الثلاثاء 8 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

100 سنة مشاغبات فى بلاط صاحبة الجلالة .. مجلة مشاغبة من يومها

عرفت مصر الكاريكاتير منذ أيام الفراعنة ولكنه كان محصورًا فقط فى دائرة الرسام من أصدقاء ومعارف لأنه استخدم قبل اختراع مطبعة «جوتنبرج» بثلاثين قرنًا على الأقل ولم يكن معروفًا لفظ «كاريكاتير» ولكن اتفق على مصطلح الرسوم الساخرة عند الفراعنة والنظام الفرعونى نظام محافظ ولهذا كانت فنونه تخدم معتقداتهم فى حياة خالدة بعد الموت. لهذا كان تعبيرها محتكرًا «للخاصة الحاكمة»، أما الكاريكاتير فكان تعبيرًا عن واقع حياة عامة الناس تنوعت موضوعاته بين النوادر وفكاهات السلوك، والمواعظ والحكم الأخلاقية، وانتفاء مظاهر انعدام التوازن فى العدالة الاجتماعية كما صورها المصرى القديم فى بردية الأوضاع المقلوبة التى قدمت شرحًا لحالة انعدام العدالة والتحيز الطبقى فى شكل رسوم بسيطة اختلفت عن النسب الفرعونية التى التزم بها الفنان القديم ولم يخرج عنها إلا عند تصويره للرسوم الساخرة التى وضح فيها تنوع الأساليب حسب قدرة كل فنان، إلى جانب الموضوع السياسى والموضوع الوطنى الذى يقتضى أن نقدم له شرحًا للظروف التى كانت سائدة وقتئذ.



 

 

 

 «روزاليوسف» وطبق القشطة

 شهدت الحالة الكاريكاتيرية قبل صدور مجلة روزاليوسف منافسة بين الفنان سانتيس على صفحات مجلة الكشكول والفنان رفقى على صفحات مجلة خيال الظل وكان سانتيس مثل غيره فى ذلك الوقت لا يضع الفكرة الكاريكاتيرية، فموضوع العمل لم يكن يهمه فى شىء وإنما يهمه فقط كيف يؤدى بشكل تقنى عال، ورغم أن الهدف من صدور «الكشكول» هو التعريض بشخصية «سعد»؛ فإن أسلوب «سانتيس» فى العمل الكاريكاتيرى لا يهبط أبدًا إلى الإسفاف أو الإهانة؛ بل نراه يعلن عن التزام الرسام بحدود آداب المخاطبة والعرض الجيد للفكرة وكان سعد باشا يحرص صباح كل خميس أن يطالع المجلة وتميزت أعمال سانتيس الكاريكاتيرية فى التصوير الكاريكاتيرى للزعماء وبقدرة كبيرة على رسم البورتريه الكاريكاتيرى وكان ملتزمًا تمام الالتزام بأهمية إبراز المميزات الخاصة بكل شخصية وكان يغوص فى داخلها ليستخرج جذورها من مكونات نفسية وخصال مميزة وطباع وتعبيرات تلازمها، والمتأمل لكاريكاتير الشخصية عند «سانتيس» يمكنه- ببعض من الاهتمام- أن يدرك مقدار الجهد الذى كان يبذله فى تحديد السمات المميزة للملامح بدقة متناهية مع مراعاته للمساحات اللونية وخطوطه التى تنساب فى أداء فنى راقٍ.

 

 

 

والمتابع لأسلوبه بعض الشىء يدرك أن هذا الأسلوب لم يبتدعه سانتيس فى حد ذاته؛ ولكنه كان متأثرًا إلى حد التقليد لرسوم كانت منشورة فى مجلة فرنسية متخصصة فى الكاريكاتير اسمها «طبق قشطة»، ففى هذه المجلة التى كانت تصدر فى السنة الأخيرة من القرن الثامن عشر وفى مطلع القرن الماضى رسوم بريشة فنان فرنسى تخصص فى كاريكاتير الشخصية فقط.

وهذه المجلة دأبت على أن يتولى رسام واحد فقط عدًدا من أعدادها من الغلاف إلى الغلاف لا يشاركه أحد فيها والميزة التى يبرزها أسلوب هذا الرسام الفرنسى هى أنه كان يلخص من الشخصية أهم معالمها النفسية من انفعالات وتعبيرات ناصعة الوضوح بحيث يلتقطها المشاهد من أول وهلة من إحاطة شاملة بهندسة الوجه وما تحتويه من تناسب لا يترك للمشاهد أى احتمال للبس أو الغموض.. ومن أسلوب هذا الرسام الفرنسى استمد سانيتس أسلوبه الذى بهر به المتلقى المصرى على صفحات مجلة روزاليوسف التى استعانت بسانتيس كرسام المجلة الأساسى ينشر عددًا من الرسوم التى غالبًا ما يضع له الفكرة من قبل إدراة المجلة. وقد أزعج التابعى كثيرًا أن سانتيس المعروف بمعارضته الشديدة لسياسة الوفد ومجلة روزا التى تميل إلى تبنى وجهة نظر الوفد مما يشكل تعارضًا بين وجهة نظر الرسام وما يرسمه، فقد يرى المتلقى المصرى غلاف مجلة الكشكول هجومًا  على شخصية سعد زغلول بريشة سانتيس يجاور غلافًا لمجلة روزاليوسف يمجد فى شخص سعد زغلول بريشة سانتيس أيضًا فكان من الضرورى الاستعانة برسام خاص للمجلة للخروج من هذا المأزق فكان الفنان الأرمنى صاروخان 

