الثلاثاء 1 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أمانة الإعلاميين

أمانة الإعلاميين

لا أقول الإعلاميين كلهم.. 



 أقول بعضهم الذين لا يعلمون معنى الكلمة ومسئولية الكلمة وأثر الكلمة فى التغيير، أو التعمير، أو التدمير.

 ففى البدء كانت الكلمة..

 وفى المنتهى المحاسبة على الكلمة.. 

 الكلمة الطيبة شجرة طيبة..

 والكلمة الخبيثة شجرة خبيثة يجب اجتثاثها كبعض الإعلاميين.

 يظن بعض الإعلاميين، بل يعتقدون أن الأجر المرتفع الناتج عن الصوت المرتفع والزعيق، وتبنى وجهات نظر فى معظمها إن لم يكن هى الضرر فهى الخطأ، يعتقدون أن الكرامة التى جرحت والكبرياء التى أريقت قد عادت مع صك أو ذهبت، وقد تعلمنا أن العلم والشرف والمال اجتمعوا فى مفترق طرق وكانوا أشقاء، وجاءت ساعة الفراق فطلبوا من بعضهم البعض أن يقول كلمة الوداع، بدأ المال وقال: أنا إن ذهبت سأعود وعودتى ممكنة بطرق شتى بالعمل والتجارة أو بالحلال والحرام.

وقال العلم أما أنا فإن ذهبت فقد أعود وقد لا أعود، أعود بإعمال العقل والعمل بدأب ومخاصمة الكسل، هز المال رأسه قائلا: مخاصمة الكسل واجبة فى كل الأزمنة والأمكنة ومعى ومعك.

وأنت أيها الشرف فماذا تقول ؟

 قال الشرف: أنا إن ذهبت فلن أعود أبدًا.

 وإذا كان الإعلامى قد حمل فى ضميره وفى لغته وفى محتواه ميثاق شرف أو نطق بكلمة شرف ثم تنازل مرة تلو المرة فلن يعود.. ولأننا نعمل نحن الإعلاميين تحت وهج الضوء فإننا نعرف سر التنازل بل يعلمه المستعمون والقراء والمشاهدون يعلمون ويتحدثون ويثرثرون، يفقد الإعلامى الثقة والصدقية والمصداقية ومهما حاول أن يستعيدها فهذا محال.

قد تكون ماكرا وشديد الذكاء فى التحول وتغيير الشكل حرباء وماهرا فى تبنى محتوى جديد وقد تحاول الاقتراب من هموم واهتمامات المتلقى، ولكن قف.. كما كان يردد صلاح حافظ :   فلن يتفق معك، ولن يثق أحد فى محتواك أو خطابك مهما لبست من أقنعة أو وضعت من ألوان فقد تحولت عنده إلى بلياتشو مع الاعتذار لفنان جميل يسعدنا ونصفق له، ولكن لن نصفق لك، وإنما ستقابل بابتسامة ساخرة واستهجان وربما لعنات- كل هذه الثقة المفقودة تنازلت عنها مقابل الأجر المرتفع أو تزييف الوعى لديك بأنك الأوحد فى زمانك.

 ويتم هذا عبر عصابات التلميع وبوستات السوشيال والتى يعلمها الوسط الإعلامى ولا يعلمها من قمت أنت بتزييف وعيهم بما ترسله من رسائل كاذبة . 

 كل عصابة دأبت على تزويق وتزيين أعضائها الذين وزعوا أنفسهم وأدوارهم فى مختلف المواقع الإعلامية وهم يفتقدون ألف باء المهارات الإعلامية، ويقف خلفهم فريق من المعدين والمروجين والمصفقين. ما وجده الشرف مستحيلا صار لديك سهلا فبعت خطابك المهنى وما نسميه بالمصداقية لمن يدفع وكل ذلك مباح ما دامت الأرصدة تزيد والشهرة الزائفة مع الترند تعلو أكثر حتى لو كان هذا الخطاب الإعلامى ضد وطنك وضد قناعات وقيم إعلامية بناها الكبار فى خارطة هذا الوطن. 

 خريطة هؤلاء الناس تتسع وتلاميذهم كثر لولا رحمة ربى.

 قد يسألنى أحد القراء: هل تذكر أسماءهم: يعرفون أنفسهم والمتلقى يعرفهم ويعرف منابرهم، أمثلة ذلك من كان يروج للجماعة الإرهابية وعمل فى خدمة زعمائها وهو الآن يلبس ثياب التائبين وبعضهم كان يتقدم صفوف الإعلاميين زلفى فى عصور مضت وما زال يحاول مع تغير رقيق فى العبارة وادعاء التجديد فى المضمون والخطاب ندعو الله أن ينقذنا منهم ولك الله يا إعلام لغة الضاد .