الأحد 1 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«روزاليوسف» شهدت مولد أكبر أوبريت غنائى لمساندة فلسطين منذ 24 عامًا: القدس حترجع لنا

«روزاليوسف» شهدت مولد أكبر أوبريت غنائى لمساندة فلسطين منذ 24 عامًا: القدس حترجع لنا

الإبداع المصري كالعادة «فاعلاً ومنفعلاً وفعالاً»، ولا يكف عن مساندة القضية الفلسطينية وأهالينا فى غزة، وما أشبه الليلة بالبارحة، فمنذ 24 عامًا اجتمع أكثر من 41 فنانًا من نجوم الغناء والتمثيل من أجل توصيل كلمتهم للعالم والمطالبة بوقف المذابح فى غزة بعد حادث قتل الطفل محمد الدرة فى مشهد اهتز له العالم وهو فى حضن أبيه فى آخر سبتمبر عام 2000.



«روزاليوسف» شهدت مولد هذه الانتفاضة الغنائية أثناء تسجيلها وتصويرها ورصدت توافد النجوم للمشاركة فيها متبرعين ومعهم المشرفون على تنفيذه غادة زوجة ملحن الأوبريت وجيهان زوجة المطرب هشام عباس، بينما تعذر مشاركة وتصوير الأديب الكبير نجيب محفوظ عن تسجيل وتصوير افتتاحيته بكلمة «عربية يا أرض فلسطين» رغم حماسه للعمل وانفعاله به بسبب الألم الذي أصاب عينيه.

الأوبريت الفريد من نوعه فى هذه الألفية كتبه د.مدحت العدل، ولحنه الموسيقار رياض الهمشرى ووزعه حميد الشاعرى ووتريات يحيى الموجى وأخرجه تليفزيونيًا طارق العريان، وتحمل تكلفة إنتاجه شركة العدل جروب «الراحل سامى العدل ود.مدحت العدل»، بينما تبرع المشاركون فيه من أجل فلسطين، والمفارقة أن الفنانة هدى سلطان عادت من اعتزال الغناء بعد أكثر من 20 عامًا لكى تقدم الكوبليه الأول فى الأوبريت ومعها أيضا الفنانة منى عبدالغنى ومعهما نخبة كبيرة من المطربين والفنانين.

«د. مدحت العدل» مؤلف رائعة «الحلم العربى» أبدع فى هذا الأوبريت الوطني الكبير الذي تشرفت بحضور تسجيله وكلماته ترسم كل صور العدوان للعالم ويقول فيه: صبرا شاتيلا وشهداء الأقصى.. ألف حصار وحصار وعيال كبرت قبل أوانها.. حلفت تاخذ بالثار

غضب القلب المر الدامى بيتحول أحجار 

والعصافير بتحارب جيش بس إيمانها سلاح 

لو جه ظالم مرة وطردك.. من بيتك ورماك

وبيزرع على أرضك حقد.. ومن دمك أشواك

نار ظلمه وجرحك لازم تتحول لهلاك، وتعلم أولاد أولادك إن الثورة كفاح، لما نمد ايدينا لغيرنا

ويبقى الرد نيران، لازم يبقى سلاحنا فى إيدنا

عشان العدل يبان، كل العالم يسمع صوتنا الطالع من الأحزان، من يستشهد يطلع غيره والموت للسفاح

من هنا بنقول أرضنا، عرضنا دمنا أمنا، وإن مات ملايين مننا؟ القدس حترجع لنا 

الأوبريت وثيقة غنائية تاريخية تمثل امتدادًا للدور الوطني لمصر وقوتها الناعمة منذ أوبريت «وطني الأكبر» الشهير الذي شارك فيه نجوم الغناء المصري والعربى «عبدالحليم حافظ وشادية ووردة وصباح وفايدة كامل ولحنه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكتبه حسين السيد، بينما فى أوبريت القدس أروع تجلٍ للقوة الناعمة المصرية، حيث شارك فيه 20 ممثلا وممثلة و21 مطربًا ومطربة يمثلون كل الأجيال من هدى سلطان ونادية لطفى وسميحة أيوب ومحمود ياسين وإسعاد يونس وسامى العدل وآثار الحكيم إلى أحمد السقا ومحمد هنيدى وكريم عبدالعزيز وهانى سلامة وشريف منير وهانى رمزى وخالد النبوى وأحمد حلمى ومنى زكى، وحنان ترك وموناليزا الذين شاركوا ككورال وفاروق الفيشاوى كراوٍ، بينما غنت يسرا وصابرين مع باقة من نجوم ونجمات الغناء: مدحت صالح وعلاء عبدالخالق وهشام عباس ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق وخالد عجاج وأنوشكا وطارق فؤاد ومنى عبدالغنى وطلعت زين وهدى عمار إلى مريم نوح ومحمد حماقى ورياض الهمشرى وحكيم ومحمد محيى وشيرين وتامر حسنى  فى أول ظهور كبير لهما فى بدايتهما الفنية ليخرج فى صورة ملحمة مصرية غنائية فى وجه الظلم والعدوان تشكلت من فصائل غنائية وتمثيلية.

الدور الغنائى المصري لم يقتصر على أوبريت القدس ومن قبله وطني الأكبر بل هناك عشرات الأعمال التي تحمل شعار «صنع فى مصر»، ومنها أغنية عربية يا أرض فلسطين ضمن أوبريت «أحلى بلاد الدنيا يامصر» التي قدمتها آمال ماهر كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير. وأوبريت «الليلة المحمدية» عقب اجتياح العراق للكويت التي لحنها الراحل الدكتور جمال سلامة، وشاركت فيه المطربة الفلسطينية «سلمى» التي أطلقت من مصر صرخة فلسطينية مؤثرة وعميقة كتبها المبدع الراحل عبدالرحمن الأبنودى وتقول كلماتها:

فلسطين الحبيبة فى القلب وفى الضلوع، عشانك يا بلادى كل الجراح تهون، واتشرد فى الموانى وأسكن السفن، وأنا واقفة فى مكانى تتغير المدن، يا وطن دايما حاضنى أكبر من قلبى منى مين قال يبعدك عنى وانت أجمل وطن.

ما أجمل المواقف الغنائية المصرية  التي توثق التاريخ لإدانة العدوان الغاشم للدفاع عن قضية عادلة.. عاشت مصر وعاش وطننا الأكبر.. والقدس عربية.