 

 

 

 بربريان وش السعد على صاروخان

  تعرف صاروخان على أهم وأشهر صانع (كليشيهات) فى مصر بربريان الذى يصنع عنده معظم الصحف والمجلات والتى وعد صاروخان بإلحاقه بأهم المجلات فى مصر.. وتعرف على صاحب مجلة السينما الأرمنية وأصدر معه العدد الأول فى يناير 1925 ورسم مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية والتى وصل فيها أسلوب صاروخان إلى مرحلة النضج الفنى وهى المرحلة الثانية لأسلوب صاروخان الذى مر بثلاث مراحل الأولى فى فيينا والثانية بمجلة السينما الأرمنية والثالثة على صفحات روزاليوسف ومجلة آخر ساعة.. وكما وعده بربريان وداخل ورشته تعرف على محمد التابعى الذى انبهر بأعماله الكاريكاتيرية ذات الطابع الخاص ومدرسته التى تصنع حالة مختلفة عن السائد ووجد التابعى فى صاروخان ما يتمناه فقد ظل يبحث عن ريشة خاصة للمجلة بعيدًا عن الازدواجية الفنية لريشة سانتيس ذات التوجه المناقض لسياسة مجلة روزاليوسف لذلك اعتبر التابعى أن صاروخان هو الحالة الفنية التى تخرج المجلة من تلك الازدواجية وعلى صفحات العدد 118 يظهر العمل الأول لصاروخان (الثلاثاء 3 مارس 1928) وصورة كاريكاتيرية ساخرة ليست ذات طابع سياسى ومع العدد 120 استمر فى العمل بشكل أسبوعى على صفحات المجلة الأكثر انتشارًا واستطاع صاروخان فى تلك الفترة التأكيد على أسلوبه الخاص والمميز يقول بيكار (كانت رسوم صاروخان أقرب إلى الرسوم المتحركة التى ابتدعتها سينما القرن العشرين.. وكانت الديناميكية العارمة تحرك كل خط يرسمه وتحيله إلى نبض متفجر وحركة صاخبة لا تعرف الاستقرار).

 

 

 

وعلى صفحات روزاليوسف ظهرت شخصية المصرى أفندى من إبداع صاروخان وكان الظهور الأول لها فى مارس 1932 وهى محاكاة لشخصية إنجليزية (الرجل القصير) التى ظهرت بمجلة الديلى إكسبريس لرجل قصير يرتدى النظارة السميكة وفى يده شمسية وعلى رأسه قبعة استبدل صاروخان القبعة بالطربوش السائد فى تلك الفترة واستبدل المظلة بالسبحة الطويلة واستطاع المصرى أفندى أن يقابل رؤساء الأحزاب ورئيس الوزارة وكل رجال السياسة وكادت رسوم المصرى أفندى أن تدخل صاروخان السجن ولكن بذكاء فطرى خاص استطاع أن يستخدم دائمًا الرمز وخفة الدم المصرية من الخروج من المسألة.. تألقت ريشة صاروخان على صفحات المجلة برسوم مبهجة ذات اللون المميز والأفكار الطازجة المصنوعة بنكهة مصرية واستمر الإبداع ما بين أفكار التابعى ورسوم صاروخان وبخروج التابعى من روزاليوسف وتأسيسه مجلة آخر ساعة يخرج صاروخان معه ويبدأ رحلة جديدة كما كان للفنان رفقى مساهمات داخل مجلة روزاليوسف وامتاز غلاف رفقى بتدفق الحركة واتساع التكوين ليشمل الغلاف والترويسة بشكل طاغٍ. 

 

 

 

