الجمعة 3 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ممثلة إسرائيلية وسرد دينى ثلاثى وغضب جماعى: فيلم «مريم الناصرية» يثير الجدل!

بعد عرضه منذ أيام على نتفليكس.. أثار فيلم «مارى أو مريم الناصرية»، من إخراج دى جى كاروسو، الكثير من الجدل فهو أحدث فيلم من سلسلة الأفلام المستوحاة من قصص الكتاب المقدس، تحكى بأسلوب ملحمى قصة العذراء مريم من طفولتها حتى ميلاد السيد المسيح، كتبه الإنجيلى التليفزيونى الشهير جويل أوستين، الذى كان فيلمه Shut In لعام 2022 هو التاسع من أفضل الأفلام فى ذلك العام.



فى المشهد الافتتاحى يذهب يواكيم (أورى فيفر)، وهو عجوز بلا أطفال، إلى الصحراء للصيام والصلاة ويلتقى برئيس الملائكة جبرائيل (دودلى أوشونيسى) ثم يجتمع مع زوجته آن (هيلا فيدور)، يبشر رئيس الملائكة جبرائيل والدى مريم بإنجاب طفل وأنها ستكون وعاءً لوعد سيغيرالعالم.

يفرح الوالدان بتدخل الله فى حياتهما وتولد مريم (نواه كوهين) وتكرس نفسها لله على الفور كخادمة فى الهيكل، وطوال طفولتها، نراها على الشاشة تسعد رؤساءها بتفانيها ولكنها كانت تحبطهم باستقلالها وذكائها الحاد.

وبوحى من جبرائيل، يجد يوسف (إيدو تاكو) مريم تغسل الملابس بجانب النهر ويقع فى حبها على الفور، يصر والدا مريم على زواجها من هذا الرجل الذى التقت به للتو، وكسر نذرها، تتم خطبتها ليوسف ويزورها رئيس الملائكة جبرائيل، الذى أعلن أنها ستلد المسيح.

وهكذا يبدأ الفصل الأخير حيث تقوم مريم ويوسف والابن المبارك بالهروب إلى مصر وإنقاذ يسوع من يدى، هيرودس، الذى قتل زوجته فى مشهده الأول، وذبح الأبرياء وأمر  بإحضار ابن مريم إليه حيًا.

قوبل الفيلم الذى عرض منذ أيام على نتفليكس بعاصفة من النقد والغضب من قبل بعض الكاثوليك والمسيحيين والباحثين اللاهوتيين.

 الاستشارة المختلطة

السبب ببساطة هو ما أعلنه المنتجون فى تسويق الفيلم، أنهم «استشاروا العديد من الخبراء بما فى ذلك المسيحيين والمسلمين واليهود!»

وبسبب هذه الاستشارة المختلطة تم الخلط بين نظرة الأديان الثلاثة حول حقيقة مريم العذراء وابنها يسوع المسيح على نحو مثير ومربك!

قال النقاد المسيحيون إن الفيلم «يبتعد كثيرًا عن القصة الحقيقية، ما نراه غريب جدًا وعشوائى ومكتوب بشكل سيئ وملىء بالمفاهيم الغريبة بعضها مأخوذ على ما يبدو من نصوص غنوصية يرتدى الكهنة قبعات غريبة، وبالتأكيد لم تكن هناك جماعة دينية نسائية مكرسة لتنظيف المعبد ومن الغريب أيضًا كيف يعرف الجميع فى الناصرة أنها حامل، بل إن العديد من الفصائل المتنافسة توصلت إلى الاعتقاد بأن هذا الطفل الذى لم يولد بعد هو فى الواقع ملك إسرائيل المستقبلى!»

فى مشهد ولادة مريم ليسوع فى الفيلم، تظهر مريم وهى تعانى من آلام المخاض الشديدة، حيث تساعدها قابلتان، لكن الكاثوليك يعلمون أن مريم لم تكن تعانى من آلام الولادة، حيث لم يكن لديها خطيئة أصلية.

كان الجميع ينتظر رواية سينمائية تصلح للأعياد.. لكن فى نقدها لفيلم «مريم»، قالت ميريديث وارين، المحاضرة البارزة فى الدراسات الكتابية والدينية فى جامعة شيفيلد فى إنجلترا، إنه بالإضافة إلى الأزياء «المبالغ فيها» التى ترتديها الشخصية اليهودية فى الفيلم، فإن الفيلم «يصر على الاستثنائية المسيحية».

