السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مستقبل العتاولة أحمد السقا وطارق لطفى

مستقبل العتاولة أحمد السقا وطارق لطفى

.. كان لى صديق جميل اسمه أحمد السقا ابن عمى صلاح السقا الذى عرفته منذ الطفولة المبكرة باعتباره صديقًا للخال عبدالرحمن شوقى وللعم صلاح السعدنى، وأيضًا لكونه من دراويش السعدنى الكبير الولد الشقى - طيب الله ثراهم جميعًا - وكنت فى بداية ظهور السقا أدخل فى نقاش دائم مع سمير خفاجى صاحب فرقة الفنانين المتحدين الكاتب المسرحى الذى ملأ الدنيا فنًا بمسرحه الذى ليس له مثيل فى عالمنا العربى. كان رأى خفاجى أن هذا الفتى الذى ظهر فى موسم رمضانى فى سابق العصر والزمان سوف يكون نجم المستقبل. وهكذا قال خفاجى بينما أصر شخصى المتواضع أن مستقبل أحمد السقا سوف يكون فى منطقه رمادية فلا هو أبيضّ ولا هو أسود وقلت أيامها إنه لن يخرق الصفوف ليتجه للنجوم، ويومها قال خفاجى: إنت مش فاهم حاجة فسألته عن حجته ودليله على هذه النجومية وبعد محاضرة لخص فيها سمير كل تجارب العمر وعصير الزمن اكتشفت أن هناك أشخاصًا منحهم المولى عز وجل القدرة على التنبؤ بمستقبل المواهب وهنا تذكرت بالخير عمى أحمد طوغان رسام الكاريكاتير الشهير صديق عمر السعدنى الكبير عندما دخل عليهم ذات يوم فى منزل زكريا الحجاوى وهم منهمكون فى أكل وجبة الفول والطعمية والكرات والبصل الأخضر والجعضيض ودخل عليهم رجل طويل القامة أسمر البشرة يكبرهم ببضع سنوات يرتدى البدلة الصينى، وهنا توقف السعدنى عن الأكل وبحلق كثيرًا فى الشخص إياه ورانت لحظة صمت على الجميع. ومال السعدنى على أذن طوغان وهمس قائلًا الجدع ده مخبر.. وهنا ضحك طوغان.. ثم صمت قليلًا وأطلق صرخة استنكارية وقال: الجدع ده ح يبقى ملك مصر فى يوم من الأيام.. وكان هذا القادم أو الجدع هو أنور السادات أحد مريدى زكريا وتلامذته وتمر الأيام والسنون.. وتتحقق نبوءة طوغان العبقرية، ولكن حكم خفاجى على أحمد السقا لم يستغرق إلا أعوامًا قليلة جدا.. استطاع السقا أن يثبت أنه يملك داخله موهبة عريضة وإمكانيات جسدية رائعة جعلته ملكًا على عرش الأكشن دون منازع.. وأصبح أحد النجوم الأكثر جاذبية على شاشة السينما التى يرتادها الناس ليشاهدوا نجمهم المفضل، ومضى قطار العمربأحمد السقا وهو على القمة حتى دارت الدوائر وسرت عليه قوانين الحياة.. فدوام الحال من المحال.. وسنة الحياة التجديد والتغيير، ومع شديد الأسف لم يستطع أحمد السقا أن يجارى التغيير الذى حدث فى خريطة الفن، فهو مصر على أداء أدوار لا تتناسب مع عمره وهو فى العقد السادس من عمره والكارثة أن الأخ طارق لطفى وهو فى نفس العمر يشاركه بطولة العمل ويلعب دور الولد الغندور المعجبانى الشقى الخفيف الدم والروح وأشهد أنه لا ينطبق عليه أى من هذه الأمور. والحق أقول إننى شاهدت وتابعت نجومًا وممثلين وكومبارس وأصحاب أدوار ثانوية بعدد شعر الرأس وأشهد أننى لم أعثر للأخ طارق لطفى على أثر ما تركه فى نفسى فى أى دور تصدى له خلال رحلته الفنية العامرة بالمسلسلات.. وهناك الجميلة فيفى عبده التى هاجمتها كثيرًا فى سابق الزمان وما أدراك وما الهجوم على فيفى عبده وهى فى عز تألقها ووهجها عندما كانت الأولى على جميع الراقصات فى عالمنا العربى قبل الغزو الأجنبى لهذا الفن، وذات يوم قابلت الجميلة فيفى عبده أحمد السعدنى وظنت أنه الكاتب فقالت له: أنت أكرم السعدنى اللى بيشتمنى ونفى أحمد هذه التهمة فهو لا يشتم أحدًا ولا يسب أى أحد.. ولكن الأيام بعد ذلك جمعتنا معا فى بيت الصديق الأجمل فى رحلة الحياة بهجت قمر ثم بعد ذلك مع سمير خفاجى.. واكتشفت أن فيفى عبده يسكن داخلها صفات تجعلك تنقلب إلى خانة المحبين لها العاشقين لشخصيتها الرائعة وخفة ظلها التى لا مثيل لها فقد اكتشفت فيها.. نفس الشىء الذى وجده بهجت قمر فى نجوى فؤاد وتحية كاريوكا أنها فاعل الخير المجهول الذى يصنع الخير ولا يبحث عن دعاية أو إعلان بل إنه فى حال أن استغل أحدهم الأمر فى الدعاية، فإن العواقب ستكون وخيمة ومن خلال الجميل سعيد صالح وجدت فيفى عبده تستغل سفره إلى لندن لكى ترسل بالدعم والمد لفنان شاب وقع فريسة لمرض خطير وتوجه لعاصمة الضباب طلبًا للشفاء وعندما علمت بالأمر قلت للعم سعيد سوف أكتب عن هذه القصة وعن بطلتها.. فأمرنى سعيد ألا أكتب حرفًا واحدًا  فهى لا تريد لأى مخلوق أن يعلم بالأمر وامتثلت لأوامر عم سعيد وعندما فاتحت فيفى عبده فى الأمر ازددت انبهارًا بها فهى لا تعرف هذا الشاب ولم تلتق به ولكنها المواقف التى من خلالها تتعرف على صنف البشر وقد اقتربت من فيفى عبده وأحببتها.. وبالطبع أنا لا أستطيع أن أتوجه فى العتاولة باللوم لفيفى عبده باعتبار أن ظهورها فى أى عمل فنى يضفى شيئًا من البهجة خصوصًا أن بطلى العمل لا علاقة لهما بهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد، ولم أعثر مع شديد الأسف لطارق لطفى على أى كرامة فى هذا العمل الفنى من وجهة نظرى المتواضعة.. وربما تكون وجهة نظر شيش بيش.



