الخميس 27 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ما أحوجنا   لمثل هذه البرامج

ما أحوجنا لمثل هذه البرامج

كثيرة هى البرامج التى نشاهدها على الشاشة الصغيرة، ولكنى وبصراحة وحياد تام لم أجد برامج صنعت حالة جيدة بين الناس سوى برنامجين لا ثالث لهما، الأول هو برنامج (العباقرة) الذى سبق وأن أشاد به الرئيس السيسى لما يتضمنه من محتوى يقدم العلم والمعرفة لمتسابقى وجمهور المشاهدين فى المنازل، ويقدمه عصام يوسف، ويختص بطرح أسئلة فى العلوم والرياضة والتاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والفن والمسرح والسينما والثقافة والمعلومات العامة، وتخصص جوائز البرنامج المقدمة من البنك الأهلى راعى البرنامج لخدمة التعليم وتطويره، والثانى هو برنامج (شارك تانك) الذى يهدف إلى تقديم الفرص إلى الشركات الناشئة الجديدة من خلال دعمها سواء ماليا أو بالفكر والخبرة والتجربة التى يتمتع بها أعضاء لجنة المحكمين من رجال الأعمال والمستثمرين، الذين يعدون بمثابة (الأمل والخير) لتقييم ودعم العارضين والمبتكرين والشركات الناشئة من رواد الأعمال التى تتقدم للبرنامج، لخروج أفكارها إلى النور، وتوفير الاستثمارات المطلوبة لأصحاب هذه المشروعات لضمان تنفيذها، بالمناسبة أعضاء لجنة التحكيم فى البرنامج جميعهم من رجال الأعمال المؤثرين فى الاقتصاد المصرى، استطاعوا أن يثبتوا قدرتهم على مواجهة أى من التّحديات الاقتصادية فى عالمنا العربى التى من شأنها إعاقة عدد كبير من المشروعات الاستثمارية، بدعمهم للأفكار الجديدة البنّاءة التى من شأنها القدرة على تقدم الدول والاقتصاد. وهم مجموعة من رجال الأعمال المتمرسين فى مجال ريادة الأعمال، مثل ياسين منصور وأحمد السويدى ودينا غبور ومحمد فاروق وأيمن عباس وأحمد خليل، ومن قبلهم كان هناك عبدالله سلام ومحمد منصور والممثلة هند صبرى وهيلدا لوقا، البرنامج شكل حالة من الرواج الكبير على مواقع التواصل الاجتماعى الفترة الأخيرة، فتفاعل معها الجميع عبر مقاطع الفيديو الصغيرة التى تعرض حالة كل مشروع على حدة، وما بين طريقة الطرح وانتظار العرض، الجميع يتعاطف ويسعد ويتحمس لفكرة المشروع وجميع قصص النجاح المطروحة خلاله، وكأن المشاهد يتوحد مع المتقدم للبرنامج مُتمنياً تحقيق حلمه، حيث لقبه البعض بواحد من أفضل البرامج الهادفة منذ قرابة 20 سنة مضت.



فكرة البرنامج مستلهمة من برنامج تليفزيونى أمريكى ومبنية على إمكانية الاستثمار فى المشروعات الصغيرة أو الناشئة، وهو عبارة عن تقديم الأشخاص عرض نقاط قوة وضعف مشروعاتهم للاستثمار وفق قيمة المشروع أمام لجنة حكام تتكون من خمسة مستثمرين وهم الشاركس، ليبدأوا فى تقييم المشروع إجمالياً وتقديم عرض استثمارى لنجاح المشروع. ومن حق لجنة الحكام فى البرنامج الانسحاب، أو الاشتراك فى عرض واحد لأكثر من مستثمر. وعادة ما تكون منافسة شديدة بين المستثمرين على المشروع الناجح فينقسمون إلى فرق ليقدم كل منهما صفقته الرابحة. الجميل أيضا فى هذا البرنامج هو كم الأفكار اللامعة والجديدة وغير المتكررة التى قدمها الشباب المصرى من خلال مشاريعهم والتى تنوعت بين التعليم والعلاج وكتب الأطفال والأزياء والصناعة والطاقة والتسويق والعقارات وصنع أثاث من الورق والمخلفات ومطاعم الطعام الصحى وتربية العقارب للاستفادة من سمها فى الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل واستنساخ النباتات وصناعات الحرف اليدوية وأوانى الطهى والأحذية وتجفيف البيض لإطالة مدة صلاحيته وصناعة مستلزمات وميكنة المزارع والصوب لتوفير المياه وتصنيع أجهزة إعادة تأهيل للمرضى الذين فقدوا قدرتهم على السير.. مشاريع جميعها قائمة، تنتظر فقط الدعم والمساندة لبث الأمل فى نفوس الشباب المجتهد الذى لم يعد ينتظر الوظيفة الحكومية، مشاريع تفيد أصحابها وتفيد مصر، يطرحها الشباب الموهوبون الذين ظهروا فى برنامج شارك تانك بشكل مختلف وقدموا مشروعاتهم بجانب كبير من الاحترافية والتميز تعكس حرصهم على الوصول إلى نموذج ناجح من البيزنس وتمسكهم بالشغف فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجههم، مشاريع يقف خلفها رجال أعمال لم يبخلوا بأفكارهم وخبراتهم على ضيوف البرنامج، يرسمون لهم خطوات بناء المشاريع حتى تكبر وتنمو، ولذلك تحديدا تعدت مشاركات الشارك فى هذه المشاريع المتنوعة الـ700 مليون جنيه، مساهمات مالية تؤكد المسئولية المجتمعية للمؤسسات وترسخ مبدأ العطاء ورد الدين للوطن من قبل أعضاء لجنة تحكيم البرنامج، الذى أتمنى شخصيا أن أرى مثله الكثير على ساحتنا الإعلامية،.. لأنه وبصراحة برنامج يستفيد منه الجميع سواء مشاركا فيه أو حتى مشاهدا، لأنه بصراحة ودون لف أو دوران اكتفينا من البرامج التى تتناول سيرة فلان وطلاق ترتان وخصام وخلاف هذا مع ذاك، ناهيك عن برامج الطبخ التى تستخدم منتجات لا تناسب أغلب الأسر المصرية التى تعانى من ارتفاع الأسعار، وبرامج التوك شو التى يتصدرها مقدم يفهم فى السياسة والفن والاقتصاد والاجتماع والسينما والمسرح والأهلى والزمالك والحوادث (وجميع شيء كمان لو حبيت)، وبالتالى أصبح وجوده غير مرحب به لدى جميع الأسر المصرية.. نريد برامج هادفة تخدم المجتمع وتجذب المشاهدين بما تقدمه من مادة إعلامية محترمة، برامج ليست وليدة منصات التواصل الاجتماعى تقدم الفائدة وتنمى الوعى، لأننا بالفعل وفى هذا التوقيت بالذات، نحن فى حاجة لمثل هذه البرامج.