شهادة عبدالحليم حافظ عن الزعيم عمرها 50 عامًا: عادل إمام أعظم اختراع للضحك والقضاء على الحزن

طارق مرسى
علاقة عندليب الغناء الحميمة بزعيم الكوميديا رغم أنها لم تتجاوز السنوات الخمس فإنها بدأت قبل ذلك بعشر سنوات تبادلا فيها الإعجاب، حتى رشح «حليم» عادل إمام فى مسلسله الإذاعى «أرجوك لا تفهمنى بسرعة»، فحليم كان أول من تنبأ بنجومية عادل إمام بعد جملته الشهيرة «بلد شهادات صحيح» فى مسرحية «أنا وهو وهى» وترسخت النبوءة فى أفلام «الشياطين والكورة»، و«البحث عن فضيحة»، ومسرحية «مدرسة المشاغبين» ومسرحية «شاهد ما شفش حاجة» بينما كان يرى عادل أن العندليب هو قائد الثورة الغنائية ومعبود الجماهير ومداح القمر والوكيل الحصرى للحب والخير والجمال .
لقاء العندليبين
قصة اللقاء الأول برواية عادل إمام فى أكثر من لقاء تليفزيونى وصحفى قال: «زمان كنت ببص للنجوم وأقول مين عبدالحليم حافظ؟ ليه عاملين دوشة رغم أنى بحبه جدًا وبحب أغانيه العاطفية والوطنية الناطقة بلسان جيلى، وفى مرة كنت فى محل وهو دخل فسلم عليّا وقالى إزيك يا عادل فقمت أخدته بالحضن وقلت أهلًا عبدالحليم وبدأت صداقتنا منذ هذه الصدفة».
حليم كان متابعًا للحركة الفنية جيدًا، وكان يذهب لمشاهدة مسرحية «مدرسة المشاغبين»، وفى أول حضور حسب عادل إمام وبعد نهاية العرض قرر عادل إمام وسعيد صالح قبل إغلاق الستار تحيته بالأيدى وجذباه إلى خشبة المسرح لتحية الجمهور بعدها ذهب حليم بصحبة الكاتب الراحل مفيد فوزى أكثر من مرة لمشاهدة العرض من الكواليس فقد كانت المسرحية الملاذ الآمن لحليم لقتل آلامه ومرضه.
أرجوك لا تفهمنى بسرعة
وفى العام نفسه «1973»، وبعد النجاح الجماهيرى لآخر أفلامه السينمائية «أبى فوق الشجرة» -الذى عرض فى نهاية ستينيات القرن الماضي- سعى الراحل عبدالحليم حافظ إلى خوض أول تجربة درامية إذاعية له فى رمضان عام 1973، ورشح عبدالحليم نجم الكوميديا الجديد عادل إمام للمشاركة فى المسلسل الإذاعى «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» التى تناقش مشاكل الشباب ورغبتهم فى الهجرة تأليف الكاتب محمود عوض وإخراج محمد علوان، وجمع فيها حليم الثنائى الموهوب عادل إمام ونجلاء فتحى إلى جانب عماد حمدى وسمير صبرى وزوزو ماضى ونظيم شعراوى وأشرف عبدالغفور وماجدة الخطيب، والذى أذيع منه 5 حلقات وتوقف فى السادس من أكتوبر بعد النصر العظيم، وبقى من المسلسل كواليس اللقاء الأول لحليم وإمام بل مشاركتهما معًا فى الأغنية الجماعية «استعراض الطلبة» وهى من كلمات محمد حمزة وألحان منير مراد، وتعبر عن طموحات الطلبة الذين تخرجوا من الجامعة وطموحهم وأحلامهم فى مواجهة الواقع فى تلك الفترة ومحاولة تغييره، كما قدم فيه حليم أغنية من كلمات محمد حمزة وتلحين بليغ حمدى أيضًا، وهى: «بحلم بيوم»، وأغنية «مين أنا» الشهيرة ألحان محمد الموجى. وتقول كلماتها:
مين أنا عايز أعرف مين أنا
اختارت الدنيا الميعاد واختاروا إسمى فى الميلاد
لا كان بإيدى بدايتي ولا بإيدى نهايتى ولا بإيدى نهايتى
مين أنا
تتوه عينيّا حواليّا تشوف الدنيا مش هيّا
وتتلوّن بأحزاني ويبقى لونها لون تانى
لا شايف ضيّ مع فجري ولا بسمة ف طريق عمرى
ولا بسمة ف طريق عمرى.. مين أنا
نجومى ف ليلى ضى حزين ورودى شايفهم دبلانين
وضاعت كل أحلام السنين
يا هل ترى أنا اللى اتغيرت يادنيا ؟
واللا انتى بقيتى حاجة تانية؟
عايز أعرف مين أنا
مين أنا
والأغنية استخدمت بعد ذلك فى المسلسل الإذاعى «عصفور الشتاء» الذى يتناول قصة حياة عبدالحليم لأنها معبرة عن مشواره الفنى ورحلته فى الحياة وقام محمود حميدة بتجسيد دور حليم فيه.
ومن المسلسل تبقى تتره الغنائى الجميل كلمات محمد حمزة بعنوان «يا رحلة الآلام» وتقول كلماته:
«الليل فى أحضانه الهموم لا فيه قمر ولا فيه نجوم ومشيت مشيت وطالت خطوتى والريح جريح فى سكتى
يا رحلة الآلام يا عمر بالأيام
ماشى الطريق من كام سنة ماشى الطريق تعب الطريق ما تعبت أنا تعب الطريق وبصبر نفسى وبدوس على يأسى
وبدوب حيرتى مع طلعة شمسى وأتوه أتوه وسط الزحام وأكمل أكمل رحلة الأيام» والأغنيات هى المفضلة.
عادل إمام «شاهد شاف كل حاجة» جميلة
علاقة عادل إمام بعبدالحليم بعد المسلسل الإذاعى تحولت إلى صداقة حميمة وتبادل الزيارات فى شقة العندليب الذى استمر معجبًا بأعمال الزعيم حتى قبل وفاته بعام واحد، ففى عام 1976 قدم الزعيم مسرحيته الشهيرة «شاهد ماشفش حاجة» وكانت هى آخر المسرحيات التى شاهدها قبل رحيله، وكان حليم مغرمًا بمشهد المحاكمة الشهير فى المسرحية وشاهدها أكثر من مرة، وعلى خلفيتها قال حليم جملته الشهيرة التى ترسم عبقرية حضور الزعيم فى كتاب «شاهد شاف كل حاجة» الثمين للكاتب والناقد الكبير أشرف غريب؛ عادل إمام أعظم اختراع للضحك والقضاء على الحزن ..نعم إنه كذلك «أمس واليوم وغدًا».