الأوقاف تنظم النسخة الـ31 بين 141 متسابقا من 60 دولة المسابقة العالمية للقرآن الكريم دعوة سلام للبشرية

صبحى مجاهد
تنطلق اليوم السبت 7 ديسمبر المسابقة العالمية للقرآن الكريم لوزارة الأوقاف في نسختها الحادية والثلاثين والتي تعد معبرة عن مسيرة مصرية ممتدة تنهض بها وزارة الأوقاف لرعاية حفظة القرآن الكريم والاحتفاء بقارئيه وعلمائه.
من جانبه وجه د. أسامة الأزهري وزير الأوقاف الشكر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي على جليل رعايته لهذه المسابقة، راعيًا للقرآن الكريم وحفظته، وداعما لمواهب أبنائه، ومرسلًا رسالة تقدير لكل أهل القرآن في مشارق الأرض ومغاربها.
وقال د. أسامة الأزهري إن مصر قبلة العلوم والمعارف وراعية القرآن الكريم وحاضنته، وتشرفت بخدمة القرآن الكريم منذ أن استمعت إليه وأصغت له، حتى شاع على ألسنة القراء والعلماء أن القرآن الكريم نزل بمكة المكرمة وتلي ورتل بأرض الكنانة، موضحا أن المسابقة دعوة علم وسلام مفتوحة لملياري مسلم وثمانية مليارات إنسان على ظهر الأرض.
وأكد وزير الأوقاف أن مصر لها السبق في حمل راية القرآن الكريم ترتيلاً وعنايةً بعلومه، مؤكدًا أن مصر راعية القرآن الكريم منذ أن سمعته في عهدها الأول على يد الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- ثم جيل عباقرة القراء في أرض الكنانة الذين هم شموس ساطعة في سماء التلاوة فخرجت شموس من أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمد عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي.
وأضاف الوزير أن كبار أئمة القراءات وفنون التجويد كانوا من أرض الكنانة مصر، فشيخ الإسلام زكريا الأنصاري هو مدار أسانيد القراء، والإمام المتولي الكبير كان عليه مدار أسانيد القراءة في زمانه، والإمام الشاطبي صاحب متن الشاطبية مدفون في سفح المقطم، فأئمة القراءة والتجويد بين مصرية المولد، أو مصرية الهوى والعلم.
وأعلن وزير الأوقاف عن انطلاق النسخة الحادية والثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم، تأكيدًا لريادة مصر في خدمة الإسلام وعلوم الشريعة.
وأشار الأزهري إلى أن هذه المسابقة استشراف للمستقبل، نريد من خلالها إعادة تحريك الهمم؛ لإحياء المدرسة المصرية الأصيلة، مشيرا إلى أن مكان انعقاد المسابقة له رمزية خاصة، إذ إن المسابقة العالمية الحادية والثلاثين تُعقد في رحاب مسجد مصر الكبير ومركزها الثقافي ودار القرآن به، مضيفًا إن المسابقة عُقدت العام الماضي في مسجد مصر الكبير لأول مرة.
من جانبه أوضح الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، أن النسخة الحادية والثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم تحمل اسم القارئ الشيخ محمد رفعت (رحمه الله)، وأن عدد المشاركين هذا العام بلغ 141 متسابقًا من 60 دولة تمثل إفريقيا وآسيا وأوروبا، إلى جانب مرشحي الأزهر الشريف، ولأول مرة، أجريت التصفيات التمهيدية للمسابقة عبر الإنترنت، ما أسفر عن تأهل 99 متسابقًا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المسابقات العالمية.
وقدّمت الوزارة أفرعًا جديدة في المسابقة تشمل حفظ القرآن وتفسيره، إلى جانب وجوه إعرابه وأسباب نزوله، تعزيزًا للفهم الصحيح للنصوص القرآنية ومواجهة الفكر المتطرف. وبلغت قيمة الجوائز أحد عشر مليون جنيه، ما يجعلها الأعلى في تاريخ المسابقات العالمية للقرآن الكريم، واشترطت الأوقاف في جميع الفروع ألا يكون قد سبق للمتقدم الفوز بأي من المراكز الأولى ذات الجوائز المالية في أي نسخة من نسخ المسابقة.
