حب وكاشات.. دروس مجانية من «مروان بابلو» لسوق الغناء
محمد شميس
على صفحات هذه المجلة، كنا قد تحدثنا عن ألبومات مغنى الراب «مروان بابلو»، وقمنا بتحليل وتفكيك ركائز مشروعه الغنائى المهم، وفى مقالات أخرى انتقدنا تصرفات زميله «ويجز»، وأكدنا أنه اتبع منهجًا تسويقيًا فى أعماله بشكل يثير الشبهات والتساؤلات، فدائمًا ما يحدث ضجيجًا مصنوعا حوله، ومن ثم يستغل هذا الضجيج للإعلان عن عمل فنى جديد له.
حدث ذلك عندما تم الإعلان على صفحات التواصل الاجتماعى أن هناك خلافات بين «ويجز» و«محمد رمضان» بسبب إعلان دعائى، وصدرت أغنية (دورك جاى) بعدها، فحققت الملايين من المشاهدات، الأمر نفسه فى أغنية (البخت) التى صدرت بعد شائعات رفض الممثلة «هدى المفتى» الارتباط به وهو ما ساهم فى زيادة شعبية الأغنية، ومؤخرًا هاجم «رامى صبرى» فى فيديو وفى آخر الفيديو أعلن عن صدور أغنيته الجديدة والتى صدرت بصورة «فيفى عبده»، دون أى رابط حقيقى.
وفى الوقت ذاته، وعلى النقيض وبدون مقدمات، أو دعاية «رخيصة» قام زميله «مروان بابلو» بإصدار ألبوم مكون من خمس أغانٍ بعنوان (حب وكاشات) مع الرابر المتألق «أبيوسف»، فى رهان تام على أن جودة العمل هى من ستصنع الانتشار الجماهيرى، ليقدم «بابلو» مجموعة من الدروس المجانية التى يجب أن يتعلم منها الكثيرون فى الوسط.
أولاً.. كيف يكون «بوستر» العمل معبرًا عما بداخله، حيث إن الألبوم بعنوان (حب وكاشات) فكان من الطبيعى أن يكون البوستر معتمدًا على «ترس الماكينة» التى تعبر عن سلطة رأس المال «الكاشات»، وبداخل هذا الترس يوجد «قلب» والذى يعبر عن «الحب»، ليكونا الاثنين مجتمعين «حب وكاشات».
ثانيًا.. كيفية صناعة أغانٍ بمفهوم الـConcept album، الأغانى الخمسة فى ألبوم (حب وكاشات) تتمحور موضوعاتها حول علاقة الحب بالمال، صحيح أن الحديث عن «الكاشات» له النسبة الأكبر، ولكن هذا بسبب أن الصراع حول «الكاش» كان يعطى مساحة للحديث عن الوسط الغنائى الخاص بالراب، ومن ثم يكون هناك «نكش» للمنافسين، وهذه النوعية من الموضوعات يحبها الجمهور الذى يعشق الراب.
ثالثًا.. التنوع فى اختيار الموزعين الموسيقيين يؤثر بالسالب على الجودة الفنية، فى (حب وكاشات) كان هناك اعتماد رئيسى على الموزع الشاب «هادى معمر» وهو من ركائز مشروع «بابلو» الموسيقى وتعاون معه فى الكثير من «السينجلات»، وكذلك فى ألبوم (آخر قطعة فنية)، واستمر التعاون أيضًا فى الألبوم الأخير، ولكن بإضافة «عمر طاى»، وهو ما جعل التوزيعات الموسيقية فى الألبوم مترابطة من حيث الأشكال المعتمدة على أنواع «Jersey club، trap ،Electronic dance music»، حتى فى استخدام سرعات الأغانى كان هناك ترابط كبير فى الـ«تيمبو».
«ديفا» سرعتها 77
«سماك ذات» سرعتها 125
«متمشيش» سرعتها 105
«توتو» سرعتها 79
«كارما» سرعتها 122
رابعًا.. كيفية صناعة ألبوم كامل مشترك، تقريباَ أغلب من يقومون بصناعة الأغانى المشتركة والتى يطلق عليها «ديو» يفشلون فى تطبيق القواعد الفنية اللازمة لصناعة عمل مشترك، حيث تصنع أغلب الأغنيات وكأنها مصنوعة لفرد واحد، ويتم تقسيم المقاطع على المغنين.
ولكن مع «بابلو» و«أبيو» كان الموضوع مختلفًا، حيث كان كل واحد منهما له البصمة الخاصة، ولا نستطيع أن نستبعد أى جزء من الأجزاء التى يغنيانها لأن هذا سيضر بالميزان الفنى للأغنية، خاصة عندما نكون نتحدث عن أغانٍ ذاتية الصناعة، بحيث يعبر كل فنان عن واقع حقيقى عاشه ويعرفه الجمهور عنه، فكل واحد منهما لا يخترع أحداثًا أو يحاكى واقعًا غير حقيقى، بالإضافة إلى أن هناك ترابطًا كبيرًا بينهما ولا يطغى أى منهما على الآخر سواء فى مدة الغناء داخل كل أغنية، أو أن يلعب أى منهما دور «السنيد» للآخر!