء عملية جدعون 2 لاحتلال غزة
مصر ترفض سياسات إسرائيل لاحتلال الأراضى الفلسطينية

مرڤت الحطيم
لا تتوقف دولة الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها الاستعمارية، التى تهدف لتغيير خريطة فلسطين، رغم المحاولات التى تبذلها مصر والوسطاء لوقف نزيف الدم الفلسطينى فى محاولة لإقرار وقف إطلاق النار.. التحركات الإسرائيلية الأخيرة التى تهدف للسيطرة على قطاع غزة، رفضتها مصر وحذرت من أن هذه الخطوة وما سبقها تأتى فى إطار الجرائم الممنهجة ضد الفلسطينيين.
وجاء التحذير المصرى فى بيان لوزارة الخارجية يوم الخميس، أشارت فيه أنها تتابع بقلق بالغ، مضى الحكومة الاسرائيلية قدمًا فى تنفيذ خطة هجوم لقوات الاحتلال الإسرائيلية، تستهدف السيطرة على المدن فى قطاع غزة، فى مسعى جديد لتكريس احتلالها غير الشرعى للأراضى الفلسطينية، وفى انتهاك صارخ للقانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.
تعرب مصر عن استهجانها الشديد للسياسات التصعيدية الإسرائيلية، التوسع فى احتلالها للأراضى الفلسطينية، سواء فى الضفة الغربية أو قطاع غزة، التمادى فى الجرائم الممنهجة ضد المدنيين الأبرياء ومواصلة التخطيط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما يؤدى إلى تأجيج الوضع المتأزم، يعكس تجاهلًا كاملًا من قبل إسرائيل لجهود الوسطاء والصفقة المطروحة لوقف إطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن والأسرى، تدفق المساعدات الإنسانية والمطالب الدولية بإنهاء الحرب، رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطينى بعد ما يقرب من عامين من الصمود، أمام تجاوزات إسرائيلية صارخة.
انتهاك القانون الدولي
وتحذر مصر، من أن نهج غطرسة القوة، والإمعان فى انتهاك القانون الدولى، لخدمة مصالح سياسية ضيقة أو معتقدات واهية، إنما هو خطأ جسيم فى الحسابات، ناتج عن تراجع وضعف منظومة العدالة الدولية وسيؤدى إلى مزيد من التصعيد فى المنطقة، ستستمر عواقبه الوخيمة على العلاقات بين شعوب المنطقة، بل وعلى الأمن والسلم الإقليميين والدوليين لسنوات طويلة.
وتطالب مصر المجتمع الدولى بالتدخل بصورة عاجلة لوضع حد للحرب الإسرائيلية، على قطاع غزة ووقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء فى القطاع، تدعو مصر مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسئولياته فى حفظ السلم والأمن الدوليين، لمنع مزيد من تدهور الوضع فى المنطقة وتفاقم حالة عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، نتيجة للانتهاكات الإسرائيلية السافرة وغير المسبوقة للقوانين والأعراف الدولية.
مخططات استيطانية
ويواجه الاحتلال الإسرائيلى 4 تحديات فى خطة الاحتلال لغزة، بعد أن أقر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلى الچنرال إيال زامير خطة احتلال شاملة لمدينة غزة خلال اجتماع خاص جمعه مع قادة المنطقة الجنوبية وكبار ضباط هيئة الأركان، وسط تقديرات بأن العملية العسكرية ستستمر حوالى 4 أشهر متواصلة، بهدف السيطرة الكاملة على المدينة ومحيطها؛ ومن المقرر أن يعرض زامير خطة لاحتلال غزة، والتى تمت مناقشتها وإقرارها مبدئيًا فى جلسة فرقة غزة على وزير الدفاع الإسرائيلى «يسرائيل كاتس» للموافقة النهائية قبل رفعها لاحقًا إلى المجلس الوزارى المصغر «الكابينت» للمصادقة عليها.
4 مراحل رئيسة
خطة احتلال غزة تنقسم إلى 4 مراحل رئيسة، وفقا لما أعده الجيش الإسرائيلى كما يلي:
أولًا: مراكز تجميع
يهدف لإقامة مراكز تجميع، تشمل إنشاء مجمعات سكنية مؤقتة فى جنوب القطاع، مزودة بالخيام والمياه والعيادات والمساعدات الغذائية وهو ما بدأ فعليًا.
