صدام مسلح بين الإخوان وتنظيم الجهاد
نبيل عمر
وسقط القناع.. لا هو فيلم سينما.. ولا رواية مسرحية.. أو كتاب يرد على انحرافات اعتماد خورشيد.
هو منشور.. وزعه الإخوان المسلمون فى مدينة أسيوط.. فى صلاة الجمعة قبل أسبوعين.
يقول «وسقط القناع»: «إن ما حدث فى أسيوط يوم عرفة.. يوم خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين يذكرهم بأن دماءهم وأموالهم عليهم حرام كحرمة يومهم هذا فى شهرهم هذا.
إن أكثر من مائة وخمسين شابا من أعضاء تنظيم الجهاد.. وممن يدعون انتسابهم للجماعة الإسلامية حاولوا اقتحام مسجد شلنب بحى الخضرية بغرب البلد ومعهم الخناجر والجنازير والقضبان الحديدية.. والاعتداء على من بداخله من شباب أعزل كل جريمته إنه كان يعد هدايا الأطفال التى سيقدمها لهم صبيحة يوم العيد.. ولما حاول الشباب الطيب الطاهر منع هؤلاء الغزاة من الاعتداء على المسجد قاموا بهدم المسجد على من فيه وتحطيم أبوابه ونوافذه.
من الذى أصدر أوامره وغرر بهؤلاء؟!
وطبعاً.. لا يجيب منشور «الإخوان» عن السؤال المهم الذى طرحه أيضا.. لم يرو لنا تفاصيل هذا الاقتحام أو أسبابه.. مع أنهم وزعوا معه 6 صور لما آل إيه حال المسجد عقب اقتحامه!
ولكن.. وقائع المحضر رقم 2471 جنح قسم أول أسيوط لعام 1988..يروى هذه التفاصيل.
أسيوط عصر السبت التاسع من محرم.. هادئة كأية مدينة مصرية تعد حاجياتها لاستقبال العيد الكبير.. خاصة أن معظم أهلها من المسلمين كانوا صياما فى يوم عرفة.. ولا يتوقعون قدوم شىء غير مألوف. وفى صحن مسجد شلنب.. جلس ما يقرب من 30 شابا من جماعة الإخوان المسلمين يغلفون علب الحلوى.. التى يقدمونها كهدايا للأطفال القادمين مع ذويهم لصلاة العيد.
لكن..
150 شابا من تنظيم الجهاد.. كانوا يخططون لشىء آخر.. إذ اندفعوا من مقر الجمعية الشرعية، مسلحين بالسكاكين والجنازير والشوم والشنابر الحديدية.. وانقسموا إلى مجموعات.. مجموعتان للحراسة سدت الشارع المؤدى إلى مسجد شلنب من ناصيتيه، لتفرض حظرًا للتجول فيه، والأخريات للاقتحام.
وعندما أحس أهل الخضرية بالأمر.. وسألوا ماذا يحدث؟
قال أميرهم: البوليس فى المسجد يمنعنا من الدخول.
صدق الناس الرواية.. وأغلقوا أبواب بيوتهم وهم يرددون: ملناش دعوة!
فى هذه الأثناء.. شعر جلساء المسجد بالخطر.. فقاموا مسرعين بإغلاق بابه.. وصرخوا: أغيثونا.. أغيثونا. ولم ينصت إليهم أحد.
وبدأ شباب الجهاد فى عملية الاقتحام.
مجموعة قذفت نوافذ المسجد بالحجارة.. حتى أتت عليها.. وأخرى استولت على ترابيزات من مقهى مجاور واستخدمتها فى تحطيم الباب.. وثالثة أحضرت سقالة خشبية ونصبتها على جدار المسجد، ليقفز عليها المغيرون، وبالفعل تمكنوا من إتمام عملية الاقتحام بنجاح.
ودارت معركة عنيفة فى صحن المسجد.. دامت نصف ساعة تقريبا.. وقبل أن تصل قوات الأمن.. اختفت القوة المهاجمة تماما.. مخلفة وراءها 13 مصابًا بإصابات خطيرة.. وبعض الأسلحة المستخدمة فى المعركة كالمطاوى والجنازير ومسدس صوت! وكلها حُرزت بمعرفة النيابة!
