الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صناع (سنو وايت) يروون تجربتهم لـ«روز اليوسف»: فيلم مصرى عن تحديات الأقزام

شهدت القاعة التى احتضنت العرض الأول لفيلم (سنو وايت) الذى يشارك فى مسابقة الأفلام الطويلة فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى،  تصفيقا حارا، حيث تفاعل الجمهور مع الفيلم، بشكل كبير، لا سيما أن الفيلم حمل قدرا كبيرا من المشاعر الإنسانية الخالصة، وألقى الضوء على التحديات التى تواجه قصار القامة فى مجتمعنا، حيث تدور أحداثه حول شابة مصرية قصيرة القامة تسعى إلى تحقيق حلمها بالحب والزواج، تمامًا كما تفعل أى فتاة أخرى، لكنها تواجه بعض الصعوبات بسبب معايير الجمال التقليدية التى تفرضها الثقافة المحيطة، الفيلم من تأليف وإخراج «تغريد أبو الحسن» وبطولة «مريم شريف» ويشاركها فى البطولة مجموعة من النجوم هم: «محمد ممدوح، وكريم فهمى،  ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة» وعلى هامش فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان، التقينا بـ«مريم» و«تغريد» والمنتج «محمد عجمى» ودار بيننا اللقاء التالى.



مؤشر نجاح

فى البداية أعربت «مريم شريف» عن سعادتها بتقديم أول فيلم تلعب بطولته فتاة من قصار القامة، حيث قالت: «تحمست للدور لأنه جديد، ويقدم قصار القامة بطريقة مختلفة لم تعرض من قبل فى السينما، وعن نفسى لم يكن لدى من قبل اهتمام بمجال التمثيل، خاصة أن كل الأدوار التى كان يلعبها قصار القامة كانت تتعمد السخرية منهم، وللأسف الأعمال الفنية أوصلت رسالة للجمهور بأن قصير القامة مباح أن يتم السخرية منه، وعندما التقيت بـ«تغريد» لم أشعر بأنها ستقدمنى بنفس الطريقة، وقد منحتنى العديد من ورش الأداء، حتى أتمكن من إظهار مشاعر الشخصية، خاصة أننى لا علاقة لى بالتمثيل، فأنا طبيبة صيدلانية، أعمل فى مجال تسويق الدواء، وسافرت لاستكمال دراستى فى ألمانيا، كما أننى (بلوجر) معروفة بين قصار القامة».

وعن رد الجمهور بعد العرض، قالت: «كان مؤشرًا بالنسبة لى أننى نجحت فى توصيل الرسالة، فتفاعل الجمهور مع مشاعر الشخصية وتجاوبهم معها سواء بالضحك أو البكاء جعلنى أشعر أن الفيلم قد يلقى حجرا فى المياه الراكدة، وقد سعدت كثيرا أن عددًا من قصار القامة قد حضروا العرض، حيث إننى قد أعلنت على صفحتى عن موعده، وأذهلنى أن إحدى الفتيات من قصيرات القامة أخبرتنى أنها لم تدخل السينما قط، لكن فيلمى شجعها على فعل ذلك».

وعن التحديات التى تواجهها فى الواقع، ومدى قدرة الفيلم على تصويرها دون مبالغة قالت: «كل ما تم تصويره فى الفيلم حقيقى وليس به مبالغة وهناك تحديات مثل عدم القدرة على إيجاد فستان مناسب مثلا، أو التأهيل النفسى لتقبل الوضع، أو المعاكسة والتحرشات، لدرجة أن أحدهم قال لى ذات مرة (أنت اتسخطتى)»

أما عن الصورة التى ظهر فيها الفنان «كريم فهمى» وهو يقبل يدها على السجادة الحمراء للفيلم فتقول «مريم»: «كريم إنسان جميل فوق الوصف، وقد شعرت بدعم شديد فى المشاهد التى جمعتنى به، وأنا ممتنة لذلك».

صدفة

ومن جانبها قالت المؤلفة والمخرجة «تغريد أبو الحسن»: «فكرة تقديم فيلم عن تلك الفئة المهمشة كانت تشغلنى منذ طفولتى،  حيث كانت هناك مربية لصديقة لى من قصار القامة وكانت شخصيتها قوية جدا، وكانت بالنسبة لى نموذجا مختلفا، وعندما كبرت وجدت نظرة مختلفة من المجتمع، ومعاملة مغايرة تماما لما مررت به مع مربية صديقتى،  ولذلك كان لدى حلم أن أجعل الناس يرون الجانب الذى شاهدته، وأن ينظروا لقصار القامة من منظور مختلف، وهو ما دفعنى إلى أن أكتب سيناريو (سنو وايت) ولم أكن أتوقع أن يخرج للنور بسهولة، فهناك قواعد كثيرة تحكم شباك التذاكر، ولم أتوقع أن أجد بسهولة منتجا يتحمس ويغامر وينتج الفيلم، حتى قابلت المنتج «محمد عجمى».

أما عن اختيارها لـ«مريم» للقيام بدور البطولة فتقول: «أجريت كثيرا من المقابلات مع فتيات قصيرات، لكنى لم أجد المواصفات المناسبة، حتى قررت الانتظار لأجد الشخصية المناسبة، وبالصدفة شاهدت فيديو على الإنترنت لـ«مريم» فأعجبت بها، وحاولت التواصل معها فأجابتنى شقيقتها بأنها سافرت ألمانيا للدراسة ولن تعود قبل 6 شهور ولم أستطع الانتظار هذه الفترة دون أن أعلم هل ستكون معى أم لا فسافرت لها وقابلتها وكان معى عدة مشاهد، وجلسنا فى مقهى شهير وطلبت منها أن ترتدى الحجاب، فوجدت البطلة أمامى».

فرص للموهوبين

أما المنتج «محمد عجمى» فيرى أن الإنتاج له أنواع وأهداف مختلفة، فهناك منتج يبحث عن الإيرادات، وبالتالى يفكر فى البحث عن النجم الذى يجلب له هذه الإيرادات، لكنه أمر لا ينطبق على شركته، حيث يقول: «من خلال شركتى قررت أن أمزج ما بين الترفيه وما بين القيمة التى تجعل المشاهد يتفاعل ويتأثر، وهو ما دفعنى لأن أبحث عن قصص واقعية مصرية بها عمق، وعندما فكرت فى إنتاج (سنو وايت) قدمته لشعورى أن هناك موهبين لا بد أن يتم منحهم الفرصة، فهو فيلم ذو طبيعة خاصة، وقد قابلت عددا من الأصدقاء من صناع السينما اتهمونى بالجنون لحماسى للفيلم لكن الهدف الحقيقى لشركتنا أننا نعمل سينما ذات منظور مختلف، وبالطبع سعيد بمشاركة عدد من النجوم لنا فى الفيلم، فقبولهم لأدوارهم أمر يحسب لهم بالتأكيد».