مخلب القط مجلة مخربشة 

 تنوعت أسماء الصحافة الفكاهية ما بين أسماء تحمل دلالات تعبيرية معينة أو أسماء وهمية ليس لها معنى أو اسم يُقصَد به شىء والبعض راح يسمى المجلات بأسماء الحيوانات وحملت أسماء أخرى «غرابة شديدة» ليس لها معنى أو دلالة وقد استخدمت أسماء الحيوانات المرتبطة لدى البعض ببعض الصفات التى توصف لبنى البشر، فالشخص كثير الكلام يطلق عليه بغبغان أو يطلق على الإنسان سريع الحركة «القرد مثلًا» فكانت مجلة أبوقردان التى صدرت فى 1924 مجلة ظهرت فيها الرسوم الكاريكاتيرية بشكل جيد بعيدًا عن الاستعانة بالرسوم الأجنبية بعد كتابة تعليقات تحمل الطابع المصرى أصدرها محمود رمزى نظيم.. بعدها بعامين 1926 أصدر محمود طاهر العربى مجلته الشهيرة «الغول» مع كاتب الفكاهة بديع خيرى وهى التجربة التى لم تستمر طويلا.. ثم كانت بعض المجلات الأخرى التى حملت أسماء الحيوانات الوطواط التى صدرت فى 1930 ومخلب القط فى 1935 وهى مجلة فكاهية داخل مجلة روزاليوسف ساخرة استخدمت فيها الرسوم الكاريكاتيرية والتعليقات والمواقف الضاحكة والكتابة الساخرة وكان الهدف منها زيادة توزيع المجلة بعد تأثر توزيعها نظرًا لموقفها من حكومة الوفد وقد انتهت المجلة الداخلية بعد زوال الهدف من الإصدار.

 

 

 

نجوم الجيل الأول

عمنا رخا 

 اتسعت ساحة الكاريكاتير لعدد من رسامى الكاريكاتير الأجانب لبعض الوقت حتى جاء عدد من الريشات الكاريكاتيرية المصرية أولها فنان مصرى موهوب اسمه «إيهاب خلوصى» كان قارئًا لمجلة اللطائف المصورة سنة 1919 أعجبت إدارة المجلة برسومه التى كان يرسلها لها فطلبت منه الحضور والعمل لديها بالقطعة وظل يرسم بها بداية من عدد 10 فبراير سنة 1919 مجموعة رسوم معبرة عن حال الشارع المصرى وكذلك المثال «محمود مختار» بعد عودته من الدراسة فى باريس رسم بمجلة الكشكول لصاحبها سليمان فوزى، بدأ مختار يرسم رسوما كاريكاتيرية ساخرة ومعبرة منتقدًا سعد زغلول بل وابتكر العديد من الشخصيات والأبواب داخل المجلة وكانت له رسوم ثابتة تحت عنوان «الزغلوليات» بتوقيع ( م. م ) ومن الريشات المصرية الشقيقان حسين فوزى الذى صار مخرجًا للسينما وشقيقه المخرج أيضا عباس كامل.. وظهرت أعمالهما على أغلفة روزاليوسف ولكنهما لم يستمرا فى العمل نظرًا لضعف العائد المادى وتعلقهما بالعمل فى السينما حتى كانت الريشة المصرية المعبرة للفنان محمد عبدالمنعم رخا تألقت فى عدد من المجلات قبل الاستقرار داخل مدرسة روزاليوسف الذى ظل يكن للمجلة وللسيدة روزاليوسف الكثير من التقدير والاحترام. 

 

 

 

عرفت ريشة رخا التألق والإبداع على صفحات وأغلفة روزاليوسف فكان البطل فيها خطوط رخا والمصرى أفندى واتسمت الفترة بتأثره بأسلوب صاروخان الذى لم يستمر طويلا فكانت مرحلة مجلة الاثنين والدنيا فى محاولة للتأكيد على أسلوبه حتى كان أسلوبه الأخير أسلوب عين السمكة أو من فوق مستوى النظر كأنها ناطحات سحاب، ويذكر رخا أن بعد سنوات السجن يعود إلى دار الهلال التى خفضت راتبه إلى أدنى حد ويغضب ويعود إلى روزاليوسف التى طالما يتذكرها الفنان بكل الخير والمواقف الجميلة. 

عبدالسميع 

 فى 1946 بدأت المجلة التفكير فى الاستعانة بفنان كاريكاتير يعوض غياب صاروخان وعندما فشلت فكرت بالاستعانة بالصورة الفوتغرافية التى يرفضها إحسان عبدالقدوس تمامًا ويعبر دائمًا بالرفض بأن الفوتغرافية تعنى الانتحار له.. وعرض على عبدالسميع الفنان الشاب غير المعروف العمل فى روزاليوسف وكان التوقع أن يطير الشاب بهذا العرض ولكنه ظل ثابتًا على أرض فنه الثابت مقدمًا شرطه الوحيد (ألا تطلب منى أن أهاجم النحاس أو أنقد الوفد فأنا وفدى وسأبقى وفديًا) قالها فى حماس وهو يعنى أن الفنان لا بد أن يكون له الالتزام السياسى الذى قد يختلف مع سياسة المطبوعة التى يعمل بها وأن عليه أن يفكر ولا يكون مجرد منفذ للأفكار غير مقتنع بها وبدأ عبدالسميع العمل فى روزاليوسف مستخدمًا أسلوبه بالحبر الأسود السميك (الريشة) والألوان الأحمر للغلاف وتعرف القارئ على رسومه وبعد فترة بدأ يميز أعماله وقد تخلصت من صاروخان وأصبحت ماركة عبدالسميع المسجلة واختار أن تكون هناك لغة خاصة فى رموز يتعود عليها المتلقى ويتعرف على أصحابها، فعندما ترى الغوريلا الكبيرة الثمينة ويكتب عليها الفساد واليد التى ترتدى الخاتم فى أصابعها أو الحذاء الكبير الذى يجلس أمامه رئيس الوزراء كلها رموز للملك وللقصر الفاسد وفى حديقة الحيوان يصور ألوان النفاق السياسى والاجتماعى فى صورة الديالوج بين الحيوانات هى صورة أخرى من كليلة ودمنة بريشة واعية يطوعها عبدالسميع ويتعرف عليها القارئ بشكل سريع وتؤكد أن المبادئ لا تتجزأ وأن الالتزام السياسى للفنان يجعله أقرب للمتلقى مهما كان درجة الاختلاف معه ولكنه مؤمن بفكرة ولك أن تتقبلها أو ترفضها.