وتقول أوراق المحضر: وقد ضبطنا سبعة من أفراد التنظيم على ذمة قضية المسجد وهم: أشرف مرسى، محمد مصطفى درويش، أحمد جلال، عبدالرحمن فوزى عرفة، عماد محمد عبدالرحمن، مصطفى درديرى، وعبدالرحمن الكحلاوى.
فى أوراق المحضر 2471 جنح قسم أول أسيوط.. قال أحد المقبوض عليهم: لا حرمة لمن يحتمى بمسجد سوى فى المسجد الحرام فقط.. والمساجد لا تُعد فيها الحلوى.. وتقديمها للأطفال خروج على الإسلام.. لأنها تقلل من شأن مناسك صلاة العيد وتفسد الجو الدينى.. حتى لو كانت تحت زعم «تحبيب» الطفل لارتياد أماكن الصلاة، لأن «الدين» يحثنا على ضرب أطفالنا الذين بلغوا عشر سنوات ولا ينتظمون فى صلاتهم.. لا أن نتملقهم بالحلوى ليصلوا!
وهذه العبارات وإن كانت تشير إلى أحد أسباب اقتحام المسجد.. فإنها لا تبرر العملية برمتها.
فماذا قال بقية المقبوض عليهم:
40 شابا إخوانيا من راكبى الدراجات والموتوسيكلات استفزوا الإخوة فى حى «الحمرا» ولصقوا إعلانات فى الدعوة لصلاة العيد فوق إعلاناتنا، وعندما حاول أخونا أشرف مرسى بكل لطف منعهم.. كسروا له ضلعين وساقًا وإصبعًا.. وحينما استنجد بأخويه مرتضى خليفة ونصر عبدالسلام شوهوا أنف الأول وأسالوا دما ء الثانى.. وهم يهتفون: الله أكبر ولله الحمد.
وليست هذه هى المرة الوحيدة.. فقد سبق أن خرج شباب الإخوان إلى شوارع أسيوط فى مجموعات.. يتصيدون أعضاء «الجماعة الإسلامية» ويتحرشون بهم ويضربونهم منفردين!
وفى يوم اقتحام المسجد.. تعرضوا لنا بالضرب، «فطاردناهم» إلى مسجد شلنب ولم نقم نحن بالاعتداء!!
وأصدر تنظيم الجهاد منشورًا فسر فيه موقفه تماما.. ووزعه بعنوان «يكرهون أن يخرج الإسلام إلا من حناجرهم»!!
وعلامات التعجب ليست من عندنا يقول المنشور:
«قصة الإخوان مع الجماعة الإسلامية ترجع إلى السبعينيات عندما رفض أمراء الجماعة الإسلامية ولاسيما فى الصعيد مبايعة قادة الإخوان وذلك لإدمان الإخوان مداهنة الحكام بدعوى الحكمة وبعد النظر.. وقد كرهت الجماعة الإسلامية - منذ نشأتها - المداهنة والخنوع.. وكره الإخوان الجماعة الإسلامية.
وجاءت أحداث 81 فقتل أنور السادات على يد أبناء الجماعة الإسلامية.. وكان ذلك سببا فى خروج الإخوان من السجون!! وصمتوا بعد خروجهم صمت القبور، حتى أفرج عن بعض أبناء الجماعة الذين بدأوا الدعوة فى يوم خروجهم.
وأعلنت الجماعة عن صلاة العيد.. وفجأة وبلا سابق إنذار خرج الإخوان من الجمهور وراحوا يلصقون إعلاناتهم للصلاة فى نفس المكان الذى أعلنت عنه الجماعة الإسلامية من قبل، وكانت أول من صلى فيه فى وسط السبعينيات.. ثم تراجع الإخوان ليعلنوا عن الصلاة أمام مسجد أبوالجود حتى يكون الخطيب الدكتور محمد حبيب.. مما أوقع الناس فى بلبلة واضطراب.
وقد لجأوا فى العيد الماضى إلى أسلوب آخر، حيث قاموا بوضع ملصقاتهم فوق ملصقات الجماعة فى المحطة وفوق النفق فلما اعترضهم إخوة لنا اعتدوا عليهم بالضرب.
