الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مكافحة الإرهاب تتصدر أجندة وزير الخارجية المصرى

إفريقيا على خارطة الدبلوماسية المصرية جولة لتعزيز الأمن والتنمية

قام وزير الخارجية  المصرى، بدر عبدالعاطى، بجولة إفريقية تضم 5 من دول غرب القارة، بهدف «تكثيف التشاور والتنسيق بين القضايا الإقليمية والدولية محلّ الاهتمام المشترك، بما فى ذلك ملفات الأمن الإقليمى ومكافحة الإرهاب».



شملت جولة عبدالعاطى زيارة نيجيريا، وبوركينافاسو، والنيجر، ومالى، والسنغال، بالإضافة إلى تشاد، كما رافقه فى جولته الإفريقية وفد يضم 30 من رؤساء وممثلى كبرى الشركات المصرية فى القطاعات المختلفة لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى مع الدول الإفريقية، بالإضافة إلى المرشح المصرى لمدير عام اليونيسكو خالد العنانى.

 قضايا مشتركة

وتطرقت الزيارات للتنسيق حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك فى منطقة الساحل، بما فى ذلك جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار، وتأتى هذه المبادرات فى ظل حرص مصر على الانخراط بشكل فعّال مع دول غرب إفريقيا، مما يسهم فى ترسيخ مفهوم التعاون جنوب-جنوب ويعزز جهود التنمية فى القارة.

وتصدر التعاون الاقتصادى والتجارى أهداف جولة وزير الخارجية المصرى لدول غرب إفريقيا.

وإلى جانب التعاون الاقتصادى، تستهدف مصر تعزيز تعاونها مع دول غرب إفريقيا فى مكافحة الإرهاب، والتنسيق فى القضايا الإقليمية

فى نيجيريا، ناقش عبدالعاطى مع نظيره النيجيرى يوسف توجار، فى العاصمة أبوجا سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وأشاد بـزخم العلاقات المصرية النيجيرية، منذ انعقاد آلية المشاورات السياسية بين البلدين فى القاهرة، يناير الماضى.

وكانت القاهرة استضافت الجولة الثالثة من آلية المشاورات السياسية، فى يناير 2025، والتى عقدت على المستوى الوزارى لأول مرة، وعكست رغبة متبادلة للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة.

وفيما يتعلق بالتعاون المصرى النيجيرى فى مكافحة الإرهاب، ناقش وزير الخارجية المصرى مع نظيره النيجيرى دعم بلاده للقدرات النيجيرية من خلال تكثيف الدورات التدريبية الميدانية، ومجابهة الأبعاد الفكرية والأيديولوجية للإرهاب، وأشار إلى حرص بلاده على بناء قدرات الكوادر النيجيرية فى مختلف المجالات.

واستفاد نحو 571 متدربًا نيجيريًا من البرامج التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية المصرية، شاركوا فى 260 دورة تدريبية بمختلف المجالات.

وقبل بدء جولة بغرب إفريقيا، توقف وزير الخارجية المصرى فى العاصمة التشادية نجامينا، حيث التقى نظيره التشادى، عبدالله صابر فضل، وأكد الدعم الكامل الذى توليه الحكومة المصرية لمشروعات التنمية فى تشاد، ومن بينها مشروع الطريق البرى الذى يربط البلدين عبر ليبيا، بهدف تعزيز التبادل التجارى، وتيسير حركة الأفراد والبضائع.

وأشار إلى أن هناك تنسيقًا دائمًا بين الوزارة وكل الجهات المعنية داخل الدولة للتعامل الفورى مع التحديات التى قد تواجه المصريين فى الخارج، وتوفير سبل الدعم والرعاية اللازمة لهم.

وتطرق وزير الخارجية إلى الاستعدادات الجارية لعقد النسخة السادسة من مؤتمر المصريين فى الخارج والمقرر انعقاده يومى 3 و4 أغسطس 2025. وأوضح أن المؤتمر يمثل منصة فعالة للحوار بين أبناء الجاليات المصرية فى الخارج وصناع القرار فى الداخل، مشيرًا إلى أن النسخة المقبلة ستشهد مشاركة موسعة من الوزراء والمسئولين، بالإضافة إلى طرح عدد من الرؤى والمقترحات حول تعزيز دور المصريين بالخارج فى دعم الاقتصاد الوطنى.

