الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خلال المؤتمر الـ 24 للمركز القومى للبحوث: جلسات بحثية عن الشخصية المصرية

لمدة 3 أيام، عقد المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية برئاسة الدكتورة هالة رمضان، مؤتمره السنوى الرابع والعشرين، الأسبوع الماضى، تحت رعاية وزير التضامن الدكتورة مايا مرسى ورئيس مجلس إدارة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية.



 

ناقش المؤتمر العديد من الدراسات المهمة عن المواطن المصرى، وكانت أولى الدراسات التى عرضت بالمؤتمر للدكتور سامح المحمدى أستاذ القانون الجنائى بالمركز والتى حملت عنوان «السياسة الجنائية للمشرع المصرى فى حماية المواطن وخاصة فئة المسنين» والتى أكدت على اهتمام المشرع المصرى بهذه الفئة وأصدر عدة قوانين وكان آخرها القانون 19 لسنة 2024 والمعروف باسم قانون رعاية المسنين والذى احتوى على العديد من الضمانات الحقيقية التى تعكس التطور الكبير فى السياسة التشريعية المصرية وارتباطها بالتغيير الاجتماعى والرغبة فى تطوير شخصية المسنين بهدف دعم حقوق المسنين فى إطار فلسفة المشرع المصرى الرامية إلى حماية حقوق الفئات الأكثر ضعفا واحتياجا وهشاشة والتى جاءت تلبية لتلك الفلسفة.

فيما أكدت الدكتورة سحر مصطفى حافظ أستاذ القانون بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فى دراستها عن القانون وتنمية الشخصية المصرية. حيث تتمتع الشخصية المصرية بتكوين ثقافى واجتماعى فريد متأثر بعمق الحضارة التاريخية العريقة لمصر.

ويمتد هذا التأثير عبر العصور ليشكل نمط التفكير والسلوك للمصريين ويعد القانون المصرى أداة رئيسية فى تنظيم هذه الشخصية توجيها حيث تعكس التشريعات والأنظمة القانونية.

التحديات والاحتياجات المجتمعية

فيما أكدت الدكتورة سعاد عبدالرحيم أستاذ علم الاجتماع بالمركز فى دراستها عن الأسرة على تغيير شكل الأسر فى المجتمعات العربية والمصرية من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية أدى إلى تفكك العلاقات الاجتماعية بين أفرادها وأصبح الرابط والتماسك بالأسرة يأتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعى التى سحبت بقدر الأدوار الأسرية من أفرادها.

وأكدت دراسة عبدالرحيم فى نهايتها أن المجتمع المصرى سيظل يفرز كثيرا من السمات والثقافات التى تستوعب الشخصية المصرية وأن هذه الشخصية التى صنعت التاريخ والحضارة وستظل ذات قيم ومبادئ ثابتة وسيظل المصرى لديه أحلام يريد تحقيقها لنفسه ولأسرته ولمجتمعه.

بينما تقدمت الدكتورة أمانى فوزى أستاذ الاقتصاد المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بدراسة عن الوظائف الخضراء فى سوق العمل وهى الوظائف صديقة البيئة وانتهت إلى أن العاملين فى هذا المجال أكدوا هذه المشاريع تسهم فى تحسين البيئة وأنهم يشعرون بالرضا والاكتفاء الوظيفى وخاصة أن هذه الوظيفة تكسبهم خبرات ومهارات.

ومن الدراسات التى عرضت فى المؤتمر دراسة عن مشاركات المصريين على شبكات التواصل الاجتماعى والتى أعدتها الدكتور سالى بركات مدرس بالإعلام بالمركز، والتى كشفت فيها عن بعض مستخدمى هذه الشبكات يدلون برأيهم فى قضايا ليست من اختصاصهم ويرى بعض ممن سألتهم الدراسة أن المصريين يتفاعلون مع الأحداث الرائجة على تلك الشبكات القائمة على انتهاك الخصوصيات.

وخلال المؤتمر عقد عدد من الجلسات لمناقشة عدد من الأبحاث، ومنها جلسة ترأسها الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى وعضو الهيئة الاستشارية العليا لفضيلة المفتى، وعرض خلالها الدكتور مصطفى حسن بحثا عن فتاوى دار الإفتاء والتى أكدت فيها بأن الفتاوى استطاعت أن تسهم بقوة فى بناء شخصية الإنسان المصرى من خلال تعزيز الوعى لديه والعمل على تكوين عقليته والحفاظ على هويته وتحليله للأحداث الدينية وفهمه للمقاصد الشرعية بعيدا عن التطرف الفكرى أو مجرد التدين الشكلى.

كما أكد البحث أن فتاوى دار الإفتاء شغلت مساحة واسعة من الثقافة الدينية لدى الإنسان المصرى وأثرت فيه تأثيرا واضحا على ثقافته وخبرته وسلوكه. 

