السبت 7 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تشغيل مشروع الربط الكهربائى مع مصر مطلع الصيف المقبل السعودية تعلن اعتزامها تخصيب وبيع اليورانيوم

أعلن وزير الطاقة السعودى الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن المملكة تعمل على وضع خريطة طريق للتعاون مع مصر فى مجال الكهرباء وأن السعودية تخطط لاستغلال جميع المعادن، بما فى ذلك اليورانيوم، كجزء من جهودها لتوسيع وتنويع اقتصادها. 



وأكد الأمير نيّة المملكة تخصيب اليورانيوم وإنتاج «الكعكة الصفراء»، وهو مسحوق مُركّز يُستخدَم فى دورة الوقود النووى. مشدّدًا على طموح المملكة العربية السعودية لتأسيس قطاع قوى لليورانيوم. ورغم أن الكعكة الصفراء تتطلب تعاملًا حذرًا؛ فإنها تشكل خطوة مُهمة فى دورة الوقود النووى، وتُعَد آمنة نسبيًا من حيث مستويات الإشعاع.

وقال الأمير عبدالعزيز، خلال انعقاد فعاليات النسخة الثامنة لمنتدَى ومعرض برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد فى المملكة (اكتفاء)، الذى أعلنت خلاله شركة «أرامكو»، توقيع 145 اتفاقية ومذكرة تفاهم تُقدر قيمتها بنحو 9 مليارات دولار: إن السعودية تخطط لاستثمار جميع المعادن، بما فى ذلك تخصيب اليورانيوم وبيعه، وتطمح إلى الوصول إلى 130 جيجاوات من الطاقة المتجددة؛ لكى يكون لديها 20 فى المائة من الطاقة احتياطيًا. وسبق لوزير الكهرباء محمود عصمت، أن بحث مع وزير الطاقة السعودى الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال زيارته العاصمة السعودية الرياض أواخر ديسمبر الماضى مستجدات تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة الذى يتيح الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال فى الدولتين، بما يضمن حُسْن إدارة واستخدام الفائض الكهربائى وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية فى مصر والسعودية.

وسبق للبلدين أن وقّعَا اتفاقَ تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائى عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى نهاية نوفمبر الماضى، أن المشروع يُعَد نموذجًا لتكامل التعاون فى مجال الطاقة على المستوى الإقليمى. وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، فى أكتوبر الماضى، إن المشروع يستهدف إنتاج 3000 ميجاواط من الكهرباء على مرحلتين، وأن خط الربط الكهربائى ««المصرى- السعودى» سيدخل الخدمة فى مايو. مشيرًا إلى أن المشروع يُعَد أبرز ما توصّلت إليه البلاد فى مجال الطاقة.

كما أعلن وزير الكهرباء خلال زيارته إلى المملكة مؤخر،ًا أن هناك جهودًا كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائى «المصرى- السعودى»، وبدء تشغيله على الشبكة الموحدة مطلع الصيف المقبل. مشيرًا إلى وجود فريق عمل تم تشكيله، ويواصل أعماله لتذليل عقبات التنفيذ، ولضمان الالتزام بالجدول الزمنى لإنهاء أعمال المشروع. منوهًا بأن نجاح تشغيل المشروع سيفتح المجال للتوسع فى مشروعات عديدة أخرى؛ خصوصًا فى مجال الطاقة النظيفة.

وأشار الوزير د.محمود عصمت إلى الاستفادة من الخبرات السعودية فى مشروعات تخزين الكهرباء بتقنية البطاريات المستقلة، بعدما ساهمت فى تحقيق استقرار للشبكة الكهربائية ومرونة فى النظام الكهربائى داخل المملكة، إلى جانب نظام العدّادات الذكية وأنظمتها التقنية ووسائل الاتصال الخاصة بها والتحول الرقمى، بما يضمن التحول إلى شبكة ذكية قادرة على استيعاب قدرات الطاقات المتجددة.

ومن جانبه، أوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن لدى السعودية جبلين يحتويان على الكثير من المعادن النادرة كاليورانيوم، وقال: جميع مَن يشكِّك فى قدرتنا على التعدين؛ فإننا سوف نقوم بتصنيع وتعدين وتخصيب اليورانيوم، وسوف نقوم بذلك وأكثر من ذلك. 

وأضاف: إن المواد الأساسية للصناعات سوف تكون موجودة فى السعودية لتحقيق الأمن فى الطاقة؛ حيث تستهدف السعودية تأمين إمدادات النفط.. مقتبسًا كلمة لمارتن لوثر كينج ومفادها «استيقظ وافعل ما شئت».

كان ولىّ العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان قد صرّح فى عام 2018 أن المملكة ستسعى لتطوير أسلحة نووية إذا امتلكتها إيران، مما أثار تساؤلات حول النطاق النهائى للطموحات النووية للمملكة.

وتهدف السعودية إلى تنويع مزيجها من الطاقة من خلال برنامجها النووى الناشئ، رغم أن مفاعلها النووى الأول لم يبدأ العمل بعد، وقد أعلنت المملكة عن نيتها لتخصيب اليورانيوم، وهى عملية تخضع لرقابة دقيقة نظرًا لاحتمالية استخدامها المزدوجة، سواء فى إنتاج الطاقة أو تطوير الأسلحة النووية.

وشدّد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، على أن طموح السعودية الوصول إلى 130 جيجاوات من الطاقة المتجدّدة لكى يكون لديها 20 فى المائة من الطاقة احتياطيًا؛ وذلك بسبب توقع أن ينمو الاقتصاد السعودى بأكثر من التوقعات ولا بُدّ من توفير الطاقة لهذا النمو. مضيفًا: بلا طاقة؛ لن يكون هناك مستقبل مزدهر ومثمر. لافتًا إلى أن السعودية تعمل على توفير البنية التحتية للطاقة المتجدّدة التى تساعد على التحول فى الطاقة.

وذكر عبدالعزيز بن سلمان، أن السعودية تقوم بالتوسع فى مجال النفط والغاز، ولديها متطلبات خاصة فى هذا المجال، ومستمرة فى التوسع. وأضاف: إن السعودية تحتاج إلى مرحلة رابعة لتطوير نظام الغاز، وتعمل مع «أرامكو» على ذلك؛ حيث تعمل على توطين التقنيات الحديثة التى تطوّرت خلال الأعوام الماضية.

وشدّد على أن قطاع البتروكيميائيات سيكون أهم القطاعات فى المستقبل، وقال إن ذلك لن يكون فقط فيما يتعلق بالبلاستيك؛ بل فى جميع المواد والبوليمرات التى سيتم إنتاجها. 

وأكد على أهمية التوطين لسلاسل الإمداد فى قطاع الطاقة، وتعزيز الاقتصاد المحلى من خلال التعاون والابتكار، بما يوجِد فرصًا جديدة تدعم تحقيق الأهداف الوطنية. وذكر أن المملكة بدأت فى العمل على توطين التقنيات الحديثة. وقال: «هناك الآن هيئة تعمل فى هذا المجال بالتنسيق مع وزارة الطاقة لتنفيذ جميع الأعمال.

وتطرّق إلى أن المملكة تعمل ضمْن برنامج الاستدامة، بما فى ذلك برنامج الاستدامة النفطيةـ الذى أُطلق فى 2020 - ويهدف إلى استدامة وتنمية الطلب على المواد الهيدروكربونية مَصدرًا تنافسيًا للطاقة، من خلال رفع كفاءتها الاقتصادية والبيئية، مع ضمان أن يتم التحول فى مزيج الطاقة بطريقة فعالة ومستدامة للمملكة.