 

 

 

وبعد أن استقر عبدالسميع إلى الأسلوب الخاص يلاحظه إحسان عبدالقدوس ذلك ويكتب (بدأت شخصية صاروخان تختفى من رسومه إلى أن أصبحت له شخصية فنية قائمة بذاتها منفصلة تماما عن شخصية أى رسام آخر سواء فى مصر أو الخارج.. وأصبح من السهل عليك أن تفرق بين رسومه وأى رسم آخر دون حاجة إلى أن يوقع بإمضائه).

لا شك أن رسم عبدالسميع الكثير والكثير جدا لكل ما يقع عليه نظره هو ما جعله يتخلص من أسلوب صاروخان المسيطر ليصبح صاحب بصمة خاصة فى تاريخ الكاريكاتير المصرى وصل لدرجة رسمه بالريشة مرة واحدة دون الحاجة إلى أقلام الرصاص.. وعلى صفحات روزاليوسف بدأت معارك الزعيم الشعبى عبدالسميع فهو المدفعجى الذى يطلق دانة المدفع لمقالات إحسان عبدالقدوس عن الأسلحة الفاسدة ونكسة 1948 وهو المدافع القوى عن الديمقراطية بعد أزمة مارس 1954 وانحيازه للديمقراطية بعيدًا عن سيطرة أى مؤسسة.. وتجده يؤمن بالوفد كفكرة وينتقد زعماءه ويرسم منتقدى النحاس باشا، رغم التزامه الحزبي يقدم لنا عبدالسميع إيمان الفنان بالمبدأ وليس الأشخاص.. ويرفض سطوة المؤسسة الدينية بفتاوى تكفيرية فيقدم لنا شخصية الشيخ متلوف وهى شخصية رجل الدين ( ترتوف ) فى مسرحية موليير 1668 ترجمها محمد بك جلال عثمان وتأثر بها عبدالسميع وعبر عنها برسوم جميلة على صفحات روزاليوسف وقد تعرض بعدها للنقد والتهديد بالقتل وصل إلى حد تعيين حارس له لفترة.

أحس عبدالسميع بعد عمله فى روزاليوسف بأنه عليه التجريب فى مكان آخر وقارئ جديد انشغل بالفكرة كثيرًا حتى عرض علية الأخوان على ومصطفى أمين العمل بمؤسسة أخبار اليوم فى1955.

 

 

 

