الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هل أخطأت   مؤسسة ساويرس ؟!

هل أخطأت مؤسسة ساويرس ؟!

فجأة ودون سابق إنذار استنفر البعض من رواد العالم الافتراضى الهمم وشحذوا سكاكينهم، للنيل من مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، فقط لمجرد منحها (هبة) قيمتها مليار ونصف مليار جنيه للجامعة الأمريكية بالقاهرة، لدعم التميز فى تعليم إدارة الأعمال والأبحاث متعددة التخصصات وبرامج التبادل مع الجامعات الأمريكية الرائدة، وهو الأمر الذى لم ينل رضا السادة المعترضين، زاعمين أن الجامعات المصرية كانت أولى بتلك الهبة، ومنهم من قال إن منح الهبة لدولة أجنبية وغنية لا يجوز (بالطبع يقصد الجامعة)، وآخرين كتبوا ومنهم من قال إن فقراء الوطن أحق بهذه النقود، بل إن بعضهم كتب أنه كان من المفروض منح تلك الهبة لأصحاب المعاشات لرفع مستوى معيشتهم، وآخر يقول: لو كانت عائلة ساويرس أنشأت بهذا المبلغ الضخم مصانع لتشغيل الأيدى العاملة أو بناء مساكن شعبية للطبقة الفقيرة فى المجتمع بأسعار مغرية كان أفيد، ثم عاد وكتب مغرد منهم تويتة لأحد أفراد عائلة ساويرس قائلا: (من حكم فى ماله ما ظلم)، ولكن دعم زيادة الكنائس كان أفضل لتمديد النور داخل قلبك بالقداسة الحقيقية لله عز وجل،. تلك التويتة تحديدا هى ما جعلت المهندس نجيب ساويرس يرد بحسم على صاحبها قائلا: (بلدنا مش ناقصها كنائس ولا جوامع.. ناقصها تعليم كويس وعلاج كويس، وبالتالى أنا بفضل أتبرع للتعليم والصحة، وفى النهاية كل واحد حر فى تبرعاته وماله). حجج ومزاعم واهية ليس لها محل من الإعراب، تدثرت برداء بالٍ تحت شعار حب الوطن، الذى جعلهم يفرضون وصايتهم على من لا ينال إعجابهم، رغم كونهم فى الحقيقة غائبين عن الوعى، الذى تحول بدوره إلى جهل يلتهم فى طريقة، أى جهود للمساهمة أو المشاركة فى بناء المجتمع، جهل تحول بفضلهم إلى نعرات طائفية ممقوتة، لا يدركون مدى خطورتها على مصر والمصريين، تصريحات جميعها مغلفة بلوم وعتاب فى غير محله، بخلاف أنها تعد تدخلا فى أمور الغير، الغريب فى الأمر أن المعترضين على الهبة، أجمعوا على أن المؤسسة المانحة حرة فى مالها، وأن فكرة التبرع بحد ذاتها للتعليم أمر جيد ومطلوب. ولكن فى لمح البصر يتحول هذا الإجماع إلى انتقاد وغمز ولمز يتحول فى أغلبه إلى تشكيك، مصحوب عن التهرب من الضرائب لمن أسسوا هذه المؤسسة.. تصريحات وقصص ومعلومات مفبركة شارك فى خروجها للعلن البعض من ضعاف العلم والموهبة والإدراك.



 

ولهؤلاء نقول ارحمونا من هذه السفسطة الممزوجة بجهل ينم عن عدم وعى بمتطلبات الوطن، جعلنا لا نستطيع النظر إلا تحت أقدامنا، بعدم إدراك أهمية العلم فى تقدم الشعوب، حتى نظل محلك سر فى ضوء هذه العثرات الفكرية المغلوطة التى تنتاب البعض من رواد هذا العالم الافتراضى. بل إن المحتجين والمعترضين على هذه الهبة، تغافلوا من خلال ما نشروه، أن مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية هى مؤسسة مصرية خاصة تأسست عام 2001م بهبة من عائلة ساويرس، وهى بالمناسبة تعد من أوائل المؤسسات المصرية المانحة فى مجال التنمية فى مصر وتدعمها أسرة مصرية، تدعم العديد من المشروعات التى تهدف إلى خلق فرص عمل لأفراد مؤهلين لشغلها فور انتهاء تدريبهم، كما تركز المؤسسة على أهمية الشراكة بين المجتمع المدنى والحكومة والقطاع الخاص لتحقيق التنمية المتواصلة، من خلال العديد من المشروعات الخيرية والصحية والفنون والعلوم على مستوى الجمهورية، ورغم أهمية تلك المشروعات والخدمات، فإننا سنعود ونركز على التعليم والذى بسببه تعرضت المؤسسة لكل هذا الكم من الهجوم، خاصة أن تلك الهبة التى خصصت للجامعة الأمريكية، خصص غيرها كثير من المنح الدراسية الأخرى سواء داخل مصر أو خارجها، للطلاب المتميزين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بتفوق، لمنحهم الفرصة لمتابعة التعليم الجيد، منح ممولة بالكامل تشمل مصروفات الدراسة والإقامة والإعاشة للطلاب المغتربين، والكتب والمواد التعليمية، للحصول على تعليم جامعى عالى الجودة فى مجموعة مختارة من الجامعات المصرية الرائدة فى مصر. حيث تقدم تلك المنح تجربة أكاديمية متميزة للطلاب فى مجالات متعددة ومهمة لدعم مستقبل الاقتصاد المصرى ما يؤهلهم للحصول على فرص عمل تنافسية بعد التخرج، كما تقدم المؤسسة أيضا منحا دراسية للطلاب المصريين ذوى الإعاقة للدراسة الجامعية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بهدف دمج هؤلاء الطلاب فى الحياة الجامعية وتوفير فرص تعليمية متميزة تمكنهم من الحصول على تعليم عالى الجودة وفرص عمل أفضل، فضلًا عن توفير نفقات الإقامة والسكن للطلاب الوافدين، كما تقدم أيضا منحا دراسية للحصول على درجة الماجستير بالتعاون مع هيئة أمديست منذ عام 2001، من الجامعات المرموقة فى الولايات المتحدة فى مجالات الهندسة، إدارة الأعمال وإدارة التشييد والبناء مثل: معهد ماستشوستس للتكنولوجيا، هارفارد، ستانفورد، وجامعة كاليفورنيا التكنولوجية، تلك هى المنح الدراسية المتعددة التى تعمد رواد العالم الافتراضى عدم رؤيتها أو حتى الإشارة إليها، إما لأن نظرتهم ضيقة أو تحكمهم توجهات خاصة أو عملا بمبدأ خالف تعرف، لذلك كانت إثارتهم لتلك الموجة من النقاشات والانتقادات، التى سرعان ما تحولت إلى اتهامات، لتنال من هبة مالية قدمتها أسرة مصرية لجامعة مصرية متميزة، لا تحكمها قواعد البيروقراطية المفرطة، ولا تعانى من التضخم الإدارى الذى يبتلع كل مواردها، مثلما يحدث فى أغلب جامعاتنا الحكومية.