السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تجربة سينمائية لا تعتمد إلا على أسماء صناعها: الفشل.. أم الهنا اللى أنا فيه؟

كثيرا ما يقع الناجحون فى اختبار ذكاء وقراءة لطالع الغد، والأكثرية منهم من يرسب فى هذا الاختبار، بسبب الاختيار الخاطئ أو الاستسهال وضمان النجاح، دون حساب لتداعيات ذلك الاختيار، الذى من الممكن أن يهدد الصورة الذهنية اللامعة لديه عند محبيه وجمهوره.



لا أتحدث هنا عن اسم أو اثنين بل أكثر وهم صناع فيلم (الهنا اللى أنا فيه) الذى يُعرض حاليا على شاشات السينما، ليكون مثالًا حيًا على الاختيار الخاطئ والضمانة الأشبه بالفقاعة، التى يقع فيها الكثير من الفنانين.

فيلم (الهنا اللى أنا فيه) اعتمد على أسماء صُنّاعه من المخرج «خالد مرعى»  «والمؤلف «أيمن بهجت قمر» والأبطال «كريم محمود عبدالعزيز» و«دينا الشربينى» و«ياسمين رئيس»، فلكل منهم نجاحاته الكبيرة والمبهرة خلال السنوات الأخيرة وبها تركوا بصمة عند جمهورهم، ولذلك جاء الاستسهال والاعتماد على هذا النجاح ليكون «كارت مرور مضمون» للجمهور ،لكن ما حدث عكس ذلك تماما وذلك استنادا على بعض الأخطاء التى طالت العمل.

فكرة فيلم (الهنا اللى أنا فيه) مكررة شاهدناها من قبل فى فيلم (امرأة زوجى) لـ»صلاح ذو الفقار» مع رفها بفكرة فيلم آخر وهو (365 يوم سعادة) لـ«أحمد عز»، فخرجت باهتة مكررة تتوقع كمُشاهد الأحداث وتَتابع المشاهد والنهاية، وهنا تفقد أهم ما يستند عليه أى عمل فنى وهو عنصر الجذب والتشويق حتى وإن كان ينتمى لنوعية الأفلام الكوميدية لأننا هنا لنا وقفة أخرى، فصفة «باهت» طالت أيضا كوميديا العمل الذى اعتمد على إفيهات مكررة تشعر وكأنك سمعتها من قبل مع إقحام بعض المشاهد التى من المفترض أن يخرج منها الكوميديا وهى لا تخدم سير الأحداث بشكل مُنفّر.

ولو تطرقنا للأداء التمثيلى فهو أيضا «باهت» ويمكن أن تصفه بـ«العادى» تلك الصفة التى لا تناسب أبطالًا لهم جمهور عريض سواء فى دراما السينما أو المسلسلات، ولم يخدمهم أيضا رسم الشخصيات الذى لم يبذل فيها المؤلف «أيمن بهجت قمر» مجهودًا يُذكر، فلا تلمس كمُشاهد أى خلفية نفسية للشخصيات أو دافع لكثير من التصرفات التى تخرج عنهم، ولذلك كلمة «باهت» أو «عادى» هى الصفة الأقرب للعمل ليس فقط من منظور متخصصين أو محللى الأعمال الفنية ، ولكن أيضا من منظور الجمهور الذى توقع من إعلان الفيلم أنه مختلف يجذبك له سواء بسبب المواقف الكوميدية التى من المفترض أن تتضمنها الكتابة أو بسبب أسماء الأبطال ممن لديهم رصيد ثقة وحب لدى الجمهور المصرى والعربى. ولذلك يمكن أن نستخدم اسم العمل ككليشيه ساخر يُشبه تفاصيله، فهل هو «الهنا اللى أنا فيه «أم الفشل اللى أنا فيه» ؟!