الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مجرم العام

مجرم العام

أبَى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الكيان ألا يمر عام 2024 دون أن يرتكب جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه العديدة التى ارتكبها فى حق الشعب الفلسطينى الشقيق، حين أمر بحرق مستشفى كمال عدوان على من فيه، مرضى وكل أفراد الطواقم الطبية، ومن تصادف وجوده فى المستشفى من أقارب المرضى. الفتح الجديد أو النصر حسب زعم رئيس الوزراء، يجعله يحصل عن جدارة واستحقاق جائزة أفضل مجرم فى العالم، بالطبع شرف ما بعده شرف نال عليه هذه الجائزة التى تمنح لمن يقتل ويحرق ويدمر ويعذب ويعطش ويجوع، ترتكب تلك الجرائم بأوامر من مجرم العام فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية  وعدم سرقة ثروات الأوطان والشعوب. جائزة من المؤكد أن هذا (النتن) سوف يشعر بالسعادة لحصوله عليها، وتثبت تفوقه على النازى (هتلر) الذى صوره اليهود من أمثال هذا المجرم المشار إليه فى المقال أنه معاد للسامية، وهى نفسها التهمة التى حاولوا إلصاقها بقرار المحكمة الجنائية الدولية حينما اعتبرت نتنياهو ووزير دفاعه مجرمى حرب. بالمناسبة الجرائم التى نال بسببها جائزة مجرم العام سبقتها جرائم أخرى ارتكبت فى حق المدنيين العزل من السلاح سواء لفلسطينيين أو لغيرهم من الجنسيات الأخرى، فمن منا يغفل هجومه عام 2010 على (أسطول الحرية)، الذى كان يتألف من ست سفن، ثلاث منها تركية واثنتان بريطانيتان وسفينة مشتركة بين كل من اليونان وإيرلندا والجزائر والكويت، وكانت تحمل مواد إغاثة ومساعدات إنسانية ونحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية كالجزيرة، حاولوا التوجه إلى قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه، وقتها اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة كبرى سفن أسطول الحرية، وهى سفينة (مافى مرمرة) التركية، مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك. ومن منا يغفل حروبه المستمرة على قطاع غزة التى شهدت دمارا كبيرا ومجازر غير مسبوقة. وهى الجرائم التى أكدها (كريم خان) المدعى العام للمحكمة الجنائية حين قدم طلبا إلى المحكمة لاستصدار أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب، وإبادة ضد الإنسانية، فيما يتعلق بالحرب فى غزة وهجوم السابع من أكتوبر، مصرحا بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير دفاعه وقتها، يتحملان المسئولية عن الجرائم ضد الإنسانية فى غزة، وأضاف إن الأدلة خلصت إلى أنهما حرّما بشكل ممنهج فلسطينيين من أساسيات الحياة، وأنهما أيضا متواطئان فى التسبب بمعاناة وتجويع المدنيين فى غزة. وتشمل الجرائم، وفق ما صرح به المدعى العام، (تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب، وتعمد إحداث معاناة شديدة، أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، والقتل العمد، وتعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين باعتباره جريمة، والإبادة أو القتل العمد، والاضطهاد باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وأفعال لا إنسانية أخرى).



جرائم النتن السياسية المتعددة تؤكد أنه عتيد فى عالم الجريمة والإجرام، ومن الوارد لاحقا أن تدرس جرائمه فى كليات الحقوق والقانون على مستوى العالم، مثلما تدرس نظريات (العالم لومبروزو) فى علم الإجرام، ولهذا لم يكن بمستغرب لى أو لغيرى ارتكابه لجرائم أخرى ليست لها علاقة بكونه مجرم حرب، ولكن لكونه فاسدًا، حيث تلاحقه اتهامات بتلقى الرشاوى والاحتيال وخيانة الأمانة والسرقة، كما تلاحق زوجته اتهامات بسرقة 100 ألف دولار من الأموال العامة، ورغم إنكاره لجميع التهم الموجهة له ولزوجته، فإن المدعى العام الإسرائيلى قدم للمحكمة مستندات تثبت فساده.

رجل يعشق الجريمة وبالمرة الدم والقتل والإبادة، (ماذا تنتظر منه؟)، ولذلك يسعى بكل جهده إلى إفشال اتفاق السلام والهدنة مع الفلسطينيين، ولا ينظر إلى ما خلفه من دمار وقتل، وقبل ذلك لا ينظر إلى معاناة الأسر اليهودية التى تسبب بصلفه وغروره فى عدم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين فى قطاع غزة، لمخالفته لكل العهود التى وافق عليها أثناء المفاوضات متنصلا منها.

من أجل هذا وغيره كثير يتم منح جائزة مجرم العام للمجرم الإرهابى (النازى) بنيامين نتنياهو، لعشقه اللا محدود لعالم الجريمة والقتل والدمار، لأنه فى النهاية مجرم بالفطرة طبقا لشخصيته، لذا ينطبق عليه ما حدد مواصفاته العالم الإيطالى (تشيزرى لومبروزو) مؤسس نظرية الرجل المجرم الذى لا يمت للأخلاق بصلة، وهى جميعها الصفات التى يتميز بها نتنياهو.