زهدى العدوى

   يبدأ الفنان زهدى حديثه عن بداية تعلقه بفن الكاريكاتير قائلا «ذات مساء زرت معرضًا للفنون ووقفت أمام تمثال للنحات عبدالقادر رزق استهوانى جدًا فأخرجت ورقة وبدأت الرسم شاهدنى الأستاذ  عبدالسلام الشريف الذى شجعنى على الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة، وفى الصباح سحبت أوراقى من معهد الشرطة وقدمتها إلى الفنون الجميلة وفى الاختبار العملى تم قبولى وفى هذه الأثناء الذى استغرقت حوالى السنة لم أمارس الكاريكاتير، لكن بعد ارتباطى بالدراسة فى مدرسة الفنون الجميلة بدأت أتابع محاولات رسم بعض الشخصيات وقد شجعنى على هذا التدريب وجود المرحوم  (السجيني) و(حسين صالح كمال) وآخرون من أقسام التصوير والحفر وكنت قد اخترت قسم النحت للدراسة وحدث فى يوم أن أعلنت إدارة سينما (ديانا) عن مسابقة للكاريكاتير بشخصيات ممثلين آخرين لهم أفلام وهم (لوريل وهاردى) و(روبرت مونتجورى) وتحمست ونفذت ما يقرب من سبعة رسوم تقدمت بها وحصلت على الجائزتين الماليتين 3 جنيهات وعلى شهادة تقدير بالفرنسية، وفى اليوم التالى كان الخبر يملأ الصحف والمجلات وتأتى بعد يومين تقريبًا مصادفة أخرى فقد اتصلت مؤسسة (دار الهلال) بوكيل المدرسة تطلب إيفاد رسام ليؤدى مهام الرسام الكبير «سانتيس» لقيامه فجأة بإجازة وأرسلنى الوكيل إلى دار الهلال ومن مشاهدة بعض أعمالى تم الاتفاق معى على الرسم مقابل أربعة جنيهات شهريًا هكذا بدأت أولى الخطوات المنتظمة لى فى العمل بالصحف».. انتقلت ريشة زهدى إلى روزاليوسف مع الرعيل الأول لفن الكاريكاتير يرسم الكاريكاتير اليسارى النزعة مستخدمًا الأسلوب النحتى فى رسوم بالأبيض والأسود مستغلا مساحة الحرية التى استطاع أن يتجاوز بخطوطه كل الأسلاك الشائكة بذكاء أحيانا وبفطرته التى قادته كثيرًا إلى السجن..لم يرسم زهدى الخطوط البسيطة كجيل يوليو ولكنه ظل حتى بعد رسومه فى صباح الخير المجلة الشبابية متمسكًا بأسلوبه الذى ظل ساكنًا الكثير من الوقت متمسكًا بأكاديمية الأداء ويسارى النزعة لا يحمل نكتة لفظية ولكنه يحمل فكرة نافذة إلى عقل المتلقى الذى تعرف على أسلوبه وتقبله ولم يعن زهدى بالكاريكاتير الاستهلاكى الذى انتشر فيما بعد ولكنه استمر يؤدى رسالة مقتنعًا بها فليس مهمًا أن تكون رسامًا للكل ولكن يكفى أن تكون رسام البعض يقبل عليك ويتقبلك وعند التفكير فى المولود الجديد صباح الخير كان زهدى صاحب الغلاف الأول للمجلة فى فكرة اجتماعية للزوجة التى انتظرت الزوج القادم وش الصبح وفى تعليقه (صباح الخير).

بالطبع هناك العديد من الريشات المصرية صاحبت الجيل الأول قد لا يتسع مساحة المقال لعرضها ولكنها كانت صاحبة التأثير فى حركة الكاريكاتير وإعادة تمصيره بما يتفق مع الذوق المصرى المحب لهذا الفن المشاغب.

جيل ثورة يوليو 

 كان الكاريكاتير يعانى من بعض الأمراض التى حولته إلى قسمين؛ سياسى مباشر خطابى النزعة معتمد على البورتريه والتناحر اللفظى والنصف الآخر اجتماعى ساذج يصور الزوج والزوجة والحماة المفترية وبعض والريشات متأثرة إلى حد التقليد أو محاولة البحث عن شكل مختلف مجرب بعض الشيء وجاءت ريشة المغامر بهجورى فى إحداث ثورة حقيقية فى شكل الكاريكاتير والتخلص من خطوطه السميكة وأكاديمية الأداء التى قد تفقده حيويته وريشة جاهين للتحول للفكرة الاجتماعية إلى سياسة فى قالب اجتماعى يدخل بنا إلى دواوين الحكومة ويشرح العلاقة الإنسانية للرجل فى عنتر وعبلة ونستمع معه إلى قيس المودرن وليلى.. خطوط خاصة تأصل لمدرسة مصرية يصنع من الكاريكاتير شيئًا خاصًا به وبنا يخلصك من ذاتك لتسرح معه فى واقع حالك رسوم تنبض لا تشعر معها بالعرى فقط ولكن تشعر أنك تولد على صفحاتها. ولأنه جيل ابن الثورة مؤمن بأهدافها يبدع بالكاريكاتير لتأصيل المدرسة المصرية التى تأثر بها أجيال من رسامى الكاريكاتير فى الوطن العربى وشهد على ذلك كل من كتب مذكراته أنه تأثر بمدرسة روزاليوسف الكاريكاتيرية ويظل فن الكاريكاتير بعد 1952 مدينًا لاثنين الأول: كان مهمومًا بتطوير الفكرة وهو المبدع صلاح جاهين والثانى: بهجورى الذى قام بتطوير الأداء.. بدأت رحلة الثنائى جاهين الذى يلتحق سكرتير تحرير بمؤسسة روزاليوسف مع صانع النجوم حسن فؤاد يرسم الماكيت ويخفى موهبة الرسم فى أوراق صغيرة على مكتبه يترك الورق ويذهب إلى قسم التنفيذ وفى صدفة غريبة يشاهد قصاقيص الرسوم أحمد بهاء الدين ويطالبه بصفحتي كاريكاتير أسبوعيًا وبهجورى الذى قدمه أستاذه بيكار إلى صاروخان بدار أخبار اليوم وهمس فى أذنه اسمع يا صاروخان الواد ده عنده عين غريبة.. وفعلا اتصل بالفنان عبدالغنى أبوالعينين أشهر فنان وصانع مجلات فى ذلك الوقت واستعانت به روزاليوسف مع فنانها الأول عبدالسميع وبعدها اختار عبدالسميع أخبار اليوم كطلب مصطفى أمين ليبقى بهجورى الشاب الصغير منفردًا فى أهم قلاع الكاريكاتير فى الوطن العربى وبغلاف عن أيزنهاور أخذ بهجورى صك الغفران ليدخل جنة روزاليوسف يرسم الغلاف والرسوم الداخلية ويحدث صورة فى خطوط الكاريكاتير الذى غرق فى التقليد وأكاديمية الأداء حاول أن يكسر المعتاد ويصدر الدهشة إلى المتلقى الذى اعتاد على رؤية خطوط غير مدهشة يغلفه بقالب ديناميكى التعبير أسلوبه كان شديد الصدمة للمتلقى ولكن ذكاء روزاليوسف كان وراء نجاحه فقد تحملت دهشته وجرءات تفكيره، مؤكدة أن الكاريكاتير لن يهتز بخروج عبدالسميع من المجلة وخطوطه المدهشة كانت كثيرًا ما تسبب له المشاكل، يتذكر بهجورى (أنا أول من رسم جمال عبدالناصر بأنف الصقر وكنت أريد أن أقول أنه جاد بشكل زائد لكن الرقابة فهمت الرسم على أنه يرمز إلى القوة وحين دعونى إليهم قالوا أن الرئيس يضحك على رسومى وفى يوم طلب منى إحسان عبدالقدوس رسم رجال الثورة فرسمت صلاح سالم بطريقة أغضبته ورسمت الليثى عبدالناصر بشكل قاسٍ وعلق عبدالناصر على كثير من أعمالى فى أكثر من اجتماع.. وذاع صيت الفنان الشاب صاحب الأسلوب المميز والغريب على المتلقى ولكن تبقى دائمًا مدرسة روزاليوسف القادرة على صنع جيل وتقبل مغامرات ستبقى علامات فارقة فى حركة الكاريكاتير العربى.

