مائة عام من التضامن.. التمسك بقضية الأشقاء فى كل الظروف «روزاليوسف» منبر «فلسطين» الأبية فى الصحافة العربية
أحمد حلمى
رغم التغيُّرات الجيوسياسية الكبيرة التى مرت بها الأمة العربية منذ عام 2011 وما تبعها من فوضى تحت مسمى «الربيع العربى» واصلت روزاليوسف تقديم الدعم للأشقاء. ولم تتوانَ المجلة عن مساندة حقوق الفلسطينيين فى إقامة وطن لهم على أرضهم، مما يعكس التزامها الثابت بالقضية الفلسطينية فى ظل الظروف الصعبة التى شهدتها وتشهدها المنطقة.
فى تلك الفترة العصيبة من تاريخ العرب بشكل عام ومصر بشكل خاص، ورغم انشغال الشعوب العربية بمشكلاتها الداخلية والصراعات السياسية بين أبناء الوطن الواحد، لم تغفل مجلة روزاليوسف عن دعم القضية الفلسطينية بشكل دائم.
تعيش «فلسطين» حرة مستقلة
فبعد مثابرة طويلة من جانب مصر وإعلان موقفها ودعمها للقضية الفلسطينية فى الأمم المتحدة وتحديدًا فى العدد رقم 4408 جاء الخبر الذى أسعد جميع الفلسطينيين وتحت عنوان تعيش فلسطين حرة مستقلة والذى جاء فيه «فلسطين دولة مراقب بالأمم المتحدة» نصر دبلوماسى ولو كره الإسرائيليون نصر دبلوماسى ولو اعترض الأمريكيون، دولة مراقب تعنى الوقوف على أرضية متساوية بين فلسطين وإسرائيل إن أردنا تسوية سلمية حقيقية لا انحياز أمريكيًا ودوليًا لصالح تل أبيب على امتداد مسار القضية دولة مراقب هى خطوة فعلية للسلام العادل.. هدم لأى جدار عازل تم التخطيط لوضعه بين الطرفين فالسلطة الفلسطينية لم تعد مجرد كيان يتلمس طريقه وسط المحافل الدولية أصبحت دولة لها حقوقها تتمتع بالحرية فى تحركاتها تقاضى من يعتدى عليها وتشهر سيف القانون فى وجه من يسلبونها حقها، علم فلسطين رفع عاليا خفاقا وسيظل كذلك، الخطوة مهمة لا شك، لكن الأهم منها هو أن ننتبه جيدا لتداعيات هذا الاعتراف الدولى، فالخطوة يجب أن تتبعها خطوات لتأمين النصر الدبلوماسى وأخرى لإضافة مزيد من المكاسب؛ إذ إن التالى يجب أن يكون دولة عضوا وهو ما لم تقبله إسرائيل فى الوقت الحالى وستعمل بكل جهدها لإجهاضه مستغلة دعم الولايات المتحدة لأهدافها الاستراتيجية بالمنطقة، التداعيات المحتملة للقرار يجب أن لا تنال بأى حال من الأحوال من العزيمة العربية؛ إذ يجب أن تكون حافزا ومشجعا على مزيد من التلاحم والتكاتف، فالأمر لن يكون سهلا والأسف الأمريكى هو أول الغيث بالتأكيد تحية من القلب لدولة فلسطين وسلطتها وتحية اعتزاز وفخر بالعلم الفلسطينى رمز العزة والمقاومة والإباء.
حوار وزير العمل الفلسطينى
فى العدد 4475 حاورت «روزاليوسف» الدكتور أحمد المجدلانى وزير العمل فى الحكومة الفلسطينية آنذاك، حيث تناول الدكتور أحمد المجدلانى قصة غزة الكبرى والتى كانت عربون الصلح التاريخى بين الإسلام السياسى والكيان الصهيونى برعاية أمريكية، هذه العبارة الساخنة والتى بدأ وزير العمل الفلسطينى بها الحوار مع «روزاليوسف» والذى أجاب فيه عن العديد من الأسئلة المحيرة للأوضاع الفلسطينية فى ذلك التوقيت.
مثل السيناريوهات المطروحة فى المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية فى ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية وتمسكها بالاعتراف بيهودية الدولة والتى فشلت وانتهت بالتصعيد من جانب الحكومة الإسرائيلية والتوسع فى عملية الاستيطان ومصادرة الأراضى الفلسطينية والمضى قدما فى عملية تهويد القدس، وهو ما قوبل بالرفض من جانب الحكومة الفلسطينية، لأن الاعتراف بيهودية الدولة يعنى عمليًا وسياسيًا أننا ننكر حق العودة للفلسطينيين الذين هجروا من أراضيهم بالقوة عام 1948 علاوة على ذلك أنه سيحول المواطنين الفلسطينيين الموجودين فى الداخل الإسرائيلى إلى مواطنين من الدرجة الثانية وأنه سيسهل ترحيلهم بعد ذلك إلى خارج إسرائيل، وبالتالى فإننا لا نقبل مجرد فكرة الاعتراف بذلك.
