الأربعاء 10 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
سيارة البابا فرنسيس

سيارة البابا فرنسيس

قبل وفاته أوصى البابا فرنسيس بتحويل سيارته الخاصة إلى عيادة صحية متنقلة والتبرع بها إلى أطفال غزة، وهى السيارة التى استخدمها خلال زيارته إلى الأرض الفلسطينية المحتلة عام 2014، وحسب ما ذكره الفاتيكان فإنه يجرى الآن تنفيذ الوصية وتجهيز السيارة بمعدات طبية لإسعاف وإنقاذ المصابين والمرضى الفلسطينيين، وستحتوى الوحدة المتنقلة على أجهزة متخصصة فى إجراء اختبارات لاكتشاف الأمراض المعدية، وأدوات ومعدات لمعالجة الجرحى والمصابين، كما سيعمل بها طاقم طبى متنوع ومتطوع.



البابا الراحل أوكل تنفيذ الوصية إلى جمعية كاريتاس القدس وهى منظمة إغاثة كاثوليكية، وأعلنت كاريتاس أن العيادة المتنقلة ستتواجد فى المناطق التى لا تتوفر فيها مرافق رعاية صحية بمجرد أن يصبح الدخول إلى غزة متاحا، وهكذا لم ينس بابا الفاتيكان المتنيح دوره الإنسانى تجاه أطفال غزة حتى بعد رحيله، وقد كانت فلسطين دائما فى بؤرة اهتماماته، حتى إنه كان يسأل عما يحدث فى غزة وهو على فراش المرض، البابا فرنسيس سيظل له جميلاً فى عنق كل المؤمنين بالقضية الفلسطينية والمتعاطفين معها، وسيذكر التاريخ أنه فى حبريته اعترف الفاتيكان بدولة فلسطين عام 2015، وأيضا تم افتتاح سفارة لفلسطين فى الفاتيكان وتبادل دبلوماسى بين الدولتين، البابا أيضًا رفض قرار الرئيس الأمريكى ترامب خلال ولايته الأولى بنقل السفارة الأمريكية للقدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل، وأكد أن القدس مدينة مقدسة عند الديانات الإبراهيمية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، وحذر من تغيير هويتها، كما كان للبابا الراحل موقف واضح من العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة حتى إنه رفض لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو مجرم الحرب والملطخة يداه بدماء الفلسطينيين الأبرياء، وأدان فى كلمات وبيانات عديدة ما يحدث فى غزة من اعتداءات على الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمنازل ودور العبادة والمدارس.

إهداء البابا فرنسيس سيارته لأطفال غزة رسالة واضحة لكل العالم خاصة الدول المسيحية ولكل إنسان فى العالم؛ لا تنسوا ما يحدث فى غزة فهناك قصف غاشم وأفعال مجرمة أدت وما زالت تؤدى إلى قتل آلاف الأطفال ومن ينجو منهم يصاب بإصابات بالغة، هؤلاء الضحايا محرومون من محاولات إنقاذهم، ومداواة جروحهم، ولا يتلقون العلاج الذى يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة، حيث تمنع إسرائيل وصول الأدوية لهم، بجانب أنهم لا يجدون طعاما ولا شرابا ينقذهم من الموت جوعا، ولا غطاء يحميهم من البرد فى الشتاء والحر فى الصيف، معظمهم بلا مأوى بعد هدم منازلهم، وبلا أسر بعد استشهاد آبائهم وأمهاتهم، وبعضهم فقد عائلته بالكامل، ولعل ما فعله البابا فرنسيس يثير سؤالا ماذا سيفعل البابا القادم وهل سيسير على نهج البابا فرنسيس أم سيكون أقل تعاطفا مع الفلسطينيين؟ أعتقد أنه سيسير على نفس الطريق، فالفاتيكان رفض فكرة إقامة وطن لليهود فى أرض فلسطين عندما طُرحت.

ووقتها قال البابا بيوس: «نحن لا نستطيع أن نساند هذه الحركة (الصهيونية)،. اليهود لم يعترفوا بالمسيح، لذلك لا يمكننا نحن الاعتراف بالشعب اليهودي، وعلى هذا الأساس لا يمكن وضع القدس فى أيدى اليهود»، كما رفض الفاتيكان أيضاً وعد بلفور الذى صدر بشأن إقامة وطن لليهود فى فلسطين عام 1917، واستمر الفاتيكان فى رفضه إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لمدة خمس وأربعين سنة، إلى أن جاء اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وبعده أصبحت هناك علاقات دبلوماسية بينهما، ولكن الفاتيكان رفض أن تكون له سفارة فى القدس كما كانت تريد إسرائيل وأصر على وجودها فى تل أبيب. سيارة البابا هى رسالة تشرح المعنى الحقيقى للأديان وللإنسانية، وتعد بمثابة صفعة على وجه المجرمين مثل نتنياهو وترامب وكل من يقف مع العدوان الصهيونى الغاشم، وهى أيضا صرخة فى وجه كل العالم أنقذوا أطفال غزة فهل من مستجيب؟