شبكة دولية لتجارة الأعضاء يقودها إسرائيلى أجساد الأفارقة قطع غيار للأوروبيين!

مرڤت الحطيم
لم يكتف الإسرائيليون ببنك الأعضاء و الجلود الذى لديهم من قتلى الشعب الفلسطينى بل تحولوا أيضا إلى التجارة فى الأعضاء من خلال شبكة يترأسها إسرائيلى يحصل على أعضاء للبيع من أفريقيا و يتخذ من عيادة فى كينيا مسرحا لإجراء تلك العمليات .
ففى تحقيق مثير سلطت مجلة دير شبيجل الألمانية الضوء على شبكة دولية لتهريب الأعضاء البشرية تمتد من كينيا إلى ألمانيا وإسرائيل، مرورا ببولندا وألبانيا ودول آسيوية أخرى، إذ تباع كلى الفقراء مقابل مبالغ زهيدة، بينما يدفع المرضى الأوروبيون ما يصل إلى 200 ألف يورو حوالى 225 ألف دولار ؛ وقال الكتاب يورجن دالكامب، رومان هوڤنر، هاينر هوفمان، وجونتر لاتش فى التحقيق المنشور إن بعض الألمان المحتاجين إلى كلى جديدة يتوجهون إلى كينيا لشرائها، وأكدوا أن من يقود هذه الشبكة رجل إسرائيلى مطلوب أمنيا منذ سنوات.
وأشار التحقيق إلى أن دير شبيجل وهيئة الإذاعة العامة الألمانية زد دى إف ZDF ومؤسسة دويتشه ڤيله تعاونت على مدى عدة أشهر لتتبع أثر تجارة الأعضاء، من ألمانيا وبولندا مرورا بإسرائيل وصولا إلى عيادة فى مدينة إلدوريت الكينية التى أصبحت الآن فى قلب شبكة دولية لتجارة الكلى؛ و الشبكة الدولية تقدم خدماتها علنًا فى ألمانيا وبينها نقل المستفيدين إلى كينيا مع ضمان الإقامة ؛ وأضاف أن هذه الصفقات والعمليات ترتبط بالمرضى فى ألمانيا بمتبرعين من دول القوقاز مثل أذربيچان. كما تربط الصوماليين الأثرياء بشباب كينيين يتم إقناعهم بالحصول على مبلغ سريع يتراوح بين 2250 و5620 دولارا مقابل كليتهم،بينما يدفع المرضى فى الغرب ما يصل إلى 225 ألف دولار لتجار الأعضاء ويفضل أن يكون الدفع نقدا.
وتحدث التحقيق عن عدة حالات، بينها قصة سابين 57 عاما التى عانت من فشل كلوى مبكر، وأمضت سنوات فى غسيل الكلى ثم زرعت لها كلية من متبرع مجهول، وبعد 30 عاما بدأت الكلية المزروعة تعانى من فشل جديد، فقررت البحث عن حل خارجى بعد فشل الخيارات القانونية المحلية لوجود قوائم انتظار طويلة ؛ وتضيف المجلة أن سابين تواصلت مع شخص يدعى ألكسندر عرض عليها باقات تشمل الجراحة والإقامة والطيران، حيث تمت العملية فى كينيا فى فبراير الماضى ومنذ ذلك الحين تعمل الكلية الجديدة بكفاءة لكنها لا تعرف شيئا عن المتبرع ولا ترغب فى ذلك.
وبين التحقيق أن هذه الكلية تعود لشخص من منطقة القوقاز لشاب سافر إلى كينيا ليتم استئصالها ثم يعود إلى بلده والمال فى جيبه ؛ كما كشف التحقيق أن العمليات الجراحية تجرى داخل عيادة معروفة فى كينيا ؛ واللافت للانتباه يضيف تحقيق دير شبيجل أنه ربما يراود أذهان الناس أن هذا الأمر يبدو كصناعة مظلمة تدور فى الخفاء، فى حين أن الواقع ليس كذلك، فالكلى القادمة من كينيا تعرض بشكل علنى على الإنترنت وباللغة الألمانية ، على موقع إلكترونى مسجل فى ألمانيا ؛ ويطلب من زوار الموقع النقر على الروابط التالية لمعرفة تكلفة الخدمة. وبمجرد القيام بذلك، يتم تحويلهم إلى دردشة على تطبيق واتساب تنتهى بشخص لا يحمل اسما عائليا، لأن الدخول إلى عالم تجار الأعضاء الغامض لا يتطلب سوى الاسم الأول فقط.. ويوضح التحقيق أن سابين اضطرت للجوء إلى الإنترنت للحصول على كلية جديدة، إذ وجدت وأسرتها شركة تدعى ميدليد فملؤوا نموذج التواصل وأرسلوه. وبعد وقت قصير، تواصل معهم شخص يدعى ألكسندر بدون اسم عائلة ولا أى إشارة إلى مكان وجوده ؛ وقدم ألكسندر عروض شركة ميدليد بما فى ذلك الباقة العادية التى تشمل الرحلة الجوية، والإقامة فى فندق، والدخول إلى المستشفى، وعملية الزرع. أو ربما تكون مهتمة أكثر بباقة الأمان التى تزيد فقط بنسبة 50 % عن السعر الأساسى وهذه الباقة تتضمن كلية ثانية فى حال لم تعمل الأولى.
