
الفت سعد
أحلف بسماها .. مواجهة مع إرهابى من جماعة الإخوان
«محيى الدين الزايط»، اسم قد يبدو غير معروف للعامّة، حتى بالنسبة لى أنه كان عضوًا فى مجلس شورى أو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين بعد توليهم الحكم عام 2012، لكن بعد تصدِّى الشعب والجيش للإخوان فى 30 يونيو وضح لى مكانة الرجل داخل الجماعة وكيف قاد اعتصام رابعة وظهر بالصوت والصورة بجوار المرشد وعتاولة الإخوان؛ ليهرب قبل القبض عليه إلى بريطانيا ويتم تعيينه نائبًا لرئيس الهيئة التى تقوم بمهام مكتب الإرشاد بتكليف من الإخوانى الشهير إبراهيم منير قائد جبهة لندن والذى طالب قبل وفاته عام 2022 بتعيين الزايط القائم بأعمال المرشد خلفًا له؛ لأن الأخير كان يتولى إدارة الهيئة فى كثير من الأحيان.
الصدفة وحدها أتاحت لى تجربة شخصية مع الجماعة ومع محيى الزايط الذى أجريت حوارًا معه فى أبريل 2013 لهجائه الجيش المصرى فى أحد المؤتمرات، فى وقت تصاعد فيه غضب الشعب المصرى ضد حكم الإخوان بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى ورفضته المحكمة الدستورية العليا.
شاءت تلك الصدفة أن يكون مقرًا سكنيًا فى أرض الجولف بمصر الجديدة أمام أحد فروع الجمعية الطبية الإسلامية التى تأسّس من خلالها أكثر من 22 مستشفى ومستوصفًا فى مختلف الأماكن بالقاهرة والمحافظات، أشهرها وأكبرها مستشفى رابعة بمدينة نصر، والتالى كان المستشفى المركزى الذى أقطن أمامه ولم يكن قد اكتمل بناؤه فى عهد مبارك، لكن فور تولى الإخوان الحكم تم دعم العيادات الخارجية بأفضل المعدات الطبية وجذب الناس بأبسط أسعار الكشف الطبى وخلافه.. ولوجود مسجد تابع للمستشفى كنت أصلى أنا وزوجى فيه ومن خلاله عرفت أن محيى الزايط تولى إدارة المستشفى.. وطلبت سيدات فضليات من جيرانى استغلال المسجد لقربه من منازلهن فى أخذ دروس حفظ وتجويد القرآن الكريم، وبالفعل رشح الزايط سيدة من كوادر الإخوان لتعطى الدروس التى بدأت فى المشاركة بها.. كانت السيدة بين الحين والآخر تتحدث عن أهمية دعم الإخوان وأنهم رجال «بتوع ربنا» والموافقة على دستور الإخوان، لكنها كانت تقابَل دائمًا بالمعارضة من معظم السيدات وأنا معهن، وعندما تحتد المناقشة كنا نطالبها بالتركيز فى الدروس الدينية فقط وعدم التحدث فى السياسة.. ثم نجدها دائمًا تتقرب للسيدات الأقل عمرًا اللاتى لديهن أطفال صغار فى الابتدائى أو الإعدادى لسهولة تأثير الأمهات على أولادهن بهدف تبنّى افكار الإخوان.. ثم أتوا بفكرة جديدة أن تقوم فتاة من شابات الإخوان بإعطاء دروس دينية للفتيات والأطفال القاطنين بجوار المستشفى والمسجد وتوزيع ملصقات على واجهة العمارات المحيطة للإعلان عن تلك الدروس.. ولأن السيدات الكبار المخضرمات كن ينبهن لعدم إقبال الأبناء لأن الدروس لا تقتصر على الدين فقط.
خلال تلك الفترة قرأت أن محيى الزايط قد تطاول على الجيش المصرى وقياداته فى أحد المؤتمرات الإخوانية بهدف الاستخفاف بالمؤسَّسة العسكرية، ونشر تصريحه فى معظم الصحف والمواقع الإخبارية مما أثار غضب الشعب والجيش.
أثناء ترددى على إحدى العيادات قابلت الزايط فى ممرات المستشفى فهاجمته بحدة وعرّفته بنفسى، فطلب منّى إبداء وجهة نظره على صفحات المجلة مؤكدًا على احترامه واعتزازه بالجيش محاولاً التبرؤ من تصريحه بأنه اجتزئ من سياقه.. وتطرّق الحوار إلى أخونة الدولة وتوليهم المناصب العليا والوسطى بهدف التمكين والسماح للجماعات الإرهابية بالعبث داخل سيناء.. حاول الزايط أن يظهر انتماءه للوطن والجيش مستخدمًا أكثر الكلمات حلاوة ولباقة.. نشر الحوار فى أبريل 2013 وقامت ثورة يونيو بعدها لتنكشف الوجوه على حقيقتها وتطاول الألسنة الزفرة ضد الجيش والشعب المصرى.
الغريب والساخر أن جاراتى الحبيبات بكل فطرتهن اتصلن بالحاجة التى تعطينا دروس التجويد، لكنها اختفت وأغلقت موبايلها وانكشف أن الهدف سياسى وليس دينيًا.