الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
قصة البكالوريا ومشتركات الجمهورية الجديدة

قصة البكالوريا ومشتركات الجمهورية الجديدة

لم تزل منظومة التعليم إحدى أهم منابر الحضارة فى كل المجتمعات، حتى بات من الضرورى إدارتها بالشكل اللائق من أجل تنمية الإحساس بمدى المسئولية المجتمعية، لجعلها من مجرد فكرة إلى سلوكيات وطبائع وطريقة أداء فى المجتمع الخاص والدولي؛ ويتأتى ذلك بالفهم العميق والعطاء والبذل، والتكاتف والمشاركة، والمبادرات المحمودة والمبتكرة.



ولم يخل عصر من العصور إلا وكان له نصيب من النظر فى منظومة التعليم برؤية تختلف من بيئة لبيئة ومن حال لحال،  ومن ثم باستطراد خط سير التعليم نجد أن بكالوريا التعليم نظام له جذور تاريخية على المستوى الدولى؛ حيث قدم نظام البكالوريا نابليون الأول عام 1808م، وهو المؤهل الأساس والمطلوب لمواصلة التعليم فى المستوى الجامعى، وشملت المناهج الرئيسية (العلوم والاقتصاد، العلوم الاجتماعية والأدب). 

وفى مصر تطور نظام التعليم عام 1905م؛ حيث تقرر تعديل نظام الثانوية العامة إلى نظام «البكالوريا» والذى استمر العمل به لمدة 23 سنة متواصلة، وكانت البكالوريا حينها شعبتين فقط (الأدبى والعلمى) تُحدد فى آخر سنتين، وكانت المواد التى تدرس بها عبارة عن مواد عامة فى المرحلة الأولى وتخصصية فى الثانية، يركز على تأهيل الطلاب للوظائف أو التعليم العالى.

وبعدها عاد نظام الثانوية إلى 5 سنوات عام 1928، ثم تستمر قصة البكالوريا فى العصر الحديث بعد مرور 120 عامًا، والتى تعتمد على تنمية المهارات الفكرية والنقدية التى تثمر عقولًا إبداعية، بدلًا من الحفظ والتلقين؛ وذلك لتنمية الحراك الفكرى والإبداعى لدى الطلاب، وهذا ما جعل من وجهة نظري وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تعتمد منهج المسرح التربوى كمادة فى بعض المدارس فى المرحلة الإعدادية فى العام المنصرم، وذلك كفكرة مقترحة ساهمت على المستوى الشخصى فى طرحها وإعدادها.

وفى عام 2009 تقدمت من خلال وحدة التخطيط الاستراتيجى بوزارة التعليم العالى بآلية لوضع سياسات القبول بالجمعات والأقسام للطلاب وأولياء أمورهم لتوزيعهم على الأقسام بشكل عادل ومناسب للجميع.

ومع انطلاق نقاشات مجلس النواب حول قانون التعليم الجديد الذى تشتمل بعض نصوصه على الضوابط المنظمة لنظام البكالوريا، اتضح من خلالها أن النظام اختيارى وليس بديلًا للثانوية العامة وهو ما يجعل الاختيارات متعددة ومتنوعة أمام طلاب النقل الإعدادى، بالإضافة إلى أن نظام البكالوريا يسهم فى تخفيف العبء على الطالب وأسرته من حيث تخفيض المواد التى يتم دراستها فى المرحلتين الثانية والثالثة والتى تصل إلى 8 مواد فى العامين بحد أقصى 4 مواد فى السنة الواحدة.

 

وهى تكلفة تسهم فى خفض تكاليف الدروس الخصوصية التى تلتهم الدخل الأكبر للأسر، ناهيك عن وضع مسارات تعليمية تتواءم مع ميول ورغبات الطالب وليس مستوى حفظه للمقررات، فالفهم هو الأساس فى نظام البكالوريا. 

وجدير بالذكر أيضًا الفرص المتاحة التى يكفلها نظام البكالوريا للطالب لتحسين درجاته، فلكل طالب 4 مرات يمكنه الإعادة فيها، كما يمكن للطالب دفع مبلغ مالى فى حالة التقدم بطلب لخوض الامتحان مرة ثانية لتحسين درجاته وهذا المبلغ لإثبات جديته، حتى لا يكون تحسين الدرجات بابًا لغير الجادين. 

وفى رأيى.. البكالوريا تجربة جاءت فى وقتها رغم أنها متأخرة لتتسق مع رؤية مصر 2030 ومع تطلعات الجمهورية الجديدة، حيث إن برنامج البكالوريا الدولية يدرس فى أكثر من 143 دولة حول العالم.

ونحن ننتظر أن يسابق معدل نجاح البكالوريا المصرية المعدل العالمى للبكالوريا، ويضم نخبة الطلبة، ويحقق المرغوب لكل طالب يتمتع بالطموح ويخطط لمستقبل غنى بالتميز والنجاحات على مستوى العالم.

وفى مخيلتى.. نظام البكالوريا خطوة مستقبلية تفتح المجال لأبنائنا وبناتنا للقبول فى أفضل الجامعات الدولية، وتطوير المهارات التحليلية والنقدية، وتنمية القدرات الاستيعابية لما يجرى بسوق العمل الحديث، وتعزيز المهارات الاجتماعية والشخصية، وهو يمثل جانبًا مهمًا من جوانب المسئولية المجتمعية.  

عضو  المجلس التخصصى لتنمية المجتمع