الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مدير المسرح القومى يتحدث لـروزاليوسف

أيمن الشيوى: أعدنا تقديم «الملك لير» بأدوات العصر

فى كل مرة تعُرَض فيها مسرحية (الملك لير) على خشبة المسرح القومى، يعود اسم الفنان الكبير «يحيى الفخرانى» ليضىء بقوة، ويعود معه وهج النص الشكسبيرى العابر للزمن. ومع إعادة تقديم المسرحية فى موسم 2025، برؤية إخراجية جديدة وإنتاج ضخم، التقينا «د.أيمن الشيوى»، مدير المسرح القومى، للحديث عن كواليس التجربة.



وعن سر تكرار تقديم العمل، وكيف تحوّلت الكلاسيكيات إلى وسيلة لاستعادة الجمهور المصرى إلى مقاعد المسرح.

 

 بدايةً، ما الذى دفعكم إلى إعادة تقديم مسرحية (الملك لير) على خشبة المسرح القومى؟

- منذ أن توليت رئاسة المسرح القومى وأنا أبحث عن «الخلطة السحرية» التى تعيد الجمهور إلى المسرح. لذلك قررت إعادة تقديم الروايات والمسرحيات الكلاسيكية، ولكن برؤى مختلفة تناسب العصر. وكان آخرها (الملك لير)، واحدة من أشهر نصوص شكسبير، التى تُعرض فى كبرى مسارح العالم، وكان من الطبيعى أن تعود إلى جمهورها على خشبة القومى.

 لكن هذه ليست المرة الأولى التى تُعرض فيها (الملك لير) على المسرح المصرى.. فما العامل المشترك بين النسخ الثلاث؟

- بالفعل، قُدمت المسرحية لأول مرة عام 2001، ثم فى نسخة ثانية ضمن القطاع الخاص عام 2019، والآن نعود بها للمرة الثالثة عام 2025. والعامل المشترك بين المرات الثلاث هو النجم الكبير «يحيى الفخرانى»، الذى قدّم الدور ببراعة رغم اختلاف الرؤى الإخراجية وطاقم العمل فى كل مرة.

كيف تقيّم استمرار الفنان الكبير «يحيى الفخرانى» فى تقديم العمل ذاته على مدار أكثر من 20 عامًا؟

- ما يفعله «الفخرانى» حالة نادرة؛ بل إعجاز فنّى يستحق الدراسة. لم أسمع عن ممثل فى أى مكان بالعالم قدّم نفس النص فى ثلاث نسخ مختلفة، وعلى فترات زمنية متباعدة، ومع رؤى إخراجية متجددة، دون أن يفقد وهَجه أو يجعلك تشعر بالتكرار. هى ظاهرة مسرحية فريدة عالميًا.

كيف أقنعته بإعادة تقديم العمل للمرة الثالثة؟

- كان لى الشرف أن أشارك معه فى نسخة 2019، وتربطنى به علاقة مسرحية قائمة على الاحترام المتبادل. هذا الموسم عرضت عليه أكثر من نص، من بينها (الملك لير)، فتحمّس بشدة لتقديمه مجددًا. وقال لى وقتها إن هذه النسخة هى الأكثر واقعية له؛ لأنه الآن أقرب فى السن فعليًا إلى عمر «الملك لير» كما ورد فى النص، بعكس المرات السابقة التى كان يُجسِّد فيها سِنًا أكبر من عمره الحقيقى.

 

 هل أجريتم أى تعديلات على النص؟

- على العكس، التزمنا تمامًا بترجمة «د. فاطمة موسى»، وهى الترجمة الأدق والأكثر صدقًا للنص الأصلى. ورفضنا أى محاولات للتعديل أو الإضافة أو حتى إدخال أبيات من الشعر، كما حدث فى نسخ سابقة. فقد أردنا أن نحترم النص الكلاسيكى كما هو، ونقدم من خلاله عرضًا معاصرًا بكل عناصره التقنية والإخراجية.

 تقصد عناصر مثل ماذا؟

- اعتمدنا فى العرض الحالى على أحدث وسائل التكنولوجيا المسرحية من شاشات وديكورات ومناظر وإضاءة وأزياء؛ لتقديم عرض مبهر بصريًا وإنسانيًا فى آن واحد. هذا المزج هو ما أعاد الجمهور بقوة، وأثبت للجميع أن الكلاسيكيات لا تموت إذا قُدمت باحترام ومهارة.

 واجهتم بعض الهجوم وقت الإعلان عن إعادة تقديم المسرحية.. كيف تعاملتم مع ذلك؟

- نعم، كان هناك تشكيك وهجوم؛ لأن البعض لم يكن يتوقع أن إعادة العرض ستقدّم تجربة جديدة. لكن بمجرد أن شاهدوا المسرحية، تغيّرت ردود الأفعال تمامًا، وأصبح هناك حالة من الانبهار والإشادة، لدرجة أن وفدًا من اليابان سيحضر خصيصًا لمشاهدة العرض.

ومتى يُختتم الموسم المسرحى للمسرحية؟

- لم نحدد موعدًا نهائيًا بعد، وسنستمر فى العرض طالما استمر النجاح والإقبال. وقد تلقينا عروضًا من أكثر من ثلاث دول عربية لعرض المسرحية هناك بعد انتهائها فى مصر، والعروض قيد الدراسة حاليًا، وقد وافقت مبدئيًا، لكن الأولوية أن تُشاهدها مصر كلها أولًا.