وبدأت صفحة جديده فى كشكول الوطن على صفحات مجلة صباح الخير 1956 بخطوط حجازى تعانق ريشة بهجوري المتحررة وعبقرية فكرة جاهين وتطوير أداء رجائى ونيس امتازت خطوطه بالقدرة على التعبير ببساطة بعيدًا عن الخطوط الكثيرة غير المؤدية للمعنى فهو مباشر مثل خطوطه، أشخاصه شديدو الوضوح واستطاع حجازى أن يطور من خطوطه عبر سنوات النضج الفنى فى الخمسينيات اقترب أسلوبه من المبالغة الشديدة كأعمال جاهين ورجائى.. وفى الستينيات بدأت بوادر المدرسة الحجازية ولكنها لم تصل إلى النضج إلا فى نهاية الستينيات وعندما استراح إلى أسلوبه المختصر توجه إلى الطفل العربى يقدم رائعته تنابلة الصبيان بشكل خرج من عالم الأساطير والخرافات وكلاسيكية قصص الأطفال إلى التعامل بنضج عقل الطفل وذكائه الفطرى امتاز جيل حجازى بغزارة إنتاجه الفنى المتدفق الحيوى المدرك لأبعاد المشكلة، جيل تربى على مبادئ وسط كوكبة ثقافية وفنية فى مباراة رائعة عكست صورة الحياة المصرية، جيل متفق تمامًا مع نفسه ويظل تاريخ فن الكاريكاتير المصرى فى العصر الحديث يقف كثيرًا رافعًا القبعة أمام عبقرية فنان الحارة المصرية حجازى لموهبته المصرية المتدفقة والحالة الفنية والوجدانية التى تبعثها رسومه لنستمتع معه بألحان فنية عاشقة للبيئة التى تربى فيها.. أدرك حجازى المشكلة الاجتماعية وأبدع أروع تصوير للحالة الإنسانية للإنسان المصرى البسيط وأفكاره لم تكن بعيدة عن عمق المشكلة الاجتماعية التى تأخذ من القرار السياسى بعدًا آخر.. أحس حجازى مبكرًا فهو ابن الحارة المصرية الذى عاش مع والده يلف الكفور والنجوع يرى الناس التعبانين على رصيف القطار فى انتظار لقمة العيش، أحس أن القلم والريشة يمكنهما أن يمسحا حبة العرق أبدع أروع صوره.. تجاور ريشة حجازى على طاولة الرسم ريشات تألقت وأبدعت رجائى ونيس واللباد وصلاح الليثى وإيهاب شاكر ودياب لكل منهم الأسلوب المميز فى مباراة فنية تأخذك مع الخادمة لتؤكد لك عبقرية الليثى المتدفقة بخطوط شديدة التميز وبتعليق مختصر شديد العمق وأمام التجريب تلاحظ خطوط خاصة ماركة اللباد وقبل أن تستريح تفاجأ بالجيل التليفزيونجى وفرقع لوز بخطوط إيهاب المدروسة بعناية خاصة وهناك أعلى الصفحة تشاهد دجاج عمنا بهجت رسم بهجت أحلى الرسوم وأخذ زاوية يطل بها على الناس وارتبطت بفراخ بهجت وآدم وحواء والمجمع اللغوى وضحكات منزلية وهارون الرشيد. 

