الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شريف عليش.. تاريخ مجيد ببستان كاريكاتير «روزاليوسف»

ينقل رسام الهوية الشخصية الملامح نقلًا تشريحيًا بشكل متناسب لسطح الورق أو الجدار أو المجسم المنحوت، ثم يتأمله برهة، قائلًا: مهلا لنمعن النظر مرة أخرى، فالهوية لم تظهر بالقدر الكافى.



يعود مجددا للشخص المرسوم بمزيد من التأمل والبحث، فيشاهد كيف يفكر، وكيف يشعر، وكيف يتحرك، فنجد إبداعا يحمل الكثير من المشاعر الأحادية المختلفة، مثل الدهشة أو الغضب أوالفرح أوالحزن أو الألم أو الإجهاد.. إلخ

حسنًا، ها قد عادت الحياة على الورق، واقتربنا إلى حد كبير من الهوية وتحقق المطلوب بإضافة المشاعر السالف ذكرها، وانتهى الأمر.

 

لكن على ما يبدو فإن آخرين لم ينتهوا بعد، إذ لا يكتفى العباقرة من الرسامين بذلك، بل يسعون لإبراز المشاعر المركبة والممتزجة، مثل الحزن الغاضب أو الضحك الساخر، وذلك السعى ليس غايتهم فقط، لكن يستخدمون المشاعر لدراسة سلوك النفس البشرية، وخصائصها ومتناقضاتها ونقاط قوتها وضعفها ومواطن الجمال بها، مستخدمين صيغ المبالغة التعبيرية والتشريحية، لتقديم صورة أكثر ثراءً بالحياة على الورق من الشخص المرسوم. 

ويعكس ذلك عمق الخبرات الجمالية والتشكيلية لديهم، فنجد فى الرسم الشخص الذى تحمل ملامحه سمات الصدق أو النفاق أو التشفى أو الحقد أو الجمال أو الخير أو المحبة والبراءة.. وهكذا.

هذه الصورة تمثل فى معظم الأحيان الشىء الذى نرفضه أو نحبه للغاية فى سلوكنا ومظهرنا، لأنها صورة مفعمة بالكثير من صيغ المبالغة الجمالية التعبيرية التشريحية، مع المفارقة الساخرة، كما تحمل فى طياتها الكثير من التساؤلات والآراء التى تخبرنا بما يجب أن نكون، أو تحذرنا مما نحن عليه. 

وعليك أيها القارئ المشاهد أن تتخذ موقفًا ما.

فى هذه الحالة يعرف الفنان بالرسام الساخر أو رسام الكاريكاتير.

والفنان شريف عليش، الذى نتخذ أعماله مثالا، وصلت شهرته من حدود المحيط إلى الخليج، لما له من سبق وريادة فيما قدمه، كما بلغت أعماله من الأصالة والابتكار والإبداع حدا بعيدا، وتنوعت بين الكاريكاتير والكارتون والفن التشكيلى.

قدم الفنان شريف عليش العديد من إبداعاته الكاريكاتيرية والكارتونية التى ازدانت بها صفحات وأغلفة مجلتى روزاليوسف وصباح الخير منذ عام 1967 وحتى 1990 ليلتحق بعدها بالعمل بمؤسسة الأهرام.

تخرج «عليش» فى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان قسم التصوير، وحصل بعد تخرجه على منحة لدراسة ترميم اللوحات الزيتية بتشيكوسلوفاكيا، ومثلها بالولايات المتحدة الأمريكية، وحاز العديد من الجوائز بالخارج والداخل، لعل أبرزها جائزة التميز الصحفى فى نسختها الأولى من نقابة الصحفيين.

واختيرت لوحته الكاريكاتيرية عن الملاكم مايك تايسون للاقتناء بمتحف فلوريدا للكاريكاتير. وإلى جوار عمله بالأهرام عمل بالعديد من المجلات والجرائد العربية، مثل مجلة سيدتى وزهرة الخليج والوسط وجريدة الرأى وجريدة القبس، كما رسم للأطفال بمجلات ماجد وباسم وعلاء الدين، وفى مجال الرياضة عمل بالأهرام الرياضى. وحاليا بمجلة النادى الأهلى.

رسم العديد من الأبواب الصحفية المتميزة بصحبة نخبة من عظماء الصحافة المصرية والكتابة الساخرة، بدأت بباب «هذا الرجل» بصحبة الساخر العظيم محمود السعدنى، مرورا بباب بـ«البريد المستعجل» بصحبة رئيس تحرير صباح الخير الأسبق حسن فؤاد، ثم باب «دبرنا يا وزير…» بصحبة رئيس تحرير روزاليوسف الأسبق صلاح حافظ، انتهاء بباب «شاشة صباح الخير» الذى رسمه بصحبة قلم الكاتب والإعلامى ورئيس تحرير صباح الخير الأسبق مفيد فوزى، كما رسم أيضا بصحبة الكاتبين علاء الديب، وعبدالستار الطويلة، وغيرهما، ورسم العديد من أغلفة الكتب، منها «الطريق إلى زمش»، و«المضحكون» لمحمود السعدنى.

تاريخ مجيد وعمر مديد لأحد أهم أشجار الكاريكاتير المثمرة ببستان روزاليوسف.