الإخوان فى ماسبيرو ثورة الشعب والسقوط العظيم
عبدالرحمن رشاد
طغى على وعيهم شعارات الأستاذية وغرهم شعار الاحتكار والمغالبة مع ضعف النخب المدنية فتوالت قراراتهم الكارثية بالإبعاد والإرهاب والإعلان الدستورى ومحاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى ولكن الشعب لم يكن غافلا عم يعملون..
كعكة ماسبيرو شديدة الإغراء.. عظيمة الثراء بما فيها من تراث وتكنولوجيا ومحطات إرسال وشركات عديدة تابعة لماسبيرو.. بدأت الجماعة فى قضم هذه الكعكة وللأسف وجدت من يشاطرهم ويساندهم والفريقان من المؤيدين عن رغبة والمؤيدين عن رهبة يتعاونون معهم.. أما أصحاب الرغبة فيطمعون فى المكاسب التى بدأ وزيرهم عبدالمقصود فى توزيعها بتولى المناصب سواء فى الإذاعة أو قناة الأخبار أو التحرير الخبرى وبدأت هذه الوجوه تتعامل مع البقية باستعلاء وأستاذية وبعد المناصب بدأت بعض الوجوه يظهر عليها علامات ثراء مفاجئة مثل إقامة الاستوديوهات الخاصة أو إنتاج البرامج أما قمة الاستيلاء فكان فى قطاع الهندسة الإذاعية وهو القطاع الذى يملك كل أدوات التشغيل والإرسال والمعدات ويتولى موظفوه إدارة ستوديوهات الهواء والتسجيلات فكان لا بد من أن يتولى هذا القطاع المؤثر الأساسى واحد شديد الولاء بل عضو فى حزبهم الحاكم وذلك لضمان السيطرة على البث والتشغيل والإرسال.
تم اختيار: عمرو الخفيف رئيسا لقطاع الهندسة الإذاعية وكان يحمل كارنيه عضوية حزب العدالة وبذلك ضمنوا أن تكون الهندسة الإذاعية تحت إمرتهم فى مؤتمراتهم وحفلاتهم والمأساة كانت عندما احتفل محمد مرسى فى استاد القاهرة الدولى بالسادس من أكتوبر محاطا بمن أفرج عليهم من الإرهابيين وتمت إذاعة هذا على الهواء.. الرقابة صارمة على كل البرامج وكل من يعمل بتقديم البرامج ومحتوى هذه البرامج يجب أن يكون مواليا أو مبرراً لما يرتكبه الإخوان من استيلاء واستلاب لحقوق المصريين ولوجودانهم وقائمة ضيوف البرامج تنزل على رؤوس مقدميها وجدى غنيم، عصام العريان، صفوت حجازى، محمد البلتاجى، وغيرهم ومن لا يأتى إلى ماسبيرو يتصل تليفونيا فى برامج الهواء وإن اختلف مع مقدم البرنامج، ففى اليوم التالى يتم إبعاد مقدم البرنامج عن الهواء.
بعد الإعلان الدستورى الذى أعلنه محمد مرسى شعر الإخوان أن العاملين فى ماسبيرو لايقومون بتسويقه للشعب كما يجب وشعروا بأن كفاءة صلاح عبدالمقصود فى إدارة المبنى عاجزة عن الاستقطاب والسيطرة تماما فأرسلوا رساما للأطفال يدعى أحمد عبدالعزيز لإدارة المبنى فاحتل ومعه مستشار صلاح عبدالمقصود الأمين الدور التاسع وشرعوا فى الاتصال المباشر بغرف تحرير الأخبار المسموعة والمرئية وراديو مصر للتوجيه وإملاء الأوامر.
تزامن هذا مع دخول حركة تمرد إلى قلب ماسبيرو، وقع العديد من أبناء ماسبيرو استمارات الانضمام إلى هذه الحركة وامتنع عملاؤهم عن التوقيع وبادروا بالإبلاغ عمن وقع لمكتب الإرشاد والذى منع أبناء ماسبيرو من السفر لتغطية القمة العربية التى عقدت فى قطر وأرسل مكتب الإخوان قائمة بمن يريد سفرهم إلى الدوحة وهم من الموالين بالطبع وسافر صلاح عبدالمقصود بصحبة رئيس الاتحاد إلى تركيا لشراء مسلسلات تركية لإذاعتها فى التليفزيون المصرى لعدم قناعتهم بالدراما المصرية والعربية.
خلا منصب رئيس الإذاعة وأمر صلاح عبدالمقصود مستشاره الأمين أ.ش. بالبحث له عن رئيس للإذاعة ورئيس لشبكة صوت العرب فقدم له المستشار زميلا يعمل مترجما لرياسة الإذاعة وأعد زميلة أخرى متعاطفة لترأس صوت العرب أو نائبة لرئيس الإذاعة ليتولى رياسة صوت العرب أحد زملاء الوزير بكلية الإعلام رياسة الشبكة لستة أشهر ويتولى بعد خروج رئيس الإذاعة للمعاش - ويتولى منصب رئيس الإذاعة «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
فى هذه الأثناء قدم أحد الزملاء بالقاهرة الكبرى سهرة حوارية مع أحد شباب تمرد فهاج صلاح عبدالمقصود وطلب إقصاء الزميل وذبحه فرأى رئيس الإذاعة إحالة سماع السهرة إلى لجنة مكونة من رئيس صوت العرب ورئيس شبكة المحليات.
كان المطلوب بالطبع ذبح الزميل وإبعاده عن تقديم البرامج. قامت اللجنة بسماع الحوار وكان موضوعيا تماما وفيه تحدث الضيف عن فشل الإخوان فى إدارة البلاد والأزمات التى تواجه الشعب المصرى والتجاوزات التى يرتكبها مكتب الإرشاد فى حق المواطن المصرى وطلب المحاور استضافة ما سموه هم بحركة «تجرد» التى كونها الإرهابى وجدى غنيم.
للرد على ما أثاره ضيف سهرة القاهرة الكبرى.. كان رد فعلهم إزاء الإعلام سواء المملوك للدولة أو الذى يُبث من مدينة الإنتاج الإعلامى يملؤه الحنق والغضب الشديد المدعوم بالاستعلاء والأستاذية ولكن الشعب المصرى كان له رأى آخر شاركه فيه الإعلاميون.