مينى ألبوم «كإنك مسكن».. أسوأ ما قدم بهاء سلطان

محمد شميس
للأسف الشديد «بهاء سلطان» هو المثال الأبرز لضرب المثل بـ«الفنان الكسلان»، ولا ينافسه فى هذا الأمر أحد سوى «شيرين عبدالوهاب»، فهذا الثنائى يظن أن الموهبة وحدها تكفى، ولذلك فهما لا يقومان بتنمية مهاراتهما الفنية، ولكى يكون حديثى أكثر تفصيلًا، دعونا نقوم بتحليل العمل سويًا.
(1)
«بهاء سلطان» عمل على سنوات طويلة فى تصدير «بيرسونا» غنائية خاصة به، من خلال لقاءاته الفنية المصورة، فهو أعطى لنا انطباعًا عن نفسه بأنه شخص خجول، متدين، يحب غناء الابتهالات الإسلامية، ويقرأ القران الكريم، كما أنه فى فيلم (الهوى سلطان)، والذى كان «بهاء سلطان» أحد أبطاله بصوته، وصفته «منة شلبى» داخل الأحداث بأنه «الخال» وكأنه فرد من أفراد أسرتها.
فكيف لشخص به كل هذه الصفات الطيبة، يقوم بصناعة أغنية يصف فيها حبيبته بأنها مثل المسكن، والمخدر الذى يتعاطاه، وأن غيابه عنها يمثل له أعراض انسحاب، وتصيبه بالاكتئاب، فهو يقدم لنا فى هذه الأغنية معايشة إدمانية، وليس مجرد وصف، خاصة أن هذا الوصف لا يتماشى مع الهوية الغنائية التى صنعها «بهاء سلطان» لنفسه، فهو ليس ثائرًا على تقاليد المجتمع، وليس شخصًا متمردًا مثل نجوم موسيقى الراب، الذين يغنون عن المخدرات، فهذا متماشٍ مع طريقة معيشتهم، وتكون أغانيهم معبرة فعلا عن واقعهم.
مع ضرورة التأكيد أن هذا النقاش، مبنى فى الأساس على الشخصية الغنائية «البيرسونا» التى صنعها «بهاء» عن نفسه، وليس من منطلق أخلاقى، أو دينى، أو اجتماعى، فأنا لست واعظا، ولا أحب أن أكون حكمًا على أفعال الآخرين، وأومن بشدة بحرية الفنان، بل أحب الفنان الذى يثير جدلًا ويفتح نقاشًا حول موضوعاته وأجد ذلك الفنان مؤثرًا، ولكن فى حالة «بهاء» فأنا أناقش ما قد يكون غير لائق مع هويتة الغنائية.
الدليل على ذلك أن الأغنية من كتابة وتلحين «حمادة فراويلة»، نجم المهرجانات، وهو لم يتعامل قبل ذلك على ما أتذكر مع «بهاء سلطان»، وهو ما يؤكد أن هذه النوعية من الأغانى لا تتناسب مع هوية «بهاء» الفنية، وأنها ربما تكون صنعت لفنان شعبى يقدم المهرجانات.
(2)
باقى أغانى المينى ألبوم صنعت من داخل الهوية الغنائية «البيرسونا» لـ«بهاء سلطان»، فأغنية (حن عليا)، من كلمات «محمد رفاعى»، ألحان «وليد سعد»، توزيع «وسام عبدالمنعم»، وهى تتحدث عن حبيب يترجى حبيبته بأن تحن عليه، وأن سبب البعاد بينهما هو الحسد.
وفى أغنية (أنت طيب) من كلمات «هانى عبدالكريم»، وألحان «أحمد محيى»، وتوزيع «د.يحيى يوسف»، تتحدث عن معاناة الحبيب عندما يقف مع نفسه ويسترجع أفعال محبوبته ويحاول أن يفهم سبب تغير مشاعرها معه.
فهاتان الأغنيتان من نفس الهوية الغنائية التى يقدمها «بهاء» فى ألبوماته منذ أن بدأ الغناء.
(3)
عندما نستمع إلى الأغنيات الثلاثة سنجد أن أغنية (كأنك مسكن) اسم المينى ألبوم، غير متناسقة مع مواضيع الأغنتين (أنت طيب، حن عليا)، ولا يوجد أى رابط بينها فى طريقة التوزيع الموسيقى، فتوزيع (كأنك مسكن) فقير جدا، ومبنى على إيقاعات الـ R&B، مع إيفكتات الـ trap، أما (أنت طيب، وحن عليا)، فهما ينتميان إلى التوزيعات الموسيقية الشرقية. الأمر الوحيد الذى يربط الأغنيات الثلاثة معا هو أن الثلاثة ألحان من مقامات شرقية، (كأنك مسكن).. من مقام بياتى، (حن عليا).. من مقام كرد، (أنت طيب).. من مقام نهاوند.
خلاف ذلك لايوجد ترابط بين أغانى المينى ألبوم، بل قد نشعر أن أغنية (كإنك مسكن) دخيلة على العمل عندما نستمع إلى الأغنيات الثلاثة بنفس الترتيب الصادر!