
طارق مرسي
جرائم جوميز وجروس فى حق الزملكاوية
مشاكل الزمالك فى العامين الأخيرين ليست فقط فى مجلس إدارته بل فى الإدارة الفنية للفريق وهى فى الأساس من خطايا المجلس عندما اختاروا اسمين ساهما فى تدمير الفريق على مدار 48 شهرا بالتمام والكمال وهما البرتغالى «جوميز» والسويسرى «جروس».
فالأول خدعوك وقالوا إنه نجح مع الزمالك لمجرد أنه حصل على بطولتين فى شهرين وهما الكونفيدالية الأفريقية والسوبر الأفريقى، أما الثانى فاختاروه على خلفية أنه انتزع البطولة الكونفيدرالية والسوبر العربى رغم أنه أهدر أسهل بطولة دوري وقت إدارته فى الولاية الأولى، والمدربان فازا بهذه البطولات بفضل الجماهير (راجعوا ولاية جروس الأولى والفوز بالنهائى الكونفيدالى عام 2019 ببرج العرب وامتلاء الاستاد عن آخره وفاز الزمالك ببركة دعوات الجمهور بضربات الجزاء بصعوبة فى كأس لوسيل أو السوبر العربى الجمهور هو البطل فيه أيضًا، أما السيد جوميز فالجمهور الذي ملأ استاد القاهرة هو البطل وفى السوبر الأفريقى غرور وثقة نجوم الأهلى ودعم الجمهور كانا وراء الانتصار وليس لعبقرية جوميز.
«جوميز وجروس» ظاهريا الإدارة اعتمدت على الإنجازات الوهمية التي وضعتهما فى برواز العظماء فى تاريخ الزمالك قياسا على البطولات رغم افتقادهما معا موهبة الإدارة الفنية التي لم يمتلكها فى السنوات الأخيرة سوى فيريرا وكارتيرون، فالأول جمع بين بطولتى دوري وكأس فى موسم واحد وفى ولاية ثانية انتزع بطولة الدوري بالناشئين، أما الثانى فقد حصل على بطولتي سوبر فى أسبوع واحد السوبر الأفريقى من الترجى والسوبر المصري من الأهلى وفى الولاية الثانية حصد بطولة الدوري بالناشئين ومن بعدهما الكولومبى أوسوريو رغم أنه لم يحصل على بطولة ولكنه قدم أجمل مباريات للزمالك عبر السنوات الثلاث الأخيرة لضعف عناصر الفريق وصعوبة ضم عناصر تدعم الفريق لوقف القيد.
من جرائم جوميز أنه ساهم فى تدمير قطاع الناشئين العام الماضى وحول الزمالك فى موسم الدوري الماضى إلى حقل تجارب فاسدة نال فيها الفريق هزائم تاريخية ولم ينجح فى إضافة اسم واحد من الناشئين كما فعل أستاذه فيريرا فى ولايته الثانية لظروف وقف القيد عندما قدم سيد نيمار وحسام عبد المجيد ولم يهتم بهروب طارق حامد ومحمد أبو جبل وانتهاء عقد بن شرقى وفاز بالدوري بجدارة، بينما فى ولايته الأولى استغل كل العناصر المضافة للفريق وأحسن فى توظيفهم ليجمع بين الدوري والكأس فى عام واحد استثنائى قبل انفراط عقد الفريق، أما جوميز فرغم دعم الإدارة بعناصر مثل ناصر ماهر وأحمد حمدى ثم عبدالله السعيد لم يفلح فى خلق توليفة بل اعتمد على عبقرية ما سبقه وهو أوسوريو عندما أعاد اكتشاف حمزة المثلوثى فى قلب الدفاع ووصل معه أحمد فتوح إلى أعلى فورمة بتوظيفه بين الظهير الأيسر وخط الوسط المهاجم وصانع للألعاب، أما الفشل الأكبر فى أنه دمر صفقات النادى الجديدة أولهم البينينى سامسون الذي ركنه مع سبق الإصرار ولم يشفع له تألقه فى أول مباراة له أمام سموحة، كما أفسد موهبة موتيابا على مذبحة «نداي» رغم أنه نجم منتخب أوغندا الأول رغم صغر سنه وكان سببا فى فوز الزمالك الوحيد فى عهده على الأهلى (راجعوا تألق سامسون فى الكويت الآن وخطف نادى بوردو الفرنسى لموتيابا) فضلا عن تجاهل موهبة أحمد رضا الذي ضمه الأهلى مؤخرا من بيتروجيت بعد أن تركه الزمالك دون مقابل، بالإضافة إلى إصراره الغبى على الدفع بعبدالله السعيد فى غير مركزه ما ساهم فى إنهاكه وافتقاده للحاسة التهديفية، ثم جاءت جريمته الأخيرة بترك الفريق من أجل الأموال فى توقيت حساس.
أما «جروس» فى ولايته الثانية فيعانى من غيبوبة وفقدان القدرة على إعادة التوزان للفريق، مما دفع مجلس الإدارة بعد ارتفاع سقف المطالبة بالتخلص منه والتعاقد مع البرتغالى بدءًا من مباراة غدًا الأحد أمام بتروجيت.. فهل سيكون «بيسيرو» هو الحل الأمثل للقضاء على المشاكل الفنية فى الزمالك؟.