محاكمة إسرائيل أمام الجنائية الدولية
فى العدد رقم 4494 وجهت «روزاليوسف» نداء إلى المجتمع الدولى بضرورة محاكمة إسرائيل أمام الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، وكان ذلك فى العام 2014 وهو ما تم بالفعل بعد 10 أعوام كاملة، حيث تم إصدار أحكام بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت حيث جاء فى الموضوع الذى نشر على 5 صفحات مرفق بصور لآثار الدمار والقتل والإبادة فى فلسطين على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى «قتلى.. مصابون.. مشردون مفقودون.. أسرى.. نساء وأطفال نائمون فى الشوارع بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية منازلهم بالكامل، ما يحدث فى غزة حاليا من عدوان يدخل فى عداد استخدام القوة المفرطة بالمخالفة للقانون الدولى، فالمجازر التى تقوم بها سلطات الاحتلال هى جرائم حرب وفقا للقانون الدولى الإنسانى واتفاقية جينيف والتى تنظم قواعد ومعاملة المدنيين أثناء الحرب وتحت الاحتلال وجميع الشواهد تؤكد أن كل ما يفعله جيش الاحتلال فى غزة يدخل ضمن جرائم الحرب وبعضها يرتقى إلى الإبادة الجماعية التى جرمتها اتفاقية الأمم المتحدة العام 1984 الخاصة بتجريم أعمال الإبادة الجماعية.
غزة طوفان الغضب
ما إن وقعت عملية طوفان الغضب فى السابع من أكتوبر عام 2023 إلا وبدأت المجلة فى مناصرة القضية الفلسطينية بشكل أكثر كثافة وأكثر تفصيلا، حيث كانت التعليمات الصادرة إلى كتيبة الصحفيين بالمجلة بمتابعة ما يحدث فى غزة على مدار اليوم.
ففى العدد رقم 4974 والصادر يوم الرابع عشر من أكتوبر 2023 كان عنوان الملف الخاص بفلسطين «غزة طوفان الغضب»
حيث سلطت المجلة الضوء على الأحداث منذ السابع من أكتوبر والتى قامت بها حركة حماس حيث كشفت عن رخاوى جيش الاحتلال وهشاشته وأسقطت مجددا أكذوبة الجيش الذى لا يقهر، فهذا الجيش لم يصمد أمام مقاتلى الفصائل الفلسطينية كما ظهر أمام العالم كله مدى ضعف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التى طالما حاولت أن توهم العالم بأنها أحد أكبر الأجهزة الاستخباراتية.
من مصر هنا غزة
فى الأسبوع الثانى لأحداث طوفان الأقصى قامت روزاليوسف بنشر العديد من الموضوعات التى نساند فيها إخواننا فى غزة، ففى العدد 4975 نشرت المجلة موضوعا بعنوان «من مصر هنا غزة» والتى أبرزت فيه حالة الاصطفاف الشعبى فى مصر لتقديم جميع سبل الدعم للشعب الفلسطيني الذى تمثل فى آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والعلاجية وأكياس الدم ولم تخل محافظة واحدة من تظاهرة تندد بالعدوان البربرى من الكيان الصهيونى ضد غزة وأهلها، حيث اصطف مئات المتطوعين من التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى أمام بوابة معبر رفح من أجل تقديم ونقل المساعدات الإغاثية والإنسانية للأشقاء فى قطاع غزة وضمت القافلة قرابة 106 قاطرات محملة بكمية ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية بجانب ما يزيد على 50000 علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية وذلك لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء العدوان الذى شنته قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد قطاع غزة.
وقد تزامن ذلك مع تدشين كيانات التحالف الوطنى بالتعاون مع وزارة الصحة وبنك الدم أكبر حملة للتبرع بالدم تحت شعار قطرة الدماء تساوى حياة بجميع محافظات الجمهورية وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية للأشقاء فى غزة.
استهداف الصحفيين لطمس الحقيقة
لم تترك «روزاليوسف» ما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلى تجاه الصحفيين باستهدافهم لطمس الحقيقة المروعة فى غزة، ففى العدد رقم 4975 نشرت «روزاليوسف» موضوعا تحت عنوان «إسكات صوت الحقيقة صحفيون فى مرمى رصاص الاحتلال» تحدث عن تعرض الصحفيين فى قطاع غزة إلى الإبادة والقتل حيث لم تكتف نيران قوات الاحتلال الإسرائيلية بحصد آلاف الأرواح من سكان قطاع غزة المنكوب بل اتجهت أفواه المدافع الإسرائيلية لتطال أصحاب الأقلام والمصورين من الصحفيين فى محاولة منها لطمس مشهد ما يحدث فى الأراضى المحتلة من فظائع وانتهاكات إنسانية حيث أعلنت الوكالات الدولية المعنية باستشهاد نحو 13 صحفيا وإصابة آخرين خلال أسبوع واحد منذ بداية الحرب فى قطاع غزة وهى خطوة ممنهجة جديدة من القتل الذى يستهدف به الاحتلال أصحاب الكلمة ومقر عملهم فى إطار يوصف بأنها عملية قتل ممنهجة تجاه الصحفيين بينما تمر كل هذه الجرائم بلا محاسبة.
هكذا كانت «روزاليوسف» دائما وأبدا ومنذ ما يزيد على 100 عام مناصرة لكل قضايا أشقائنا العرب وفى القلب منها كانت القضية الفلسطينية بكل تبعاتها وبكل ما مرت به من ظروف.. ورغم ما كانت تمر به مصر من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية متغيرة وصعبة.. إلا أننا لم ولن نتراجع عن مناصرة القضية وستبقى دائما وأبدا مجلة روزاليوسف منبرًا لأشقائنا الفلسطينيين لإيصال صوتهم إلى المجتمع المصرى والعربى والدولى.. عاشت فلسطين.
