السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(للأسف كلام فاتن حمامة طلع صح!!) حكايـات إحسان عبدالقدوس

الخلاف الطارئ والزعل بين والدى رحمه الله وسيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» اعتبرته يدخل فى دنيا العجائب، وتلك الخصومة كانت فى أواخر الخمسينيات من القرن الماضى، وكل منهما كان فى ذروة تألقه ذلك الوقت، لكنها لم تستمر طويلًا..



 

لأن العلاقات بينهما أقوى من أى زعل!!

«وللأسف» أثبتت الأيام أن وجهة نظر «فاتن حمامة» هى الصح !!

وقد تتعجب حضرتك من كلمة «للأسف» التى ذكرتها ووضحتها بين قوسين وتريد معرفة ما جرى بينهما بالتفصيل..

ومن فضلك دعنى أولا أحدثك عن قوة العلاقات بينهما..

كانت أول فيلم قامت ببطولته لوالدى «الله معنا» ويتحدث عن الثورة والأسلحة الفاسدة وذلك عام 1953..

وتوالت أفلام «فاتن حمامة»..

وكانت فى معظم الأحيان تظهر فى دور البنت المظلومة الغلبانة حتى جاء فيلم «لا أنام» أواخر الخمسينيات من القرن الماضى لتقوم لأول مرة فى تاريخها كله بدور البنت الشريرة الماكرة الخبيثة التى دمرت أسرتها، ثم جاء تغيير آخر جذرى أوائل السبعينيات من القرن الماضى بفيلم «إمبراطورية ميم» وفيه قامت بدور أم لنصف دستة من الأبناء.

وسبب الخلاف يدخل فى دنيا العجائب..

فقد فوجئت «فاتن حمامة» بوالدى ينتقدها فى مجلة «روزاليوسف» لأن الأموال الطائلة التى جمعتها قررت إقامة عمارة فى مصر الجديدة يسكنها كبار القوم وتدر مبلغ حلو عليها، وثار «سانو» كما كانت تناديه..

وكتب يقول: هذه الأموال يجب أن توجه لخدمة الفن بإقامة شركة إنتاج وليس بناء عمارات! وبلاش «بزنس» وأنتى فنانة..

وردت «فاتن» قائلة: أنا أنظر إلى بعيد وعايزة تأمين لمستقبلى والفن مش مضمون خاصة مع التقدم فى السن!!

يعنى عندنا وجهتى نظر: هل يقوم الفنان بتوجيه فلوسه فى مجاله.. أم يستثمرها فى البزنس ؟!

وهنا تأتى كلمة «للأسف» التى وضعتها بين قوسين، الواقع العملى أثبت أن كلام «فاتن» صح الصح والغالبية العظمى من الفنانين سمعوا كلامها ويستثمرون أموالهم فى مشروعات تجارية مختلفة وكان آخرهم «تامر حسني» الذى افتتح مطعما مؤخرًا لأن العمارات راحت عليها..

وإقامة المطاعم مطلوب وصعب أن يخسر خاصة إذا كان صاحبه نجما مشهورا، لأن الناس كمان بتحب الأكل!!

وعندى ملاحظة مهمة فى هذا الموضوع تدخل فى دنيا العجائب ولم تخطر أبدا على بال «إحسان عبدالقدوس» و«فاتن حمامة» وهى ابتعاد النجم عن فنه وهو فى قمة نجاحه لينصرف إلى البزنس ليضع الفن فى مرتبة ثانوية..

حدث هذا مع العديد من نجوم الغناء فى التسعينيات خاصة وعلى رأسهم «مصطفى قمر» الذى اعتزل مبكرًا وتفرغ لأعماله التجارية.

وأخيرًا أقول أن الخانقة بين القطبين كانت طارئة..

فقد كانت «فاتن حمامة» من أقرب الفنانين إلى «سانو» والذى كان يناديها دوما باسم «فتونة» وظلت مخلصة لصداقة أسرتنا حتى النهاية بعكس غيرها من الفنانين المشهورين جدًا الذين تقربوا إلى الكاتب الكبير فى بدايتهم فقط !!

يعنى اتخذوا من صداقتهم له وسيلة للشهرة..

وعندما تحقق لهم ما أرادوا نفرت العلاقات!!

وبلاش ذكر أسماء منعا للإحراج..

وبعد وفاة حبيبى أبى ظللت على تواصل مستمر مع سيدتى «فتونة»، وكنت أسأل عنها باستمرار من باب الوفاء للوالد، وكانت سعيدة بذلك وتحدثنى دومًا عن ذكرياتها مع أبى وست الحبايب وتقول «أمك دى كانت ست عظيمة».

وقبل وفاة «فاتن حمامة» بـ48 ساعة بالضبط اتصلت بها أوائل شهر يناير من عام 2015 وكان يوم خميس وقلت لها: يا ست الكل.. ذكرى أبى يوم الأحد.. وعندنا احتفالية فى «روزاليوسف» ويشرفنى وجودك معنا!!

رحبت بذلك قائلة: أنا عندى شوية إنفلونزا وإذا لقيت نفسى كويسة سأحرص على الحضور بإذن الله..

وبعدها بيومين توفيت إلى رحمة الله !!

الله يرحمها ويرحم «سانو»!

ملاحظة كلام المرحومة سيدة الشاشة العربية طلع صح من وجهة نظر الغالبية العظمى من الفنانين الذين يستثمرون أموالهم فى البيزنس بدلا من الفن..

عجايب..

محمد عبدالقدوس