وقالت وارين: «على سبيل المثال، مريم فقط تفكر فى تقاسم ثروة المعبد مع الفقراء. ويوسف فقط يأتى للدفاع عنها ضد تلك الشخصية اليهودية التى ستؤيد «الناموس».

 

فريق إسرائيلى

 

تم تصوير الفيلم فى الأراضى المقدسة مع طاقم إسرائيلى وممثلة إسرائيلية هى نوا كوهين، والسير أنتونى هوبكنز فى دور الملك هيرودس.

 

يعتقد معظم النقاد الذين كتبوا عن الفيلم أن اختيار الممثلين لفيلم «مارى» كان دقيقًا، أنتونى هوبكنز، الذى يلعب دور الملك هيرودس، هو «ملك كل الممثلين» الذين لعبوا هذه الشخصية على الإطلاق. وأن نواه كوهين، التى تلعب دور مريم، بريئة ومتواضعة ومقنعة كفتاة شابة تتلقى الرسالة الإلهية من القديس جبرائيل رئيس الملائكة.

 

 نواه

 

تدافع نواه كوهين بطلة الفيلم عن التغييرات التى طرأت على قصة مريم فى الكتاب المقدس فى فيلم مريم: «أردنا حكى قصتها هى أن نعيد لها صوتها» لأنها «ليست مجرد وعاء لشىء أعظم».

 

وتضيف: «حسنًا، أعتقد أن كثيرًا من الناس يعتقدون أنهم يعرفون قصتها، لكننى أشعر أنه فى هذا الفيلم لأول مرة، على الأقل رأيت، يتم تجسيد مريم من زاوية مختلفة تمامًا فى رأيى أنه يعيد لها صوتها، إنها قصتها. يتم سردها من وجهة نظرها. إنها عواطفها ومخاوفها التى تحرك السرد، وهذا فقط شعرت أنه مثير للاهتمام بالنسبة لى. هذا هو السبب الذى جعلنى أرغب أن ألعب هذا الدور». 

وتتابع نواه: «كان الهدف الرئيسى هو معرفة من هى كشخص»: «عندما علمت لأول مرة أننى حصلت على الدور، لن أكذب. من الواضح أننى شعرت بمسئولية هائلة. تحتل مارى مكانة عظيمة فى قلوب الملايين من الناس، وأردت تصويرها بطريقة لائقة للغاية. لكن بالنسبة لى، كان التركيز الرئيسى والعمل الرئيسى هو معرفة من هى كشخص».

 

أما بالنسبة لمخرج فيلم «مارى» دى جى كاروسو، فقد قال إنه يرى مريم العذراء «كبطلة خارقة بلا قوى خارقة»، وأراد أن يُظهر للجمهور «شخصية يمكنهم حقًا أن يتعاطفوا معها، أردت أن أصورها بطريقة تجعلك تفهم أنها امرأة شابة شجاعة وجريئة، وفى هذه المرحلة من حياتها، كان عليها أن تتخذ بعض القرارات الكبيرة بشكل لا يصدق وكانت لديها الكثير من القوى التى كانت ضدها. لذا، بالنسبة لى، كان الأمر مجرد إظهار للجمهور الأصغر سنًا وللجميع، شخصية يمكنهم حقًا أن يتعاطفوا معها. وأنها ليست مجرد لوحة أيقونية أو شخص نحترمه جميعًا، ولكنها فى الواقع كانت إنسانة وكان عليها أن تتخذ هذه القرارات وكانت لديها مخاوف وقلق مثل أى شخص آخر».

 

حصل الفيلم عند عرضه منذ أيام على نتفليكس على تقييم 30% على موقع Rotten Tomatoes يشير تقييم Rotten Tomatoes الأقل من 60% إلى أن غالبية المراجعات من قبل النقاد المحترفين سلبية.

 

مريم العذراء بعيون أقدم

فيلم مريم الناصرية،، هو أحدث فيلم من سلسلة الأفلام الدينية المستوحاة من الإنجيل بدأت السلسلة بفيلم سينمائى رائع لأم يسوع وهو الملحمة الإنجيلية الصامتة «لعام 1927/1928 فيلم «ملك الملوك»، حيث نلتقى بمريم (دوروثى كومينج) وهى تحمل صبيًا أعمى إلى يسوع وسط تسلسل افتتاحى من معجزات الشفاء.