كما كشف بحث عرض خلال هذه الجلسة تقدمت به الدكتورة منى بدير الأستاذ بالمركز أن طلاب الجامعات الحكومية أكثر تمسكا بممارسة الشعائر الدينية والاستناد للقيم الدينية باعتبارها النموذج الأمثل لأداء السلوك الاجتماعى وتقويمه.

وعقدت جلسة عن الدراما التليفزيونية، للدكتورة نجوى الفوال، أستاذ الإعلام بالمركز القومى للبحوث ومدير المركز الأسبق، والتى أكدت على أن لغة الحوار فى مسلسلات المنصات العربية لا تهتم بالحفاظ على القيم والعادات، بينما المسلسلات المصرية تحافظ على هذه القيم وإن كان بعضها بها ألفاظ غير لائقة.

وعرضت الدكتورة سهير سند الأستاذ بالمركز دراسة أعدتها عن لغة الحوار فى الدراما التليفزيونية أكدت فيها أن 79 ٪ ممن سألتهم الدراسة غير راضين عن لغة الحوار خاصة من هم فى عمر 40 عاما فأكثر. بينما قالت نسبة كبيرة ممن هم بعمر دون العشرين أن هذه اللغة واقعية.

ومن بين المظاهر التى لا يمكن إغفالها دور الزى والموسيقى لأنها جزء أساسى من بناء الشخصية على مر العصور. فالزى المصرى على سبيل المثال يعكس تاريخا طويلا من التفاعلات الثقافية ويعبر عن قيم المجتمع وتوجهاته، بينما تعكس التفضيلات الموسيقية انتماء الأفراد إلى ثقافة معينة، فضلا عن دورها فى تعزيز الهوية الوطنية.

وعرضت بالجلسة دراسة تقدمت بها الدكتورة هبة جمال الدين الأستاذ بالمركز. حيث استهدفت الدراسة دور الموسيقى والغناء كعناصر فاعلة فى تشكيل الهوية الثقافية.

واعتبرت الدراسة العلاقة المتبادلة بين الموسيقى والغناء من جهة وبين قيم المجتمع وعاداته وتقاليده من جهة أخرى تأثيرا وتأثرا متبادلا يسهم فى نقل التراث الثقافى عبر الأجيال، ما جعلهما مفتاحين لفهم شخصية الشعوب.

وتناولت الورقة أيضا العلاقة بين ميول الشعوب وتفضيلاته الموسيقية والغنائية من جهة وبين الشخصية أو الحالة الثقافية لأى شعب من جهة أخرى كجزء من البناء الثقافى والاجتماعى للفرد والمجتمع.

كما تقدمت الدكتورة مروة نظير الأستاذ بالمركز خلال هذه الجلسة ببحث عنوانه «ملابس المرأة كدلالات ومؤشرات ثقافية». 

ومن الجلسات التى حظيت باهتمام كانت جلسة عن التنمر فى الحياة اليومية والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام والسوشيال ميديا. والتى ذكرت أن المجلس القومى للأمومة والطفولة دائما يطلق حملات ضد التنمر خاصة بين طلاب المدارس والأشخاص العاديين.

فالتنمر إما بدنى أو لفظى وكشفت الأبحاث التى عرضت فى هذه الجلسة أن التنمر بين الرجال أكثر من النساء، وأن هناك تنمرا إلكترونيا باستغلال أحد الأشخاص أو مجموعة من الأشخاص السوشيال ميديا للتنمر على شخص أو مجموعة.

وأكد المستشار محمد عبدالحكيم عضو اللجنة الفنية لوزير العدل خلال الجلسة، حيث نصت القوانين المصرية على عقوبة التنمر فى عدة مرات فى عدة قوانين منها المادة 209 مكرر من قانون العقوبات والمادة 25 من قانون تقنية المعلومات التى تواجهها جرائم التنمر الإلكترونى وتعاقب كل من يتعدى على القيم والعادات وانتهاك خصوصية الأفراد بالحبس والسجن.

وأيضا المادة 96 من قانون الطفل جرمت جميع أنواع العنف ضد الأطفال ونصت بالحبس والغرامة لمن يأذى أى طفل.

فيما أكدت الدكتورة سهير عبدالمنعم الأستاذ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية والتى ترأست هذه الجلسة أن العديد من جرائم القتل خاصة بين الأطفال وبعضهم أدين الأطفال وبين الكبار كانت بسبب التنمر.

المؤتمر انتهى بعقد جلسة ترأستها الدكتورة هالة رمضان مدير المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ورئيس المؤتمر عن تغيير الشخصية وتحدث فيها الدكتور عبدالمنعم شحاتة أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنوفية. والتى تحدث فيها عن تغيير الشخصية مؤكدا أن التغيير تحدده عدة عوامل مثل التقدم بالعمر والتحولات الحياتية كالعمل والزواج.