ثانيًا: بدء الإخلاء
الإخلاء الواسع، هو تنفيذ إخلاء واسع النطاق لمدينة غزة التى يقدر عدد سكانها الحاليين بأكثر من 800 ألف مدنى، على أن يبدأ الإخلاء خلال أسبوعين.
ثالثًا: حصار غزة
التطويق والحصار للمدينة بالكامل، بهدف عزلها عن المناطق المحيطة بما فى ذلك المخيمات المركزية ومنطقة المواصى، من خلال إعادة فتح محور نتساريم، بدء مناورات برية لعزل المدينة عن بقية القطاع، بالتوازى مع استمرار عمليات الإخلاء.
رابعًا: اقتحام غزة
الاقتحام والاحتلال التدريجى، دخول القوات الإسرائيلية إلى المدينة بشكل متدرج، مدعوم بغارات جوية مكثفة، تهدف إلى السيطرة الكاملة على غزة، مع التركيز على فرض ضغوط إنسانية على النازحين وتنظيم عمليات التهجير القسري.
التحديات الكبرى
استعرض «يوسى يهوشع» المحلل العسكرى فى صحيفة يديعوت أحرونوت، التحديات الكبرى التى تواجه الجيش فى تنفيذ العمليات داخل غزة، موضحًا أن تهجير نحو مليون مواطن يشكل تحديًا صعبًا للغاية، خاصة مع تدمير %75 من المبانى فى القطاع، وإمكانيات محدودة لنقل النازحين إلى جنوبه ؛ يتوقع الجيش أن تعيق حركة حماس المخطط الإسرائيلى، خاصة بعد إعادة إعمار مواقعها وتطوير مواقع دفاعية جديدة، خلال فترة عدم التوغل، إضافة إلى تعقيدات التعامل مع شبكة الأنفاق داخل المدينة، والتى تعتبر حيوية لتحقيق أهداف الاحتلال، دون تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر؛ وفى إطار التحضيرات وفقًا للجيش الإسرائيلى خلال الأيام الأخيرة، سحب معظم قواته من قطاع غزة وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية مع بقاء خمسة ألوية فقط أى نحو ثلث القوات المشاركة سابقًا فى عملية عربات جدعون، كما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش سيصدر بيانات إخلاء للمناطق المستهدفة فى مدينة غزة قبل بدء العمليات العسكرية، بعد إخلاء السكان سيبدأ الجيش بحصار المدينة واقتحامها بما فى ذلك منطقة جباليا وحى الصبرة للمرة الأولى، ضمن العملية المسماة عربات جدعون 2 ؛ حيث يمثل الهجوم العسكرى الإسرائيلى المتوقع لاحتلال مدينة غزة، مرحلة ثانية من عملية عربات جدعون وليست عملية منفصلة فى تصنيف يهدف إلى تجنب تحميل رئيس الأركان الإسرائيلى « إيال زامير » مسئولية فشل محتمل.
خمس فرق عسكرية
تشارك فى العملية خمس فرق عسكرية، تشمل 12 وحدة قتالية، فيما قد يستدعى الجيش 130 ألف جندى من الاحتياط، لنشرهم فى غزة والضفة الغربية والشمال لتعزيز العمليات؛ ووفقًا ليديعوت أحرونوت، قرر الجيش الإسرائيلى تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندى من قوات الاحتياط، إضافة إلى تمديد خدمة 20 ألف آخرين لفترة 40 يومًا إضافية؛ أوضحت أن الاجتماع ضم مسئولين رفيعى المستوى من هيئة الأركان والقيادة الجنوبية إلى جانب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس شعبة العمليات وممثلين عن جهاز الشاباك؛ يهدف هذا التراجع إلى منح الجنود والضباط فترة راحة وإعادة تأهيل بعد خوضهم قتالًا متواصلًا، إضافة إلى تدريب الألوية على الخطط الجديدة وتجهيز المعدات الهندسية والعسكرية اللازمة .