الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أخيرا تساوى نتنياهو مع هتلر

أخيرا تساوى نتنياهو مع هتلر

رغم أنف وغفلة مقصودة من دول كبرى تدعى أنها راعية للحرية والديمقراطية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق كلٍّ من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الكيان ووزير دفاعه يوآف جالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة خلال حرب الإبادة المستمرة حتى الآن فى قطاع غزة، مذكرة الاعتقال التى خرجت للعلن ترجع أهميتها إلى أنها ساوت بين مجرم حرب العصر الحديث نتنياهو بمجرم الحرب القديم هتلر، على الرغم من الضغوط وحملات الابتزاز التى مارستها أمريكا وبعض الدول لعدم صدورها، بل إن مجرم العصر الحديث تفوق على هتلر عندما استخدم سلاح التجويع كأسلوب جديد من أساليب الحرب ضد الإنسانية، سلاح تزامن مع القتل وقصف المدارس والمنشآت المدنية وقتل النساء والأطفال ومنع وصول الإعانات الإنسانيّة والأدوية للمُحاصَرين، ورغم علمى وعلم الكثيرين أن تلك المذكرة لن يكتب لها الدخول إلى حيز التنفيذ، بعد أن وصفها بلطجى العالم الأكبر (أمريكا) بالمشينة، وقال عنها باقى مسئولى حكومته ومجلس شيوخه وعمومه بأنها ليست سوى مزحة خطيرة، ولهذا أخذت هذه الإدارة الحالية أو حتى القادمة عهدا على نفسها بدعم وتأييد دولة الكيان، على أساس أنها لم تسمع أو تشاهد كل هذه الجرائم التى ترتكب فى حق الإنسانية، وهو الأمر ذاته الذى لم نره عندما تم إصدار حكم مماثل على بوتن، رغم أن الرجل لم يتسبب بقتل هذا العدد مثلما فعل مجرم الحرب (النتن)، ولكنها وللأسف المعايير المزدوجة والمصلحة، التى تتحكم فى أذهانهم، والتى بسببها سوف يلاحقهم العار مدى حياتهم، والتى بسببها أيضا سيقفون يوما أمام نفس المحكمة، لعدم تصديهم لمثل هذه الجرائم. رغم تأكدى ويقينى من أن كل المنظمات الدولية لم تعد سوى أداة بيد أمريكا، ولذلك أصبح ما يصدر عن هذه المنظمات هو والعدم سواء، وليس له من قيمة أو اعتبار إذا لم يأتِ على هوى المزاج الأمريكى، وهو ما يؤكد ويثبت أن مثل تلك المذكرات والقوانين أو غيرها سنت فقط لجلد الضعفاء دون غيرهم.



ذلك المزاج والجبروت الأمريكى هو نفسه ما جعل مجرم الحرب الحديث يخرج علينا مصرحا بكل بجاحه: (إن القرار المعادى للسامية الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية يمكن مقارنته بمحاكمة دريفوس، وسينتهى بالطريقة نفسها)، فى إشارة إلى قضية النقيب اليهودى دريفوس الذى أدين ظلما فى القرن التاسع عشر بالخيانة فى فرنسا، وأضاف مؤكدا أنه «لن يستسلم للضغوط ولن يتراجع ولن ينسحب من قطاع غزة إلا بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التى حددتها إسرائيل فى بداية حملته العسكرية».. أما وزير خارجيته فقد كتب على منصة أكس قائلا: «هذه لحظة سوداء للمحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى، فقدت فيها كل شرعية لوجودها ونشاطها. إنها أداة سياسية فى خدمة العناصر الأكثر تطرفا التى تعمل على تقويض السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط».

قرار المحكمة الجنائية الدولية الشجاع ورغم استحالة تنفيذه فى ظل الهيمنة الأمريكية والغطرسة الإسرائيلية، إلا أن له مردودًا إيجابيًا لا يمكن التغافل عنه، فمجرم الحرب فى العصر الحديث سيقضى ما تبقى من حياته إذا لم يصب بمصيبة تودى بحياته سواء بقتله عن طريق رجال حماس، أو اغتياله عن طريق أحد أهالى الرهائن الذين ضللهم وتسبب فى نزوحهم من منازلهم، سيظل مرهونا بالعيش كأسير داخل دولة الكيان، خائفا ومرعوبا من القبض عليه أو تسليمه ليعيش المتبقى من حياته سجينا، فمحاولة الخروج من حدود دولة الكيان إلى أى دولة موقعه على اتفاقية روما، والتى بمقتضاها تأسست المحكمة الجنائية الدولية، التى اختصت بمحاكمة مجرمى الحرب، سيتم اعتقاله فورا، أما فى حالة سفره إلى دولة غير موقعة على الاتفاقية، ففى هذه الحالة قد نرى ضغوطا شعبية وليست حكومية لتسليمه للمحكمة، كما حدث من طلاب جامعات أمريكية عديدة احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية على غزة، داعين إلى وقف إراقة الدماء، ومطالبين بسحب الاستثمارات من الشركات التى تدعم الحكومة الإسرائيلية، لذلك متوقع أن يعمد نتنياهو للتشبث بالسلطة أكثر والبقاء بمنصبه لأطول فترة ممكنة من أجل تجنب احتمال الخضوع لسلطة المحكمة الجنائية، وهو ما يعنى أن جرائم الإبادة التى يرتكبها فى حق المدنيين والإنسانية سوف تستمر بعد أن باركتها الإدارة الأمريكية فى السابق وستباركها أيضا فى الحاضر والمستقبل.