 مبادرات نوعية 

واستعرض عبدالعاطى مجموعة من المبادرات التى أطلقتها الدولة فى السنوات الأخيرة لتعزيز ارتباط المصريين فى الخارج بوطنهم الأم، ومنها:

مبادرة استيراد سيارات المصريين بالخارج

مبادرة التسوية التجنيدية

مبادرة بيتك فى مصر

مبادرة مزرعتك فى مصر

مبادرة التحويل الآمن عبر تطبيق «إنستاباى»

مبادرة «اتكلم عربى»

مبادرة «مراكب النجاة»

كما أشار إلى جهود الوزارة فى تيسير إجراءات الاستثمار للمصريين بالخارج، ودعوتهم للمشاركة فى المشروعات القومية الكبرى، مؤكدًا أن المصريين فى الخارج شركاء فى مسيرة التنمية.

وفى النيجر، هدفت الزيارة إلى تعميق التعاون الثنائى وزيادة التنسيق بين مصر والدول الإفريقية الشقيقة.

 استراتيجية مصرية

وفى هذا الإطار، قال نبيل نجم الدين الكاتب المتخصص فى العلاقات الدولية، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن الجولة الإفريقية التى بدأها وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى هى امتداد للاستراتيجية المصرية نحو إفريقيا، موضحًا أنه منذ وصول الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى للحكم وضع المحور الإفريقى كمحور مركزى فى محاور السياسة الخارجية المصرية.

وأكد نجم الدين أن أهمية هذه الزيارة تكمن فى أنها تعبر عن رؤية استراتيجية مصرية أسسها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى منذ أن تولى الحكم وكان من أهم الإنجازات المصرية هو أن السيسى أعاد الدور المصرى إلى إفريقيا وأعاد إفريقيا إلى مصر، مشيرًا إلى أن تكرار هذه الجولات سيكون بمثابة ضخ فى الاقتصاد المصرى والدور الإقليمى المصرى فى المنطقة. 

وأضاف،  فى تصريحات خاصة لروزاليوسف، أن ما يميز هذه الجولة هو أن وزير الخارجية المصرى دعا ٣٠ من قيادات رجال الأعمال المصريين فى هذه الجولة وهذا له أكثر من تفسير - فى رأيه- منها أن الخارجية المصرية تعمل على دعم تواجد الاقتصاد المصرى فى إفريقيا تأكيدًا على الرؤية المصرية بأن التنمية هى الطريق الأساسى لرفع مستوى المعيشة للمواطنين وتقوية العلاقات بين مصر والدول الإفريقية. 

وأوضح أن الرؤية المصرية الإفريقية تقوم أولًا على مكافحة الإرهاب لأنه لا يمكن أن تتم التنمية فى ظل وجود إرهاب فى هذه الدول، ولذلك ركز جدول أعمال وزير الخارجية المصرى على تطوير وتدعيم التعاون المصرى الإفريقى فى مجال مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار فى هذه الدول ودول أخرى.

شراكة اقتصادية

وفى مالى، افتتح بدر عبدالعاطى منتدى الأعمال المصرى - المالى بالعاصمة المالية باماكو وذلك بحضور عبدالله ديوب وزير الخارجية والتعاون الدولى، وموسى الحسن ديالو وزير الصناعة والتجارة، ورضوان اغ محمد مفوض الأمن الغذائى، ومشاركة واسعة من كبار رجال الأعمال وممثلى القطاعين العام والخاص فى كل من مصر ومالى.

شارك فى المنتدى وفد موسع من 30 من رجال الأعمال ورؤساء وممثلى كبرى الشركات المصرية العاملة فى مختلف المجالات، بقيادة الدكتور شريف الجبلى رئيس لجنة التعاون الإفريقى باتحاد الصناعات المصرية، ومشاركة الدكتور محيى حافظ رئيس المجلس التصديرى للصناعات الطبية، واللواء حازم أحمد يحيى، مساعد مدير جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، وممثلين عن جمعية المصدرين المصريين، واتحاد الصناعات، والهيئة العامة للبترول، وهيئة الثروة المعدنية.

ويُمثل المنتدى محطة جديدة ومهمة فى مسار تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين مصر ومالى، حيث يفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام القطاع الخاص فى الدولتين لتطوير شراكات قائمة على التكامل والثقة، بما يتماشى مع عمق الروابط التاريخية والإمكانيات الاقتصادية التى تتمتع بها مصر ومالى.