 

يظهر لنا أولًا وجه يسوع من خلال عينى هذا الصبى الأعمى، فإن مريم تقود المشاهد إلى ابنها. وفى ذروة الفيلم، القيامة التى تم تصويرها بتقنية تكنيكولور المبكرة النادرة.

حديثا فى عام 1995 هناك فيلم يحمل نفس العنوان مارى، وهو الفيلم الأخير للمخرج الفرنسى جان ديلانوى، المعروف للجمهور الكاثوليكى بفيلمه برناديت.

ثم ظهر الفيلم التليفزيونى «مريم أم يسوع» 1999 ثم «قصة الميلاد» عام 2006، وهو الفيلم الروائى الطويل الوحيد الذى ركز بشكل خاص على سرديات الطفولة.

فى عام 2012، ظهرت مريم الناصرية لأول مرة على شاشة التليفزيون الإيطالى كمسلسل قصير من جزءين.

أما الظهور المتميز للسيدة العذراء فهو مايا مورجنسترن فى فيلم ميل جيبسون «آلام المسيح». يُظهِر لنا جيبسون مريم العذراء وهى منسجمة بعمق مع يسوع، من المشاهد التى لا تنسى حيث الأم والابن المسجون، المنفصلان عن بعضهما البعض بالحجر والتراب، يدركان بعضهما البعض بشكل خارق للطبيعة، إلى الفلاش باك المؤثر لطفولة يسوع فى المحطة الرابعة على درب الصليب، صورة جيبسون المؤثرة مع مريم العذراء التى تنظر مباشرة إلى الكاميرا وهى تحمل جسد يسوع الممزق، تشير بقوة إلى خطايا المشاهد بسبب آلام يسوع.

 تكرار

وبينما تختلف التفاصيل بين هذه العروض، تظهر أنماط متكررة. فالقديس يوسف هو دائمًا شاب قوى لديه اهتمام عادى بمريم. ومريم إما منفتحة دائمًا على اهتمامه، أو، فى «قصة الميلاد»، تقاوم لأسباب عاطفية بحتة. عندما تعود مريم من زيارة إليصابات، تكون حاملًا بشكل واضح (وهذا ليس أمرًا مفروغًا منه بالنسبة لأول طفل لأم شابة بعد الأشهر الثلاثة الأولى فقط من الحمل)، وتنشأ فضيحة ليس ليوسف فقط، بل وأيضًا والدا مريم، آن ويواكيم، غاضبان من فسادها الواضح.

فى العادة، تخبرهم بما حدث بالفعل، ولا يصدقها أحد منهم حتى يظهر الملاك ليوسف أيضًا. فى بيت لحم.  ترشد امرأة طيبة مريم ويوسف إلى الإسطبل، وعادة ما يغيب يوسف بهدوء (لجلب الماء أو الحطب) عندما يصل الطفل، ويتبعه بعد فترة وجيزة تجمع من الرعاة والحكماء. (فى كل الأحوال، تحمل مريم الطفل يسوع عندما يصل الرعاة؛ فهو لا يكون فى المذود أبدًا، حتى عندما يستشهد الرعاة بالملاك فى هذه النقطة)!

 يسوع الناصرى 

فى الأعياد ما زال المسلسل القصير الملحمى «يسوع الناصرى». لفرانكو زيفيريلى هو المفضل للكثيرين فى عيد الميلاد على الشاشة، خاصة أول 105 دقائق أوليفيا هوسى مضيئة وصادقة فى دور مريم، وكان أداؤها هو المفتاح إلى البشارة السامية- البشارة الوحيدة الفعالة والمؤثرة. لم يسمح لنا زيفيريلى بحكمة برؤية الملاك أو سماعه؛ مع القديسة آن، لا نرى سوى ضوء القمر يتدفق عبر النافذة على مريم، ونسمع نباح كلب بعيد ومع ذلك، فإن ردود أفعال هوسى تأخذنا بشكل مقنع من الخوف من ظهور الملاك لأول مرة إلى الخضوع الموقر.