عقب سقوط نظام بشار الأزهر يحذر من انتهازية الصهاينة والسطو على الأراضى السورية

صبحى مجاهد
دقت مؤسسة الأزهر الشريف ناقوس الخطر، خوفا من الاستغلال الصهيونى للأحداث الأخيرة فى الدولة السورية التى تسببت فى سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد الأزهر الشريف متابعته التطورات التى تشهدها سوريا الشَّقيقة، وأعرب عن تطلعه إلى وعى الشعب السورى وأهمية تمسكه بوحدة بلاده ومقدَّراتها، والحفاظ على أرضها وحدودها.
وأوضح مرصد الأزهر أن الصهاينة لا يترددون فى استغلال الفرص المواتية لهم لتحقيق الأغراض التوسعية الخبيثة من خلال توظيف المصطلحات والنصوص الدينية التوراتية المبتورة من سياقها التاريخى لتحقيق آمال أسطورية وأحلام طالما راودت خيال اليهــود من أجل إقامة أرض إسرائيل التوراتية المزعومة، الممتدة من النيل إلى الفرات.
ولفت مرصد الأزهر إلى أنه فى إطار تلك الأيديولوجية الصــهـيونية المتطرفة تقر الأحزاب اليمينية بأرض إسرائيل التوراتية التى تستدعى تبنى سياسة التوسع والاستيطان، وعدم الاعتراف بأى كيان عربى بين نهر الأردن والبحر المتوسط، ورفض قيام دولة فلسطينية، واعتبار القدس عاصمة أبدية لأرضهم التوراتية، والاستيطان فى كل أنحاء تلك الأرض باعتبار ذلك أساسًا للسيطرة والأمن، وطرد أهلها الأصليين حتى لا يكونوا أشواكًا فى أعينهم بموجب ما ورد فى التوراة: «وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ الَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِى أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِى جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِى أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا». (سفر العدد: الإصحاح 33، الفقرة 55).
وحذر الأزهر جموع السوريين من مخطَّطات شديدة المكر تدار لتقسيم بلادهم، وكسر شوكتهم، وإغراقهم فى مستنقع الصراعات والحروب الأهليَّة، وأن يعلموا أن بعض القوى الشريرة لا تريد لسوريا أن تستقر وتزدهر.
واستنكر الأزهر انتهازية الصهاينة واستغلالهم ما تمر به سوريا للسطو على أرضها ومقدراتها، مؤكدًا أن هذا الكيان المحتل اعتاد على اغتصاب أراضى دول المنطقة، ونهب ثرواتها، وتسخير مواردها لخدمة مصالحه، وطالب العالم العربى والإسلامى باتخاذ مواقف جادة وسريعة، والضَّغط الدولى من أجل وقف تمدد هذا السرطان وانتشاره فى الجسد العربى عضوًا تلو الآخر.
وأوضح مرصد الأزهر أن حاخامات لجنة أرض إسرائيل وممثلى حركة نحالا قالوا إن الاستيطان فى غزة ليس مجرد رد استراتيجى ضرورى، بل هو رد صـهـيونى طبيعى، وأن غزة تعود لسبط يهوذا وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من أرض (إسرائيل).
ولفت مرصد الأزهر إلى أن تلك المساعى المحمومة للتحريض على إعادة الاستيطان داخل قطاع غزة، هى محاولة دنيئة لاستغلال الوضع الأليم الذى يمرّ به قطاع غزة وسكانه، لتحقيق مكاسب خسيسة على الأرض؛ ولتنفيذ مخطط إحلاليٍّ جديدٍ ضمن المخطط العام الذى يُفضِى إلى احتلال كامل الأراضى الفلسطينية؛ موظفًا كل أذرعه العسكرية والسياسية والدينية لتحقيق مآربه الخبيثة، تحت سمع وبصر المجتمع الدولى.