جيل شاب ولم يشب 

 تعود المتلقى المصرى والعربى على الشكل الجديد للكاريكاتير وراح هذا الجيل فى الترسيخ لمدرسة الكاريكاتير فى العصر الحدث ومهد الطريق إلى الجيل الثالث من رسامى الكاريكاتير (جمعة تاج رؤوف سمير رمسيس - حاكم محسن بطراوى) كوكبة شبابية يسعى كل منهم لصنع أسلوب خاص البعض التزم بالتقليد الحرفى حتى تخلص منه سريعا والبعض راح إلى فكرة التجريب حتى الوصول إلى الأسلوب الذى يرتاح إليه والبعض فكر فى الاجتهاد الشخصى.. فكان الفنان جمعة وهو طالب قفشه الأستاذ ألبرت مسيحة مدرس اللغة الإنجليزية يرسم أثناء الشرح على كشكول الدرس رسومًا يسخر فيها من الجميع وسط حالة الرعب للتلميذ جمعة ابتسم الأستاذ وتحول من رجل ضخم الجثة إلى شخص هادئ ودعاه إلى منزله وأحضر له كتابًا عن الكاريكاتير باللغة الإنجليزية وقدمه إلى مدرسة الكاريكاتير مجلة روزاليوسف ليشاهد رسومه الفنان بهجت عثمان ويثنى عليها وكان أول رسومه المنشورة فى 1958. وعندما استراح الفنان داخله إلى خطوطه ذهب مرة أخرى إلى بيته مجلة روزاليوسف ليلتقى بأستاذ آخر الفنان ناجى كامل والذى يعتبره الأستاذ الحقيقى له.. وعنده شاهده حسن فؤاد صياد النجوم الماهر ويكتشف موهبته لينشر بعده صفحتي البورتريه والفكرة السياسية وتنطلق موهبته الحقيقية ويصنع لنفسه الأسلوب الخاص والريشة التى تعرف مداد الحبر وحجم الورقة البيضاء وصناعة الكتلة داخل المساحة لتنفجر فكرة دخل صاحبها إلى العديد من المعارك على صفحات مجلة روزاليوسف والتى كان منها وقف نشر رسوم الرسام لوريل بعد حملة جمعة. 

اجتمعت داخل حجرة الرسامين مجموعة الشباب كان يجلس تاج يسمع ويشاهد ويعتبر «تاج» أن اختياره لفن «الكاريكاتير» ينبع من إيمان داخلى بأنه قادر من خلال «الكاريكاتير» عن التعبير عن رأيه من خلال الرسم عكس الرسوم التوضيحية للموضوعات التى يشعر فيها أن الرسام لا يضيف جديدًا.. وينتمى الفنان «تاج» إلى مدرسة «روزاليوسف» استطاع سريعًا أن يصبح له أسلوب مميز رغم تأثره فى الأيام الأولى دون التقليد «بصلاح جاهين» وحجازى ويعتبر دائمًا أن «صلاح الليثى» صاحب الأسلوب المميز.

واستمر أداء «تاج» يتفرد بخطوط لا تخطئها العين، لكل منهم الأسلوب المميز دون الحاجة إلى النظر إلى التوقيع، استخدم «تاج» الخطوط الحادة المستقيمة ذات الأسلوب العرائسى مرفقًا على خطوطه يستعين بالفراغ أحيانًا ويستخدم قدرته التشكيلية بالخطوط الزخرفية فى الملابس وإخراج اللوحة الكاريكاتيرية فى تشكيل فنى مستعينًا بإطار زخرفى مع تمكين فى العمل دون إحداث الخلل الظاهرى ويعتمد «تاج» فى إنتاج أفكار كاريكاتير راقية لا يلجأ إلى إبراز العيوب التى تتناول الغرائز والبعد عن الأفكار ذات التلميحات الجنسية. 

وينفرد «تاج» بمدرسة خاصة ليست لها تلاميذ فهو ناظر وتلميذ بها قد تكون صعوبة الأسلوب الخاص الذى يحتاج إلى تمكن تشكيلى زخرفى وقدرة على دراسة فن الإخراج الصحفى. واختار الفنان محسن جابر المرافق للفنان تاج بنفس الحجرة ابن البلد الجدع الأسلوب البسيط إلى إيصال فكرته الطازجة دائما بينما راح رؤوف يجرب حتى يستقر إلى أسلوب خاص بخطوط انسيابية وأحيانًا يغامر بالخروج إلى حيز مختلف ولكن سرعان ما يعود إلى صورته الذهنية عند متلقى الكاريكاتير وامتاز بورتريه رمسيس بالاختصار الشديد دون إهمال إلى العناصر المميزة للملامح هى حالة تشكلت داخل الجيل الذى استطاع ترسيخ مدرسة روزاليوسف حتى وإن تركها إلى الجريدة اليومية أو مجلة للطفل فأنت تجد دائما رائحة روزاليوسف العطرة تسكن الخطوط ولا تبرحها أبدًا.

