الثلاثاء 13 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خطوة تاريخية لمحاسبة الإرهابيين مرصد الأزهر: تنفيذ قرار اعتقال نتنياهو وجالانت يوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين

أكد مرصد الأزهر الشريف أن تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه السابق جالانت يوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين؛ خصوصًا أنهما تفنّنا فى ابتكار أساليب التعذيب والانتهاك لكسر عزيمة الفلسطينيين فى قطاع غزة؛ بهدف إنهاء صمودهم أمام آلته العسكرية التى أتت على الأخضر واليابس ولم تترك مكانًا داخل القطاع إلا واستهدفته ضمن استراتيجيته «لحرق الأرض» وإنهاء أى مَظهر للحياة يسمح بعودة الفلسطينيين لمنازلهم ومناطق سُكناهم فى خطة ممنهجة لتهجير أصحاب الأرض والاستيلاء على حقوقهم، غير مبالٍ بما يمثله ذلك من نكبة جديدة تزيد فى معاناة الشعب الفلسطينى الذى لمّا يبرأ من نكبته الأولى بعد- بل لا يزال يكابد تبعاتها الإنسانية والحقوقية حتى يومنا هذا.



واعتبر الأزهر الشريف، إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الصـهـيونى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بأنه تاريخى ويضع الدول الأعضاء أمام واجب قانونى يلزمها بإنفاذ ما جاء فى المذكرة، وتنفيذ ما صدر من أوامر اعتقال بحقهما بعد المَجازر وجرائم الحرب وأعمال الإبادة فى قطاع غـزة وغيرها على مدار الساعة. 

وقال مرصد الأزهر: «إن المرصد وهو يتابع ما صدر عن المحكمة الجنائية الدولية فإنه يؤكد أهمية التعامل مع قرارها انطلاقًا من اعتبارات أخلاقية وإنسانية إلى جانب الاعتبارات القانونية الأصيلة فيها، إذ لما كانت عضوية المحكمة لا تشمل كل دول العالم فإن تنفيذ المذكرة يتطلب تضافر الجهود الدولية والانصياع لما جاء بها لمنع تكرار تلك الجرائم والإبادة التى تتقاصر الكلمات عن وصف بشاعتها، فالتضامن الدولى لا يقوم على شعارات مزينة بعبارات الشجب والتنديد فحسب؛ بل يحتاج إلى رؤية وبصيرة تحوِّل تلك العبارات إلى واقع ملموس حقيقى تجد فيه الشعوب المهضومة حقوقها أملًا فى مستقبل أفضل وأكثر أمنًا وعدلًا، ويعطى الأجيال القادمة بصيصًا من نور، فقرار الجنائية الدولية يأتى بعد أيام قليلة من احتفال العالم بيوم الطفل فى حين يعانى الطفل الفلسطينى من انتهاكات جسيمة تنزع منه طفولته وحلمه فى غد أفضل؛ ليجد نفسه يصارع تارة آليات الاحتلال فى شوارع وطنه وتارة أخرى ينازع لنيل أبسط حقوقه فى التعليم والصحة والأمن- بل فى الحياة». 

وشدّد الأزهر: «أن قرار المحكمة رهن بالتنفيذ، والتنفيذ رهن بالإرادة الدولية، والإرادة الدولية رهن بإيمانها بالمبادئ التى توافقت عليها الأديان وسطرتها المواثيق... فبإنفاذ القرار يتسنى صون ما تبقى من شرعية القانون فى النظام الدولى؛ ليعلم الإرهابيون المحتلون أن جرائمهم لن تمر بلا حساب، وأن واحدهم سيظل حبيس جدران لا يبارحها خوفًا من توقيفه دوليًا. 

واختتم قائلاً: «إن عالمنا اليوم على مفترق طرُق بين المُضى فى سياسة الإفلات من العقاب، أو انتشال ما تبقى من أسُس القانون من وَحْل التعالى، وتغليب المصالح، وإعلاء شرعة الإرهاب».

 ضم الضفة الغربية 

 فى سياق متصل؛ حذر الأزهر الشريف من خطة الاحتلال الإسرائيلى من القضاء على القضية الفلسطينية وضم قطاع غزة للكيان الصهيونى.. وقال فى أحدث تحليل له نشره مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: «لقد صارت الرؤية الآن أكثر اتضاحًا من أى وقت مضى؛ فعمليات الإبادة الدائرة فى شمال قطاع غـزة، وطرح مخططات لضمّ الضفة الغربية (أو على الأقل مستوطناتها) للسيادة الصـهـيونية، يؤكد أن هدف الاحتلال الإتيان على القضية الفلسطينية برمّتها، وذلك بالاحتلال العسكرى لغـزة، وبضمّ أراضى الضفة؛ فتتبدد الآمال فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة».

واستشهد الأزهر بما نشرته العديد من الصحف العبرية؛ حيث أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فى تقرير نشرته فى 20 نوفمبر، أن الاحـتلال يقوم بتعميق سيطرته على قطاع غـزة، وتوسيع المَحاور التى يسيطر عليها، وإنشاء ما يشبه «المواقع العسكرية»- كل هذا فى سبيل الاستيلاء على مساحات واسعة، وتطبيق الحكم العسكرى فعليًّا داخل القطاع.

ونقل موقع القناة السابعة «العبرى»، الثلاثاء 19 نوفمبر، على لسان «سموتريتش»، زعيم حزب «الصـهـيونية الدينية» ووزير المالية، دعوته إلى احـتلال «شمال غـزة» عسكريًا، كوسيلة للضغط على المقاومة الفلسطينية، فيما يتعلق بقضية تحرير الأسـرَى، داعيًا إلى ضم الضفة الغربية المحتلة وبناء وتوسيع المستوطنات. 

 وفى تقرير نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، الخميس 7 نوفمبر، أشارت فيه إلى أن هناك مؤشرات أولية تشير إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة بالنسبة للسيادة الصـهـيونية على الضفة الغربية؛ فقد قامت الولايات المتحدة بتوجيه دعوة إلى «يوسى داجان» رئيس المجلس الإقليمى فى (الضفة المحتلة)، ومسئول الاستيطان فى حكومة «نتـنيـــاهو»؛ لحضور حفل تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة، فى 20 يناير المقبل. 

 وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الدعوة تحمل مغزى سياسيّ مهم، يتعلق بالتغير الذى سيطرأ على السياسة الصـهـيونية فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.

وقال الأزهر «إنه من خلال تلك القراءة السريعة، يتأكد بما لا يدع مجالًا للشكّ، أن القضية الفلسطينية صارت الآن أمام اختبار حقيقى مع تواصل النزعة الاستيطانية والإصرار على فرض السيطرة الصـهـيونية بالضفة ومحاولات تحويل شمال غـزة إلى مواقع عسكرية لمنع عودة الفلسطينيين إليها، فكل هذا يؤكد ضرورة اتخاذ خطوات جادة لمنع الاحتلال من المضى قُدُمًا فى خططه الخبيثة التى أصبحت تتكشف واحدة تلو الأخرى بعد أكثر من عام على حرب الإبادة والتطهير العرقى فى القطاع».