الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كلمة و 1 / 2..  زياد الرحبانى تجاوز سقف المسموح!

كلمة و 1 / 2.. زياد الرحبانى تجاوز سقف المسموح!

أحيانًا يحدث توافق ضمنى فى المجتمع على منح كاتب أو شاعر حرية المشاغبة، فى منطقة شائكة، الغريب أننا نسمح له ضمنيًا بالتجاوز والوصول إلى أقصى ما هو ممنوع.



تابع مثلاً زياد فى أحاديثه وكلماته المكتوبة ولقاءاته المصورة، تكتشف أن الكثير مما يذكره لا يستطيع أحد غيره أن يقترب منه، دون أن يتعرض للمساءلة السياسية وأيضًا القانونية، أغلب تلك الشطحات لا أستطيع حتى كتابتها هنا، ربما مثلاً و(بالعافية) أذكر أغنيته التى قال إنها كان يعبر فيها فقط عن نفسه، واكتشف أنها لسان حال القطاع الأكبر من الدائرة المحيطة به، يقصد طبعًا الرجال، الذين نالوا العديد من الطعنات النسائية، ووجدوا فى الأغنية ما يطبطب على جراحهم، الوحيد الذى امتلك الجرأة لإعلانها هو زياد مثل (من مرة إلى مرة عم نرجع ل ورا)، مقصود بها طبعًا امرأة، وتلك الكلمة فى الشارع اللبنانى، وفى عدد من الدول العربية تستخدم دون أدنى حساسية، ولكن الصعب كتابتها فى تلك المساحة، إنه على نفس وزن كلمة (مرة) ذكر كلمات من المستحيل تدوينها، وذكر أن نجاح تلك الأغنية، لعب دورًا سلبيًا بالنسبة له لأنه كلما أطلق أغنية جديدة يستعيدون منه (من مرة إلى مرة).

المجتمع تسامَح معه حتى فى تحليله القاسى لعدد من المطربات، وجدن المطربات قبل أيام يحرصن على تقديم واجب العزاء لفيروز، وقبلها لم ترد أى منهن عليه، ربما باستثناء أصالة التى وصفته بالمستهتر.. زياد كان يشترط قبل أى لقاء تليفزيونى ألا يُحذف شىء من أقواله، لهذا يفضل اللقاء على الهواء، وإذا تعذر يكتب فريق العمل تعهدًا بألا يحذفوا أى كلمة له، مَهما كانت الحجة المعلنة، فهذا الأمر محسوم بالنسبة له.

أتصور أن «زياد» صادق جدًا فى تلك الحالة التى تتلبسه، زياد لا يرسم لنفسه صورة ذهنية يسعى لترسيخها، ولكنى أراه فقط يريد أن يكون نفسه.

كثيرًا ما اختلف مع أمه التى لم يعرف عنها أبدًا اندفاعها فى آرائها، كما أنها لم تتشابك سياسيًا مع الحياة، فقط هى وطنية، ولا يستوقفها تحديد أى موقف سياسى لحزب أو اتجاه أو طائفة.

زياد من الممكن أن يتورط سياسيًا؛ لأنه لا يجد انفصالاً بين التوجه الذى يعلنه وبين المخاطر المحتملة، وهكذا أعلنها (أنا مش كافر لكن الجوع كافر)، هل رأيتم جرأة أكثر من (هيك)!