طارق مرسي
«فن روزا» رفع شعار يسقط الإخوان قبل الجميع
على مدار تاريخ «ورزاليوسف» المجلة السياسية الأولى فى مصر والشرق الأوسط عبر 99 عامًا اتسمت موضوعاتها الفنية والثقافية بالطابع السياسى، وانحازت للحرية والإبداع، ولهذا كانت الكتابة الفنية لها خصوصية مختلفة فى التناول والرؤية عن الإصدارات الأخرى؛ ليس فقط لاعتبار بدايتها قياسًا على تاريخ صاحبتها فاطمة اليوسف «سارة برنار الشرق»؛ لكنها سارت على النسق بعد أن صارت المجلة السياسية الأولى فى الشرق الأوسط.
كما نبت فى رحاب «روزاليوسف» مصطلح الإسلام السياسى كان جانبا على جنب الفن السياسى المحقون بالحس الوطنى الذى يصب فى اتجاه خدمة المجتمع وثوابته وأمنه القومى وإطلاق سراح العقول المبدعة وإعلاء شأن الفكر الليبرالى والتنوير ورفع شعار تسقط الرقابة والحجر على المبدعين.
فى الألفية الجديدة وقبل ثورة 30 يونيو بسنوات أو تحديدًا فى الربع قرن الأخير نبهت قبل الجميع من تسلل الفكر الوهابى وحذرت من الفتاوى المتطرفة والإخوانى الإرهابى، ونادت بإسقاطه وابتعاده عن مسرح الحياة؛ بدءًا من سيناريوهات تحجيب الفنانات وانتشار ظهور الحجاب فى بعض الأعمال الفنية إلى اختراق الدعاة الجدد حتى تحريم الفن وعلوم الإبداع بعد ثورة يناير، ما توقعته روزاليوسف حدث فى الواقع خلال العام الذى تمكنوا فيه من سرقة الثورة والاستيلاء على حكم مصر وسط ذهول ودهشة كل المصريين حتى جاءت «ثورة 30 يونيو التى أنقذت المبدعين» وكل المصريين من الفكر الإرهابى المتطرف، وكانت روزا وقواتها الناعمة لأفكارهم الهدامة بالمرصاد مع الحرية والتمرد والإبداع ولو كره المتأسلمون.
تحجيب الفنانات
فى أوائل الألفية وقفت «روزا» بالمرصاد لبعض القنوات الفضائية التى جنَّدت بعض الفنانات المحجبات فى ذلك الوقت، فى تحقيق «توبة الفنانات على الهواء» وهذه القناة التى أغلقت وكانت متخصصة فى استضافة معتزلات الفن اللاتى تبرأن من المسرح وساحات الغناء وشاشات السينما وسر تحولهن إلى داعيات ومفتيات فى الدين بعد شهور قليلة من الاعتزال وطرحنا مجموعة أسئلة: ما هى هوية هذه القناة؟ ومن يقف خلف تمويلها؟ وما هى أهدافها؟
فنانون فى جلسات الدعاة الجدد
وبعد عامين تابعت «روزاليوسف» دون غيرها حضور بعض الفنانين جلسات الداعية عمرو خالد والأهداف الخبيثة من هذا الحضور لجذب الشباب فى إطار حملات صحفية موسعة حول الانتهازيين والأدعياء الذين يحملون غلًا تجاه مصر وخروجهم من أوكارهم المظلمة لنشر الغيبوبة وترويج عقدة الذنب لدى الشباب لقطع الطريق نحو المستقبل وكانت «روزا» أول من كشف الوكيل المعتمد لتسميم العقول وتنبيه الجهات المختصة بأساليب التلاعب.
ما سبق نماذج من بروفات نشر الفكر المتطرف الذى نبهت له «روزاليوسف» دون غيرها حتى جاءت ثورة يناير ليخرج المخطوطون من حجورهم وكانت «روزا» لهم بالمرصاد فى الفن وملاعب الكرة ومن الفضائيات إلى وزارة الثقافة والمهرجانات الفنية ودار الأوبرا المصرية المسئولة عن الفنون الجميلة حتى قامت ثورة 30 يونيو لإنقاذ الفن والمبدعين من الأفكار السامة والعقول المتحجرة أمس واليوم وغدًا.