وتكررت المأساة هذا العيد وبصورة مدبرة.. وأشاعوا أنهم يثأرون لأحدهم جرح بمطواة فى العيد الماضى. وهذا العام فى عيد الأضحى قامت مجموعة ضخمة بلصق إعلاناتهم فوق إعلانات الجماعة الإسلامية حاملين معهم الجنازير والمواسير والكابلات وإذا ما اعترضهم معترض تكاثروا عليه واعتدوا عليه.. حدث هذا عند المسجد الكبير.
وفى الحمراء تجمع 11 شخصًا على ثلاثة من الإخوة بالمواسير والكابلات وكسرت ذراع أحدهم ثم تكاثر عليهم المارة وطاردوهم بالحجارة، فجمعوا أكثر من 40 شخصا وعادوا مرة أخرى للقتال فى سبيل الله!!
يحملون أمام الناس الحديد والمواسير والعصى والجنازير وانفردوا بثلاثة من الإخوة ووسعوهم ضربا وهم يهتفون «الله أكبر والله الحمد» وقد رؤى من بين هؤلاء المعتدين بعض الشباب المعروف بالفسق والفجور من شباب المقاهى.
كل ذلك حدا بالإخوة أن يتتبعوا هؤلاء الذين استمروا فى الاعتداء واستحلوا الاستعانة بالفساق بهذه الهمجية وأدركوهم عند مسجد «شلنب» الذى تجمع فيه أكثر من 40 من الفتوات وقد خزنوا فى المسجد الحديد والعصى وأجولة من الأحجار وقطع البلاط.. وما إن أحسوا حتى تحصنوا بالمسجد وأصابت أحجارهم أربعة آخرين منا!!
وتظل الأحداث غير مفهومة ولا مستساغة.. وتظل أسبابها معلقة لماذا كل هذه الغزوات والصدامات والجنازير والسكاكين؟! هل هى من أجل الإسلام حقا؟! وضد من؟!
والسؤال هنا حق.. ولاسيما أن أحداثا مشابهة جرت وقائعها قبل عيد الفطر المبارك.. وسجلت فى محضر رسمى تحت رقم 1240 قسم ثانى أسيوط!
والإجابة على هذه التساؤلات.. لا يملكها إلا أصحاب الصدام.. فماذا يقولون؟!
طبقا للبيانات والمنشورات التى يتبادل أعضاء تنظيم الجهاد وجماعة الإخوان توزيعها على أهالى مدينة أسيوط، طوال الشهور التسعة الماضية.. يمكن لها أن ترسم الصورة واضحة.. دون تدخل منا.
ويشى أول منشور صادر فى أكتوبر الماضى عن أول صدام بين الفرقتين المسلمتين.. ببدايات المواجهة بينهما.. واللغة المستخدمة.. وهو منشور من صفحتين فولسكاب يتوسطه شعار الإخوان المسلمين فى طرفه العلوى.. وتحته الشعار عنوان مثير: الكبار والصغار.
ويسرد المنشور بداية الأحداث:
- بالأمس الأربعاء 28/10/1987 حدث حادث مشين سقطت به الأقنعة الزائفة عن الادعياء الذين اتخذوا الدعوة إلى الله ستارا لزهوائهم فجعلوا «جل» قتالهم.. ادعاء أنه جهاد فى سبيل الله.. وجمعوا جموعهم وحشدوا حشودهم لا لحرب فى سبيل الله وإنما صدًا ومنعا لندوة إسلامية تنظمها أسرة معروفة باتجاهها الإسلامى، وهى أسر الهدى بكلية الهندسة، والداعية هو الأستاذ الدكتور محمد حبيب الذى كان أول رائد للجماعة الدينية بجامعة أسيوط وأول من أسماها الجماعة الإسلامية.
جاء هؤلاء الصغار فاقتحموا المدرج وضربوا الذين كانوا يعدون لهذه الندوة وأسكتوا آيات الله التى كانت تتلى عبر المسجل.. وتجرأوا على آيات الله بتمزيق اللافتات التى كانت تحملها حتى ظننا لأول وهلة أن جحافل الأمن قد ارتدت ثوب هؤلاء.. وكدنا نتصدى لهم ونمنعهم ونوقفهم، فإذا بنا ويا للعجب نفاجأ بهم من الشخصيات المعروفة بأنها ترفع راية الإسلام وتدعو له أمام جموع الطلاب وفى المساجد.
