مكتبة ماسبيرو وصوت العرب وتاريخ مصر (2)

يلقن الإخوانى تاريخ مصر على أنه بدأ بحسن البنا، لا يعرف أن تاريخ هذه الأرض وهذه الدولة بدأ مع فجر الضمير الإنسانى.. إن تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة، حضارة التعمير والبناء على شاطئ هذا النهر الذى يعد واحدًا من أنهار الجنة، هم لا يعلمون إلا حضارة التدمير لا حضارة التنوير وعندما أتيحت لهم فرصة تولى مقاليد الأمر حاولوا الاستيلاء على حضارة مصر عقلاً ووجداناً وسماعًا.

عندما أُحضر صلاح عبدالمقصود إلى مبنى ماسبيرو بدأ فى اختيار تلك العناصر التى تساعده فى تنفيذ مخطط الجماعة الإرهابية بالاستيلاء على لسان وعقل ووجدان مصر فى ماسبيرو، وكانت شروط اختياره لهؤلاء المعاونين أن يكونوا من أنصاف الموهوبين أو الناقمين والذين أبدوا له الولاء ولجماعته وكمن أطلق قطعان الذئاب من كل هؤلاء بدأ مخطط التفتيش عن كنوز ماسبيرو. كنوز ماسبيرو قابعة فى مكتباته الحافلة بروائع ما قدم عبر ميكروفون أو شاشة ماسبيرو.

تساءل صلاح عبدالمقصود مع من اختارهم والمقربين عن هذه الكنوز فتقدم أحدهم وكان لا يفارقه وكان هذا المستشار يدعى أنه يعلم كل شيء فى ماسبيرو تقدم ليخبره أن مكتبة الأشرطة فى ماسبيرو هى التراث سواء التراث الثقافى أو التراث الخاص بالمنوعات والأحاديث والأحداث, فالإذاعة على سبيل المثال لديها منذ عام 1934 خطب وأحاديث للنحاس وهتلر والنقراشى والملك فؤاد والملك فاروق ومحمد نجيب وجمال عبدالناصر والسادات ومبارك وهى مكتبة تاريخية ضخمة كما أنها تملك آلاف الأشرطة لروائع أم كلثوم وعبدالوهاب ونجوم الغناء منذ بدء الإذاعة وحتى الآن، كما أنها تملك مئات الأشرطة لبرامج غنائية وتمثيليات إذاعية. هنا تساءل: وشرائط القرآن الكريم لأنها تذاع عبر إذاعة القرآن الكريم وهو يرى أنها الأكثر انتشارا أو تأثيرا ومواكبة للأحداث وتعبيرا عن الإخوان. 

هو لا يعلم أن كل التسجيلات القرآنية سجلت للبرنامج العام ولصوت العرب.

وعندما جاء ذكر جمال عبدالناصر والتسجيلات التاريخية ردد ما تحدث به محمد مرسى عن «الستينيات وما أدارك ما الستينيات».

 ولكنه استدرك قائلا: صوت العرب إذاعة مؤثرة فى محيطها العربى والرئيس يريد أن يقيم احتفالا لها لتستعيد تألقها فى المحيط العربى وهذا يستلزم أن نعد لهذا الاحتفال بمناسبة مرور سبعين عاما على إنشائها. 

 واقترح عليه مستشاره الأمين تكوين لجنة من رواد صوت العرب ممن كانوا على قيد الحياة واللقاء بهم لمعرفة آرائهم وتصوراتهم لعودة صوت العرب إلى وهجها وكيفية إفادة الجماعة الإرهابية فى دعايتها ونشر رؤاها عربيا وكذلك الإذاعات الموجهة.