الأربعاء 12 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رخصة للإفتاء دار الإفتاء تنسق مع الأزهر والأوقاف لمواجهة فوضى الفتاوى

تُنسق دار الإفتاء مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لوضع مقترح قانون لتجريم الفتوى من غير المختصين، عبر دراسة مشتركة لكيفية مواجهة فوضى الفتاوى وتنظيم من له حق القيام بهذه المهمة، من خلال تعاون جاد بين المؤسسات الدينية.



وتبحث الدار تطوير الإمكانات الخاصة بها للاستفادة من الفضاء الرقمى باعتباره ضرورة حياتية وأداة تواصل فعالة مع الشباب، فى ضوء امتلاكها الوسائل والأدوات التى تجعلها رائدة فى هذا المجال، فى ضوء السعى لإعادة منظومة القيم الأخلاقية، لأن الأزمة الأخلاقية تعد أساس المشكلات التى تواجه المجتمعات.

وأشار د. نظير عياد - مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم - إلى أن مشروع «المؤشر العالمى للفتوى» يمثل مبادرة رائدة لرصد اتجاهات الفتاوى عالميًّا وتحليلها لمواجهة التطرف الفكري. 

وقال: «الدار تسعى خلال المرحلة المقبلة إلى التوسع فى قياس مؤشر الفتوى فى أماكن عدة وذلك لإصدار تقارير دقيقة تساعد فى الوقوف على مواطن التشدد والتطرف ومن ثم معالجة القضايا المعاصرة».

واستعرض الدكتور نظير عياد خلال جلسة صحفية حوارية مفتوحة بمقرِّ دار الإفتاء المصرية، جهودَ الدار فى دعم استقرار الأسرة المصرية من خلال مركز الإرشاد الزواجى، الذى يقدم جلسات إرشادية وحملات توعية للمُقبلين على الزواج. 

وأشار إلى وَحدة «حوار» التى تهدُف إلى معالجة القضايا المجتمعية وإجراء مراجعات فكرية تسهم فى تعزيز الوعى، وذلك من خلال تفنيد أقوال الجماعات المتطرفة والكشف عن خلفياتها وأسبابها وطرق علاجها وعرض ذلك من خلال حوار علمى هادئ على صفحات ومنصات دار الإفتاء المصرية ومناقشات هادئة متزنة.

وأوضح المفتى أن الدار ستعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة منظومة القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى أن الأزمة الأخلاقية تعد أساس المشكلات التى تواجه المجتمعات، مضيفًا: «الإنسان هو محور الرسالات السماوية، ولهذا ستتركز الجهود على القضايا التى تمس المواطن مباشرة، مع التركيز على القيم الدينية والإنسانية التى تلبى احتياجات الواقع دون أن تصطدم مع أصول الدين».

وأكد «عياد» أهمية الاستفادة من الفضاء الرقمى باعتباره ضرورة حياتية وأداة تواصل فعالة مع الشباب، فى ضوء امتلاك دار الإفتاء للوسائل والأدوات التى تمكنها من أن تكون رائدة فى هذا المجال، وسنعمل على تطوير هذه الإمكانات لخدمة قضايا المجتمع.

وأضاف أن «السوشيال ميديا من أهم الأدوات التى لا يمكن غض الطرف عنها، وهى واحدة من نعم الله، لكن الإشكالية ليست فيها ولكن فى سوء استخدام هذه النعمة»، لافتًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية تسعى إلى بناء شراكات داخلية وخارجية مع المؤسسات الدينية ممثلة فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة المصرية إلى جانب المؤسسات الأخرى، لتنسيق التعاون المشترك لمجابهة التحديات.

ونوه «المفتي» لجهود بعض إدارات ووحدات الدار النوعية، مثل «مركز سلام»، موضحًا أنه يهدف إلى مواجهة التطرف والإسلاموفوبيا من خلال منظومة معرفية متكاملة تشمل رصد وتحليل الخطاب المتطرف، وإعداد برامج تدريبية، والتعاون الدولى مع مراكز أبحاث ومؤسسات متخصصة. 

وأضاف: «لدينا الرغبة فى أن يكون لمركز سلام مراكز فرعية داخل مصر وخارجها لمحاصرة الأفكار المتطرفة التى يمكن أن تستغل».

وتحدث مفتى الجمهورية عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والمراكز والوحدات الموجودة بها والتى تكشف عن عمق رؤية وسرعة معالجة القضايا والمستجدات.

وأكد مفتى الجمهورية أهمية تكاتف الجهود الإعلامية والمؤسسية لإيصال رسالة دار الإفتاء فى بناء الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وأعلن الدكتور نظير عياد عن تنظيم دار الإفتاء ندوة دولية تحت عنوان: «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، يومَى 15 و16 ديسمبر الجارى، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، لمناقشة دور الفتوى فى إرساء دعائم الأمن الفكرى ومواجهة التحديات المعاصرة.

وقال د. نظير عياد إن واجبنا تجاه القضية الفلسطينية ليس مجرد تعاطفٍ عابر، بل هو التزامٌ دينيٌّ وأخلاقيٌّ وتاريخيٌّ يستدعى منا جميعًا أفرادًا وأممًا أن نكون حُراسًا لهذا الحق وصوتًا للحقائق التى يحاول المحتلُّ طمسها؛ لأنها ليست مجرد قضية شعبٍ يُناضل من أجل حريته، بل هى رمزٌ لكرامة الأمة العربية والإسلامية. 

فى سياق متصل شارك الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، فى مناظرة دولية ضمن فعاليات المنتدى العاشر لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، التى جمعت قادةً دينيين من مختلف الديانات تحت عنوان: «التحديات أمام قادة الأديان فى عالم متغير».

وأكد الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، فى سياق حديثه عن القضايا الراهنة، أن «المجازر الإسرائيلية فى غزة تمثِّل جرحًا إنسانيًّا وأخلاقيًّا عميقًا يستدعى مراجعة النظام الأخلاقى العالمى وصياغة بديل يضمن المساواة ويحفظ للمستضعفين إنسانيتهم».

وأوضح الدكتور نجم أن التدهور الخطير فى القيم والأخلاق أصبح أحد أبرز التحديات التى تهدد السلم الاجتماعى والأمن الدولى، ولا يمكن للقادة الدينيين وصنَّاع القرار أن يظلُّوا مراقبين سلبيين تجاه هذا الواقع المؤلم.

وأكد الدكتور إبراهيم نجم أن الإسلام الوسطى يجب أن يكون فاعلًا فى العلاقات الدولية، داعيًا إلى تمكين العلماء الثقات الذين يمثلون الإسلام الصحيح من التصدى لخطاب المتطرفين، مشددًا على أهمية تعزيز صوت الاعتدال والوسطية فى الإعلام والمنصات الدولية».