وهذا التصرف لا يمكن وصفه بالفردية وإنما هو مخطط مقبول لدى من يديرون دفة هؤلاء الصغار».
ولأن هذا المنشور لم يفصح عن هوية هؤلاء «الصغار» الذين قصدهم فقد أعقبه فى اليوم التالى منشور آخر يفند ما ورد فى المنشور الأول وصادر أيضا باسم «الجماعة الإسلامية» بعنوان ماذا حدث يوم الأربعاء!! تقول سطوره: وزع بيان يوم الخميس الماضى على الطلاب فى الجامعة يحمل وابلا من الشتائم والبذاءات. فقد فوجئنا جميعا ببعض الشباب فى الجامعة يعلن عن محاضرة للدكتور محمد حبيب أحد أقطاب جماعة الإخوان باسم الجماعة الإسلامية، ورغم التحذيرات من هذا العبث الأخلاقى عندما يتحدث قوم بغير مسماهم وهو مالايحدث بين الشيوعيين والعلمانيين.. فكان لازما علينا أن نقف وقفة حاسمة.. فقام الإخوة بالإعلان عن إلغاء المحاضرة وقاموا بصرف الناس بهدوء دون اعتداء أو شتم.. بل قام أحد الأساتذة وهو رائد أسرة الهدى بسب أخ بلفظة «يا كلب» وحاول الدكتور حبيب نزع كارنيه أحد الإخوة وكأنما أراد أن يقوم بدور الحرس الجامعى.
ثم زعم البيان أن الدكتور حبيب هو أول رائد للجماعة الإسلامية وأول من سماها «الجماعة الإسلامية»، ويالها من سقطة شنيعة.. ولن نذكر من الحقائق إلا أن الدكتور كان فى بلاد الغرب فى النصف الثانى من السبعينيات وهو وقت ازدهار العمل وظهور اسم الجماعة الإسلامية، ويذكر الجميع أن أول من أذن للصلاة فى المدينة الجامعية بأسيوط هو المهندس صلاح هاشم، وهو أول أمير للجماعة فى أسيوط.
ثم أين كان الدكتور مؤسس الجماعة المزعومة أعوام 82، 83، 84 حين كنا جميعا داخل السجون؟!
وفى منشور بعنوان «تواطؤ وخديعة.. قالوا: سوف نمنع وبكل قوة أى عابث يريد أن يتحدث باسم الجماعة الإسلامية التى ضحت وقدمت خالد الإسلامبولى وشعبان راشد.. وقد أعذر من أنذر فإن الجماعة التى غيرت وجه التاريخ فى سنة 1980 لن يقف أمامها مجموعة من الصبية المدفعوين من قبل المرجفين المصفقين فى مجلس الشعب!!
إذن المسألة «خناقة» على اسم الجماعة الإسلامية.. ومن أحق بها:
الإخوان أم الجهاد، واستمرت حرب المنشورات، وكل منشور يتهم الجماعة الأخرى بصفقات أقلها الكذب والافتراء والخروج على شرع الله.. وينسب الاسم لنفسه.
تنظيم الجهاد.. يرى أنه الأجدر به.. فهو قد بدأ نشاطه من حيث انتهى الإخوان.. إذ عندما قرر التصدى للسلطة اغتال رئيس الدولة ورأس نظامها بينما كانت جماعة الإخوان.. بتنظيمها السرى المسلح القديم تمارس أعمالا بسيطة كاغتيال النقراشى وأحمد ماهر والقاضى الخازندار، وهم أذيال لا رؤس.. وهى أعمال لا تطول قامتها ما قام به تنظيم «الجهاد»..
والأهم أن جماعة الإخوان.. كلما نفذ جهازها السرى عملية من عملياته تبرأ منها المتحدث الرسمى باسم الجماعة خوفا وهلعا ناسبا إياها إلى تصرفات الأشخاص الذين نفذوا الاغتيال.. بينما جماعة «الجهاد» لا تتنصل من أعمالها.. وإنما تتباهى بها على الملأ.
ولكن..
