الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. أبرز جهود الدولة المصرية لدعم القضية الفلسطينية

تستضيف القاهرة بعد غد الاثنين مؤتمرًا دوليًا لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.



 ويشمل الحضور تمثيلًا إقليميًا، من دول المنطقة، ودوليًا، من المجتمع الدولى، إلى جانب «تمثيل المؤسَّسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المَعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

 

ويُعقد المؤتمر فى ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية عن مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فى شهر أكتوبر الماضى.

ويناقش المؤتمر الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع فى قطاع غزة.

ويأتى المؤتمر فى ظل الدعم المستمر من قِبَل الدولة المصرية للقضية الفلسطينية التى تظل فى قلب ووجدان الشعب المصرى وعلى رأس أولويات الأجندة المصرية.

ولعل لقاء الرئيس السيسي الأربعاء الماضى مع العاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية ليس إلا خطوة ضمن خطوات عديدة اتخذتها الدولة المصرية لدعم القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية.

حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين، ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، وأهمية البناء على مخرجات القمة العربية والإسلامية غير العادية التى عقدت مؤخرًا فى الرياض. كما شدَّدا على حرصهما على نجاح مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة، والذى تستضيفه القاهرة بعد غد 2 ديسمبر، فى تحقيق أهدافه.

 مواقف الرئيس السيسي لدعم القضية الفلسطينية 

لم تكن القضية الفلسطينية حاضرة فقط خلال فترة الحرب على غزة ولكن منذ تولى الرئيس السيسي للحكم فى 2014 دعا  لعَقد مؤتمر دولى بعنوان «مؤتمر إعادة إعمار غزة»، فى 12 أكتوبر 2014؛ حيث أقيم «مؤتمر إعادة إعمار غزة» بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) ووزراء خارجية وممثلى نحو 50 دولة عربية وأجنبية و20 منظمة إقليمية ودولية، وسط حالة من التضامُن العالمى مع فلسطين. وجاء المؤتمر استجابة للدعوة التى بادرت بتوجيهها جمهورية مصر العربية ومملكة النرويج؛ لإعادة إعمار قطاع غزة، على خلفية نجاح مصر فى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار فى السادس والعشرين من أغسطس 2014، بعد جولات تفاوضية خلال واحد وخمسين يومًا من القتال.

 القمة الإسلامية الطارئة 

وفى مارس 2016 حذرت مصر أمام القمة الإسلامية الطارئة لدعم فلسطين والقدس الشريف من مخطط إسرائيل فى التغيير الديموغرافى وتهويد القدس وطمس الثقافة الإسلامية، واستمرار الهجمة الشرسة على مدينة القدس المحتلة. مع ضرورة إيلاء أهمية خاصة لدعم أبناء القدس الذين يتعرضون لأسوأ أشكال التمييز باعتبارهم خط الدفاع الأول فى مواجهة عمليات التهويد المستمرة، فضلًا عن أهمية تخفيف حدة التدهور الذى يعانى منه قطاع غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلى.

 القمة العربية بالسعودية

وفى كلمة مصر بالدورة 29 للقمة العربية بالمملكة العربية السعودية، والتى عقدت فى 15 أبريل 2018، أكد الرئيس السيسي أن ما قدَّمه ويُقدمه الشعب الفلسطينى من تضحيات على مدار عقود؛ تضع الضمير الإنسانى كله على المَحك. المسئولية تقتضى منَّا أيضًا أن نقوم بنقد الذات، فما كان للحق الفلسطينى أن يتعرض لأشرس هجمة لمصادرته وإسقاطه؛ لو لم تكن حالة الانقسام الفلسطينى التى تدخل عقدها الثانى. وقد آن الأوان لرأب هذا الصدع غير المبرر، وتجاوز اعتبارات المنافسة الحزبية لصالح إعلاء كلمة الوطن، واستعادة وحدة الصف الفلسطينى، التى هى شرط ضرورى لخوض معركة التفاوض والسلام واسترداد الحق.

 الجمعية العامة للأمم المتحدة 

وفى 22 سبتمبر أكد الرئيس السيسي فى كلمته خلال الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه إذا كنا ننشد حقًا تنفيذ القرارات الدولية وتحقيق السلام والأمن الدائمين فى منطقة الشرق الأوسط فليس أحق بالاهتمام من قضية فلسطين التى ما زال شعبها يتطلع لأبسط الحقوق الإنسانية وهو العيش فى دولته المستقلة جنبًا إلى جنب مع باقى دول المنطقة.