وتضم المسابقة العالمية للقرآن الكريم سبعة أفرع الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم (برواية حفص عن عاصم) مع تجويده وتفسيره ومعرفة أسباب النزول لغير الأئمة والخطباء وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بشرط ألا تزيد السن وقت الإعلان على 35 عامًا، والفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم (برواية حفص عن عاصم) وتجويده للناطقين بغير اللغة العربية، بشرط ألا يزيد السن وقت الإعلان على 30 عامًا.
ويأتي الفرع الثالث للناشئة: حفظ القرآن الكريم (برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو كلتيهما) مع تفسير الجزءين التاسع والعشرين والثلاثين في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم، والفرع الرابع: حفظ القرآن الكريم (برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو كلتيهما) مع تجويده وتفسيره ووجوه إعرابه للأئمة والواعظات وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بشرط ألا تزيد السن وقت الإعلان على 35 عامًا، ويشترط ألا يكون قد فاز بالمركز الأول في أى من دورات المسابقة.
الفرع الخامس وتم تخصيصه لذوي الهمم حفظ القرآن الكريم (برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو كلتيهما) مع تفسير الجزء الثلاثين في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم، بشرط ألا تزيد السن على 25 عامًا، والفرع السادس: الأسرة القرآنية حفظ القرآن الكريم (برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو كلتيهما) مع فهم معانيه ووجوه إعرابه، بشرط ألا يقل عدد أفراد الأسرة المتقنة للحفظ عن ثلاثة أفراد، وبشرط ألا يكون قد سبق للأسرة الفوز بأي من المراكز الأربعة الأول.
ويشمل الفرع السابع (المستحدث في هذه المسابقة)، فرع ترجمات معاني القرآن الكريم لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وخريجي كليات وأقسام اللغات الأجنبية وغيرهم من خريجي الجامعات بشرط إجادة اللغتين العربية والأجنبية تحدثًا وكتابة في اللغة المترجم منها واللغة المترجم إليها من خلال إجادة المتسابق لفهم معاني القرآن الكريم باللغتين العربية والأجنبية التي يختارها مع اجتيازه الاختبارات المقررة في ذلك تحريريًّا وشفهيًّا بالجدارة والكفاءة، في ضوء ترجمات كتاب المنتخب الصادرة عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بشرط ألا تزيد السن على 35 عامًا لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، مع إجادة التلاوة فقط.
الأوقاف تُعيد كتاتيب تحفيظ القرآن
أطلقت وزارة الأوقاف مبادرة «عودة الكتاتيب من جديد» تحت رعاية د. أسامة الأزهري وزير الأوقاف، بهدف تحفيظ القرآن الكريم ومعرفة معانيه والتعرف على أصول الدين الإسلامي من خلال المنهج الوسطى الأزهري على أيدى نخبة مختارة من المحفظين، واستقطاب النشء وتحصينهم، ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».
انطلقت مبادرة عودة الكتاتيب التي تستهدف دعم الريادة المصرية في قراءة وحفظ القرآن الكريم، من دار الشيخ محمود أبو عامر، بقرية كفر الشيخ شحاتة، مركز تلا بمحافظة المنوفية.
وقال الدكتور محمد خليفة، وكيل مديرية أوقاف المنوفية، إن الهدف من المبادرة الحفاظ على دولة التلاوة المصرية؛ لتخريج الحفاظ المهرة المتقنين باستخدام الأساليب المعاصرة لحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام تلاوته، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف تبذل جهودًا كبيرة لعودة الكتاتيب الأصيلة بصورة عصرية وفق المنهج الأزهري الوسطي؛ حمايةً للنشء من التطرف ورعايةً للمواهب المتميزة.
وأعرب الدكتور نبيل كمال، ممثل منظمات المجتمع المدني، عن ترحيبه بهذه المبادرة راجيًا أن تصل الفكرة إلى كل بيت في القرية وتُعمم في ربوع مصر.
وأعرب الشيخ محمود أبو عامر عن عظيم امتنانه للدكتور أسامة الأزهري؛ لرعايته مبادرة تطوير مكاتب التحفيظ لمسايرة التطور التكنولوجي في العصر الحاضر؛ تسهيلاً لمتطلبات المتابعة والتقييم.