وتحدث الكتاب كيف يقدم روبرت شبولانسكى رئيس شركة ميدليد نفسه على الإنترنت بصورة غريبة حيث يظهر لاعب كمال أجسام، أشبه بحارس ملهى ليلى فى بلدة صغيرة ؛ لكن هناك ما هو أخطر فيما يخصه كما يتابع التحقيق وهو لائحة اتهام من 40 صفحة أعدها الادعاء العام فى إسرائيل عام 2016، تتهمه بالتورط فى شبكة دولية لتهريب الأعضاء أجرت عمليات زراعة كلى غير قانونية فى سريلانكا والفلبين وتايلند ودول أخرى بمبالغ تراوحت بين 140 ألفا و180 ألف دولار.
ويضيف التحقيق أن الذى يرأس الشبكة هو بوريس وولفمان المشتبه بقيادته لمافيا زراعة الأعضاء فى أمريكا اللاتينية وأوكرانيا وكوسوڤو، وذكرت لائحة الاتهام أن شبولانسكى كان مساعده الأهم، حيث ساعد فى تزوير بيانات للمتبرعين والمرضى لإضفاء طابع قانونى على العمليات، وتحويل الأموال من خلال شركة فى ألبانيا، استخدمت أيضا لغسل أموال تجارة الكوكايين ؛ كما تشير الأدلة وفقا لدير شبيجل إلى استمرار العلاقة بين وولفمان وشبولانسكى الذي رفض الرد على أسئلة الصحفيين مكتفيا بالقول إنه لا علاقة له بوولفمان.
وتؤكد المجلة أن لا أحد يعرف مكان وجود شبولانسكى حاليا، لكنه اختفى من إسرائيل منذ 2013، ورصد لاحقا فى تايلند، غير أن المؤكد أن شركته ميدليد تنشط منذ أكثر من 3 سنوات فى مدينة إلدوريت الكينية، والتى تعد مركزا معروفا لتجارة الأعضاء، وتتعرض منذ 2020 لانتقادات حادة فى الإعلام الكينى؛ وأشار التحقيق إلى أنه مع دخول شركة ميدليد إلى السوق، توسعت تجارة زراعة الأعضاء فى كينيا من نشاط محلى بين سماسرة كينيين وفقراء كينيين من جهة ، وأثرياء صوماليين من جهة أخرى، إلى شبكة دولية، فلم يقتصر الأمر على المتلقين بل بدأ الزبائن يحصلون على كلى من متبرعين من جمهوريات سوڤياتية سابقة مثل كازاخستان وأذربيجان ينقلون جوا خصيصا لهذا الغرض.
وذكر تحقيق المجلة الألمانية أنه تم تحذير نيروبى فى صيف 2023، من نشاط عصابة منظمة تعمل من عيادة ميديهيل، متهمة إياها بالتحايل على القوانين، كما هو الحال فى شبكات الاتجار بالأعضاء. وبعد تصاعد الضغوط، شكلت نيروبى فريق خبراء قام بتفتيش العيادة فى ديسمبر 2023 وأصدر تقريرا؛ وأضاف الكتاب إن تقرير المفتشين لم ينشر رسميا، لكن حصلت مجلة دير شبيجل ووكالة زد دى إف ودويتشه ڤيله على نسخة منه؛ حيث يتحدث عن نشاطات مشبوهة تشير إلى وجود اتجار بالأعضاء وعن عمليات زراعة شديدة الخطورة أجريت لمصابين بالسرطان وكبار السن ؛ كما أشار إلى أن الدفع النقدي مقابل عمليات المرضى الأجانب يعد مؤشرا على ممارسات غير قانونية ومع ذلك، خلص التقرير إلى أنه لا توجد أدلة كافية، وأوصى بفتح تحقيق من قبل الشرطة، وإجراء تفتيش إضافى للعيادة.
وأكد التحقيق أن سواروب رانجان ميشرا، مؤسس ورئيس مجموعة مستشفيات ميديهيل يتمتع بعلاقات سياسية قوية وهو الذى ولد فى الهند وانتقل إلى كينيا فى التسعينيات، وحقق ثروة فى القطاع الطبي، وأصبح نائبا فى البرلمان عام 2017، وفى نوڤمبر 2024 عينه الرئيس الكينى وليام روتو مديرا لمعهد كينيا بيوفاكس مما قربه من مسئولين فى منظمة الصحة العالمية وحكومات أجنبية. وذكرت دير شبيجل أن ضابط شرطة كينى تحدث مع دير شبيجل رافضا الكشف عن هويته، أكد أن تحقيقاته فى تجارة الأعضاء كانت دائما تقابل بعراقيل، رغم وجود أدلة وشهادات، حيث قيل له بوضوح: هؤلاء لهم أصدقاء أقوياء فى النظام . وعندما سئل فى الحكومة؟ أومأ برأسه بالإيجاب.
ومن بين ملفات الشرطة التى لم يبت فيها، قضية الشاب أمون كيبروتو ميلى 22 عامًا الذى باع كليته بمبلغ وعدوه به 6750 دولارا ،لكنه تلقى فقط 4500 يورو واشترى بها سيارة أجرة صغيرة تعطلت لاحقا وفقد صحته معها ؛ ويقول ميلى «كان هذا أكبر خطأ فى حياتى حيث يعانى الآن من آلام مزمنة ومثل هذه القصص تتكرر كثيرا فى غرب كينيا، فضلا عن أن العمليات الجراحية لا تنجح دائما.