جماعة الإخوان المسلمين.. التى اكتسبت خبرة هائلة طوال عمرها الذى بلغ ستين عاما.. ترى فى اسم «الجماعة الإسلامية» تنظيميا شبابيا ينطوى تحت لوائه الشباب إلى أن يشتد عوده ويقوى ساعده.. وتصقل عزيمته.. فيندرج فى قائمة «الإخوان» بعدها.
وفى دراسة من 17 صفحة بعنوان نحن والإخوان المسلمين وزعها أعضاء التنظيم ضمن منشوراتهم فسروا فيها بعض أسباب خلافهم مع الإخوان وقالوا.
أولا.. موقف الإخوان من النظم الحالية فى المجتمع أنهم ينظرون إليها كنظم إسلامية فيها بعض المخالفات وأن الحكام القائمين عليها مسلمون.. وهو كلام ورد على لسان الأستاذ التلمسانى فى حواره مع جريدة الأحرار: «إن الإخوان يعترفون بأنهم يعيشون فى كنف حكومة مسلمة ورئيس مسلم.
ويصرح أنه كان يدعو بالرحمة لكل من أنور السادات وجمال عبدالناصر.. بل إنه نشر عنه أن السادات قتل مظلوماً.
وهذا الموقف هو منهج الإخوان منذ قامت سنة 1928.. فقد سبق لهم القول إنهم يحترمون الدستور «العلماني» ولا يدعون للخروج عليه.
فى نفس الوقت تعلن الجماعة أنها تثق ثقة كبيرة فى جلالة الملك المسلم وأنه أمل الإخوان المحقق».
وبعد اغتيال الشيخ حسن البنا تكررت زيارات الأستاذ الهضيبى للملك ونشر على لسانه عقب إحدى الزيارات «زيارة كريمة لملك كريم».
ولايختلف المنهج حاليا عن منهجهم فى الفترات السابقة.
أما نحن.. فنؤمن بإزالة الحكم العلمانى وإقامة حكم الإسلام ومنهجنا هو الجهاد بينما النتيجة الطبيعية لما يتبناه الإخوان هو عدم جواز الخروج على هذا الحاكم بل وجوب طاعته والالتزام بالدستور القائم والتحرك من خلال المؤسسات التى يرسم إطارها الدستور.
هنا لا تتباين المواقف فقط.. بل تتصادم!!
والسؤال الأهم: ما الشروط التى تتوافر فى الفرد لتقبله الإخوان عضوا فيها.. أو لتقبله الجماعة الإسلامية «الجهاد» عضوا فيها؟!
الإخوان فى هذا الأمر لا تشترط إلا الإسلام بمعناه الواسع.. مجرد النطق بالشهادتين ثم الحب فى الله. وهذا المنهج أوجد فى الجماعة خليطا عجيبا من الأفكار المتباينة والعقائد المتناقضة.. إلى أن وصل الأمر إلى إنكار الكثير من المسائل الشرعية، فالنقاب عند بعضهم ليس من الإسلام والموسيقى جائزة ولا بأس بها ولبس السراويل القصيرة ممكن.. وحلق اللحية مقبول ولا عيب فى مصافحة المرأة الأجنبية.
ونحن نطرح عقيدة السلف الصالح كإطار عقائدى وحيد، وإقامة الخلافة بكل ما يطرحه الإسلام من وسائل كالدعوة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد وهو ما يمثل الحد الأدنى لمن يشاركنا الطريق.. والخلاف فى هذه البنود خلاف تضاد لمخالفته أصول الشرع الحنيف.
أى أن «الجماعة الإسلامية» فى تفكيرها.. تعنى سحب صفة الإسلام عن جميع المسلمين لتنصب فقط على أعضائها.. أى أنهم هم فقط جماعة الإسلام.. لا غيرهم ولهذا فهم الأحق بالاسم.
ألا يذكرنا هذا الخلاف.. وذاك الصدام.. بما حدث على مدار التاريخ الإسلامى كله من الفرق الإسلامية المتعددة.. التى تنسب كل منها الإسلام لنفسها وتحجبه عن الآخرين؟!
وها هم يعترفون علنا فى وثائقهم وبخط أيديهم!
وإذا كانوا يحملون شعار «الدعوة» الإسلامية ويتقاتلون بالجنازير والسكاكين.. على مجرد الاسم.. فلماذا يحدث لمن لا يسير على خطاهم؟!