تشمل ماكينات خياطة ومشروعات ثروة داجنة وحيوانية ريفيات لـ «روزاليوسف»: منح وزارة الزراعة وفرت لنا حياة كريمة

إبراهيم رمضان
يقول المثل الصينى «لا تعط الجائع سمكة بل علمه كيف يصطادها»، طبقت وزارة الزراعة هذا المثل، عبر مشروع «سيل» الذى تبنت من خلاله تدريب وتأهيل السيدات فى القرى ليصبحن سيدات منتجات ويساعدن فى إعالة أسرهن أو إعالة أنفسهن وزيادة الدخل الخاص بهن دون الحاجة لطلب المساعدة المادية من الأقارب أو من الجمعيات الأهلية.
نجح المشروع بقيادة د.هانى درويش فى تقديم منح مختلفة للسيدات الريفيات تمثلت فى «ماكينات خياطة ورياشات طيور ومشاريع إنتاج حيوانى أبقار وجاموس»، غيرت مسار حياة هذه الأسر وأخرجتها من العوز للحياة الكريمة.
المستفيدات من المشروع روين لـ روزاليوسف كيف أنقذتهن منح مشروع سيل من «العوز» لـ الحياة الكريمة، الأمر الذى جعلهن أكثر قوة وإقبالا على الحياة، والعمل لمساعدة أسرهن والمجتمع.
صباح سمير سيدة فى العقد الثالث من عمرها، انفصلت عن زوجها بعد تجربة لم تتوافق فيها مع شريك حياتها، الأمر الذى دفعها للانفصال، والعودة لأسرتها، إلا أنها لم تستسلم، ولجأت للعمل بإمكانيات بسيطة فى مجال بيع الطيور الحية.
سمعت عن عدد من زبائنها من السيدات أن الجمعية الزراعية، تقدم منحًا للسيدات لمساعدتهن، فبادرت بالتقديم فى الجمعية الزراعية، ولم تمر سوى أيام قليلة حتى تم الاتصال بها وترشيحها للحصول على المنحة.
استوفت «صباح» التى تعيش فى قرية 3 بمركز الفشن بمحافظة بنى سويف، كافة الأوراق المطلوبة منها فى الجمعية والتحقت بتدريب المشروع لمدة 7 أيام، تعلمت خلالها أساسيات إدارة المشاريع متناهية الصغر وأهمية مواصلة التعلم والتدريب والتطوير والاستفادة من الفرص المختلفة للمساعدة فى تحسين الدخل المادى الخاص بها ومساعدة أسرتها أيضا.
حصلت الفتاة الثلاثينية على منحة «رياشة للطيور وديب فريزر» كمشروع متناهى الصغر يمكن من خلاله تنظيف الطيور وحفظها للزبائن الراغبين فى ذلك سواء كانوا من الراغبين فى الشراء مما لديها أو هؤلاء الذين يقومون بالتربية المنزلية للطيور ويرغبون فى تنظيفها من خلال الرياشة التى تملكها مقابل أجر.
وتمكنت زينب أحمد سيد ذات الـ 31 ربيعا من أن يصبح هناك «ماركة» باسمها فى مجال تصنيع «الشنط» بأنواعها المختلفة من شنط السيدات وشنط المدارس وشنط السفر، بعد أن حصلت على منحة وزارة الزراعة المتمثلة فى عدد 2 ماكينة خياطة.
قالت «زينب» التى تعيش فى قرية 4 بمركز الفشن فى محافظة بنى سويف، لروزاليوسف إنها احترفت مهنة الخياطة، وكانت ترغب فى أن يكون لديها مشروع خاص بها تساعد به أسرتها المكونة من زوجها وأطفالها الثلاثة.
وتابعت: أصبح لدى زبائن من مختلف المحافظات، خاصة فى موسم دخول المدارس بعد أن أشاد كل من حصل على المنتج بجودته وأسعاره الجيدة مقارنة بما هو موجود فى السوق».
لازالت «زينب» تعمل بالطريقة التقليدية فى التسويق من خلال المعارف والزبائن ولم تلجأ للتسويق عبر منصات التواصل المختلفة، لانشغالها طوال الوقت بإنجاز الطلبيات التى يطلبها زبائنها بتصميمات مختلفة.
وأوضحت «زينب» أنها حصلت على منحة مشروع سيل التابع لوزارة الزراعة عندما سمعت من السيدات فى القرية أن الجمعية الزراعية تقدم للسيدات هذه المنحة فسارعت للتقديم وبالفعل تمكنت من الحصول على ماكينات الخياطة لتطلق مشروعها الصغير الذى أصبح مصدر دخل جيدا يساعدها هى وأسرتها.
تشترى «زينب» المواد الخام اللازمة لعملها من بعض أسواق القاهرة أو من الأسواق المحلية القريبة منها، لمواصلة العمل فى مشروعها.
من جانبه قال د.هانى درويش المدير التنفيذى لمشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة وسبل المعيشة إنه من خلال خطة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لإقامة مجتمع زراعى متكامل بمناطق الاستصلاح الجديدة وإيمانًا بدور المرأة الريفية فى بناء المجتمع الزراعى، فقد قام مشروع SAIL بتوزيع مرحلتين من المنح بإجمالى 518 منحة للمرأة الريفية (أبقار – جاموس – أغنام – ماكينات خياطة – منحل – رياشات - بطاريات أرانب – حلابات آلية) لعدد 794 سيدة بــ 30 قرية بمناطق عمل المشروع بأراضى الاستصلاح الجديدة بمحافظات (كفر الشيخ – المنيا – بنى سويف – أسوان).
وأوضح المدير التنفيذى للمشروع أن هذه المنح تساعد المرأة على إقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل، تساهم فى زيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة للأسرة الريفية والذى له أثر فى العمل على استمرار هذه الأسر فى مناطق أراضى الاستصلاح الجديدة.
وأشار «درويش» إلى أن المشروع سيواصل دعم المرأة الريفية حيث يعتزم توزيع عدد 412 منحة أغنام لعدد 412 سيدة ريفية أخرى بقرى عمل المشروع.
وأوضح المدير التنفيذى للمشروع أن عملية اختيار السيدات المرشحات للحصول على المنح تتم عبر عدد من المعايير الخاصة لتحديد السيدات الأكثر احتياجًا، حيث يتم عمل إعلان بهذه المعايير بكل المنافذ المعروفة بالقرى وتجميع الطلبات وفحصها طبقا للمعايير المعلنة، يلى ذلك اختيار السيدات الحاصلات على أعلى الدرجات لإدراجهن بكشوفات المنح.
ونوه «درويش» إلى أن المشروع يقدم للفائزات بالمنح دورة تدريبية على كيفية إدارة المشاريع متناهية الصغر قبل تسليم هذه المنح، بالإضافة لتقديم الدعم الفنى اللازم بعد تسليم هذه المنح، لافتا إلى أنه يتم عمل مدارس حقلية للإنتاج الحيوانى للسيدات الحاصلات على منح لتقديم مزيد من الدعم الفنى.