 قمة جدة للأمن والتنمية 

وخلال قمة جدة للأمن والتنمية، شدّد الرئيس السيسي فى كلمته خلال القمة التى عقدت فى 16 يوليو 2022، على أن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات الماضى الممتدة، ومن ثم فإن الجهود المشتركة لحل أزمات المنطقة، سواء تلك التى حلت خلال العقد المنصرم، أو تلك المستمرة ما قبل ذلك؛ لا يمكن أن يُكتب لها النجاح إلا من خلال التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى؛ وهى القضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين المستند إلى مرجعيات الشرعية الدولية.

 القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية 

وخلال القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، فى 17 يناير 2023، أكد الزعماء على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، وأكدوا على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللا شرعية التى تقوِّض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل، مع ضرورة توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام.

 اجتماع الفصائل الفلسطينية 

وفى 31 يوليو 2023 استضافت مصر اجتماع الفصائل الفلسطينية، بمدينة العَلمين الجديدة بحضور الرئيس الفلسطينى؛ لاستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة بهدف الوصول إلى إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين.

 قمة القاهرة السلام 

وفى 21 أكتوبر 2023 نظمت مصر «قمة القاهرة للسلام» فى ضوء تدهور الأوضاع فى قطاع غزة وجهود القاهرة لاحتواء التطورات الخطرة التى تهدد المنطقة بأكملها، وأكد الرئيس السيسي فى كلمته على رفض مصر حل القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وضرورة قيام المجتمع الدولى بمسئولياته تجاه إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل مستدام، وضرورة حل القضية وفق حل الدولتين، ونجحت القمة فى إعادة طرح القضية الفلسطينية على مائدة المجتمع الدولى والاهتمام بها فى ضوء احتلال التطورات الجارية هناك واهتمام الرأى العام العالمى بها. 

 الحرب على غزة

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى على غزة فى 7 أكتوبر 2023 وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات؛ بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، فمصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذ (السبت) 7/10/2023 حتى الآن، سواء على مستوى الرئيس السيسي أو وزارة الخارجية والجهات المَعنية.

ولن تتسع الصفحات لكتابة ما قامت به مصر طيلة عام كامل ولكن نستعرض أبرز تلك الجهود بالإضافة إلى الموقف المصرى فى الأيام التالية مباشرة والتى تبين مدى التفاف زعماء العالم واتصالاتهم المستمرة مع الرئيس السيسي لبحث الموقف المتأزم وإيجاد مَخرج عبر الاستماع لرؤية مصر.

منذ اليوم الأول حذرت مصر من مخاطر التصعيد.

حيث تابع الرئيس عبدالفتاح السيسي الموقف العام لتطورات الأحداث من مركز إدارة الأزمات الاستراتيجى. وحذرت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية من مَخاطر وخيمة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فى أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.

ودعت مصر إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المَخاطر، مُحذرةً من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذى من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة.

 القمة العربية الإسلامية 

وخلال القمة العربية الإسلامية غير العادية التى دعت لها المملكة العربية السعودية بالرياض لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة فى الحادى عشر من نوفمبر 2023، قال الرئيس السيسي فى كلمته إن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل الأبرياء وترويع جميع المدنيين من الجانبين وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى ونؤكد اليوم من جديد، هذه الإدانة الواضحة مع التشديد فى الوقت ذاته على أن سياسات العقاب الجماعى لأهالى غزة، من قتل وحصار وتهجير قسرى غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأية دعاوَى أخرى وينبغى وقفها على الفور.

 الدورة 33 لمجلس جامعة الدول العربية 

وفى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية التى عقدت بالبحرين فى 16 مايو 2024 قال الرئيس السيسي «إن التاريخ سيتوقف طويلًا أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيرهم قسريًا واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواه الفاعلة ومؤسَّساته الأممية».

 المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة

 كما توجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق الحادى عشر من يونيو 2024)، إلى الأردن؛ للمشارَكة فى المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، الذى عقد بدعوة مشتركة من الرئيس والعاهل الأردنى وسكرتير عام الأمم المتحدة، وتستضيفه المملكة الأردنية الشقيقة بالبحر الميت، ويهدف إلى حشد دعم المجتمع الدولى لجهود الإغاثة الإنسانية فى قطاع غزة، وذلك بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية.

 الرباعية الدولية

وعلى المستوى الدولى، دشنت مصر رباعية دولية بالتعاون مع الأردن وفرنسا وألمانيا؛ بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين، والتنديد بالتوسعات الاستيطانية الإسرائيلية فى الضفة الغربية. كما دأبت مصر على وصف «الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى» فى كل محفل دولى، على أنه مَصدر عدم الاستقرار فى المنطقة، والدعوة للتكاتف من أجل حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. 

هكذا برهنت مصر عمليًا أن الأفعال خير من الأقوال وأنه لا سبيل لحل الصراع فى الشرق الأوسط سوى بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67.