الهزار بالكاريكاتير داخل حجرة الرسامين بمؤسسة روزاليوسف يجتمع يوميًا أهم رسامى الكاريكاتير فى مصر والعالم العربى فى الستينيات والسبعينيات من هذا القرن الجميل وأمام طاولة الرسم تبدأ مباراة مهمة بين أهم جيل وقع عليه صناعة فن امتدت جذوره من الفراعنة حتى جاء جيل الستينيات ليضع مفردات لهذا الفن وامتدت أيدى الفنان تلعب مع الورقة والقلم ترسم وتهزر أحيانًا يرسم الفنان نفسه فى أكثر من كاريكاتير ويرسم أصدقاءه وكانت الحالة الفنية بين هذا الجيل تسمح بالهزار الجامد جدًا حيث نرى صورة للفنان جمعة متخيلًا رؤوف فى بدلة عريس وطرحة عروسة ويمسك بأطراف الطرحة كل من جمعة وعادل بطراوى، وفى تصوير آخر يرسم جمعة رؤية خاصة لصديقيه دياب وناجى فى زى الجوكر ويمتد الهزار لانطباع جمعة عن الليثى بطربوش صغير.. حالة فنية جميلة.. ظهرت الرسوم على المقهى وأحيانًا تمتد حالة الهزار الفنى ليرسم الفنان نفسه متحدثًا أو هاربًا من مواجهة ما عادة ما تكون حماته أو أحد الديانة ويلجأ الفنان لإضفاء حالة من المشاركة الوجدانية لدى جمهور المتلقى فهو غير منفصل عن الواقع ولكنه يعيش نفس الحالة ينكوى بنار الأسعار ويقف فى طابور العيش وتتقطع هدومه ويهرب من زحمة المواصلات إلى زحمة طابور آخر وقد يمتد الهزار إلى التريقة من مفردات العمل الكاريكاتيرى فنرى صورة من أعمال الفنان كمال وهو يرسم نفسه وأمامه الفنان ناجى فى تعليق غاية فى الروعة ويمسك بعمود عليه كاريكاتير محدثًا ناجى «أصل عمى زهدى طلب منى كاريكاتير على عمود» وتستمر حالة الهزار مع العمل الفنى ولكنه هزار خفيف يتقبله المتلقى كاسرًا الفنان فيه حالة العزلة والتى قد يتصورها قارئ الجريدة، فالفنان مهموم بنفس هم رجل الشارع وليس قصورًا من الفنان حالة الهزار الفنى فقد يتصور البعض أنه عندما يجف نهر أفكاره يلجأ إلى الهزار الفنى ولكن عمق العمل الفنى وإدراك الفنان لأبعاد المشكلة واستخدام مفردات قريبة من المتلقى تجعل العمل مقبولًا، كما أنه ليس هناك مانع من الهزار الفنى فهو مطلوب للتأكيد على حالة الوفاق الفنى والروحى بين أبناء المهنة الواحدة لم تكن للأمانة مقتصرة على جيل الستينيات والسبعينيات فقد استخدم صاروخان صورته فى أكثر من عمل وصنع حالة هزار فنى مع صديق عمره رخا. 

المدرسة لم تغلق أبوابها

 يبقى دائمًا السؤال هل توقفت مدرسة روزاليوسف الكاريكاتيرية وأغلقت أبوابها بعد أجيال من النجوم ولكن تأتى الإجابة أبدًا فقد ظلت المدرسة تسلم الأجيال وتحتضن كل عام شبابًا من رسامى الكاريكاتير المهرة الذين استوعبوا الدروس بشكل يفوق التصور فى إنتاج كاريكاتيرى خاص جاء عمرو سليم بمدرسته الخاصة متشبعا بعصر النجوم بهجت وحجازى وجاهين والليثى واختار زاوية القلم الحبر السميك وتعليق شديد التميز ليصبح بعد فترة قائد مدرسة يصنع منها نجومًا يسكنون روزاليوسف أو يهجرون إلى العمل اليومى ويخرجون من العباءة ويصنعون حالة وجدانية خاصة وتوالت الحكايات والريشات الشابة التى تعيد إلى روزاليوسف رونقها وريادتها لهذا الفن المشاغب الملامس للشعب المصرى الذى يتنفسة ويعتبره سلاحة الدائم فى مواجهة اى خطر.. 

أرجو أن يعذرنى القارئ اذا نسيت (وليس عن عمد) أيًا من الأسماء المهمة فى حركة الكاريكاتير فنحن هنا قصدنا المرور فقط على مدرسة مهمة، فكان من الطبيعى ألا نذكر كل الأسماء وإن كان لكل منهم التقدير والاحترام وقد نفرد لهم فى الأعداد القادمة الحديث بشكل مفصل يحكى التجربة دون مرور الكرام.