ولكن وبحكم العلاقة الممتدة فى أعماق الزمن فإننى لا بد أن أتوجه إلى أحمد السقا وأطلب منه أن ينظر خلفه تحديدًا لنجوم الجيل الذهبى الذى استعان هو شخصيا بهم فى أعمال رائعة. محمود ياسين فى فيلم الجزيرة. ومحمود عبدالعزيز فى فيلم «إبراهيم الأبيض» وكيف استطاع أبناء هذا الجيل الأروع التلون مع الواقع والتأقلم مع تصاريف الزمن بعد أن ولى عصر الفتى الأول وبالمناسبة كان محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز من النجوم الذين بلغوا  مكانًا لا يمكن لأى جيل أن يرتفع إليه وأقول للسقا  التمهل مطلوب يا عم أحمد والمراجعة واجبة وبحث أمر المستقبل والتفكر فى نتائج هذا العمل الكارثى الذى هو اسم على غير مسمى.. فأنا لم أضبط أى عتويل نعم ليس هناك عتاولة ولا غتاوتة إذا جاز التشبيه وأعود وأقول التفكر فى الأمر أصبح ضرورة ملحة. وبصريح العبارة بعد أن شاهدت هذا الأداء التمثيلى (القوى) لسعادتك وللأخ طارق لطفى. أستطيع أن أقولها بكل صراحة قد انتابتنى نفس الحالة التى حلت بالفنان الجميل حسن أتلة وهو يقول سى طارق لطفى.. أنا عندى شعرة.. حبة تروح.. وحبة تيجى.