الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد انتهاء الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائى: مدير المهرجان عصام زكريا: استقطبنا النجوم بالأفلام وليس بالسجادة الحمراء

على مدار 10 أيام شهدت الدورة الــ45 من عمر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عددًا كبيرًا من الفعاليات ما بين الندوات والتكريمات والحلقات النقاشية.. بالإضافة إلى عرض 194 فيلمًا فى مختلف مسابقات المهرجان الرسمية وغير الرسمية والبرامج الموازية.. ومن بين كل الفعاليات الكثيرة التى شهدها المهرجان كانت هناك إيجابيات وسلبيات للدورة، والتى واجهنا بها مدير المهرجان الناقد عصام زكريا.. فعلى الرغم من خبرته الطويلة بإدارة ورئاسة المهرجانات الدولية فإن هناك بعض النقد الذى تم توجيهه للدورة الأولى من المهرجان تحت إدارته.. فإلى نص الحوار:



ما تقييمك للدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟

بالطبع لدىَّ عدد كبير من الملاحظات على ما حدث خلال الدورة، فهناك أشياء لم تتم بالشكل الذى كان مخططًا لها أو كان من المفترض أن تكون أفضل، وهذا الأمر يعتبر مؤلمًا جدًا لى، على الرغم من كونه أمرًا صحيًا.. فعندما تكون هناك مشكلات أو ملاحظات سيتم تفاديها فى الدورات المقبلة.. وكل ما سبق كان نقدًا ذاتيًا، أما النقد الحقيقى فيكون فى ملاحظات جمهور المهرجان والتى سيتم مناقشتها خلال الأيام القادمة. أما الملاحظات الجيدة فأرى أن قرار خروج المهرجان من إطار دار الأوبرا لعدد أكبر من السينمات الخارجية كان أمرًا جيدًا جدًا، بالإضافة إلى استحداث جوائز جديدة.. وغيرها من الأمور التى تدفع المهرجان فى اتجاه النجاح وترفع شأنه ومكانته العالمية والدولية.

 

 

 

البعض انتقد كثرة عدد الأفلام التى عرضتها الدورة الـ45 مؤكدين أن إدارة المهرجان اهتمت بالكم على حساب الكيف.. فما ردك؟

العدد ليس كبيرًا مقارنة بالعديد من المهرجانات الدولية مثل مهرجان كان أو برلين.. فهذه المهرجانات تشهد عرض أضعاف ما تم تقديمه فى المهرجان هذا العام.. غير أننا لدينا إمكانيات ودور عرض تسمح بإقامة أكثر من عرض للفيلم الواحد وهناك بعض الأفلام التى وفرنا لها 4 عروض نظرًا للإقبال الجماهيرى عليها، إذن فعدد شاشات العرض يتناسب مع كم الأفلام والجدل أيضًا يتناسب معها.. فهناك مهرجانات تقيم 300 عرض فى قاعة أفلام واحدة وبجداول مضغوطة. 

أما مسألة الكم على حساب الكيف فيسأل عنها فريق برمجة المهرجان.. نحن كنا نفكر طوال الوقت بكيفية تقليص الأعداد التى ترغب بالمشاركة فى فعاليات المهرجان ولم نكن نبحث عن مضاعفة عدد الأفلام الموجودة، بل على العكس كنا نرغب بتقديم الأفضل بينها واعتذرنا لعدد كبير من الأفلام الجيدة.

هل ترى أن البرامج الموازية حققت نسبة مشاهدة لدى الجمهور أم أنها كانت تجربة ولم تنجح؟

 

 

 

البعض يعتقد أن البرامج الموازية هى السبب فى زيادة عدد الأفلام، ولكنها عبارة عن لجان تحكيم متفرقة لكل برنامج لجنته الخاصة ومعاييره فى الاختيار.. ويتم التركيز على الأفلام التى تنتمى لذلك البرنامج من بين مسابقات المهرجان المختلفة، فمثلاً فى برنامج الفيلم الآسيوى قامت لجنة التحكيم بمشاهدة كل الأفلام التى تنتمى للقطر الآسيوى المشاركة فى كل مسابقات المهرجان وعلى أساس معايير معينة تم اختيار الفيلم الفائز.. وهذا تم تطبيقه على كل البرامج الأخرى مثل الأفلام الإفريقية والوثائقية وغيرها. وهذه البرامج أثبتت نجاحها حتى انتهاء الدورة.

ما ردك على اتهامات البعض لإدارة المهرجان بسوء التنظيم؟

كل ما حدث كان نتاج ظروف معينة ويحدث فى كبرى المهرجانات العالمية.. ففكرة تغيير موعد ندوة مثل ندوة المخرج الكبير «يسرى نصر الله» جاء بسبب تضارب موعدها مع عرض فيلم مصرى مشارك بالمهرجان، وكان هناك جمهور يرغب بحضور الندوة والفيلم معًا فقمنا بنقلها ليوم آخر.. واستدركنا المشاكل التى حصلت وقتما تزاحم الجمهور على باب أحد مسارح الأوبرا لامتلاء القاعة رغم أنهم يمتلكون تذاكر بالفعل، وقدرنا الإقبال الجماهيرى على الفيلم بإقامة 4 عروض له فى أماكن ومواعيد متفرقة.. وكل ما حدث من عدم ترتيب فى الجدول كان بسبب إضافة عروض أو ندوات إضافية لجمهور المهرجان.

للعام الرابع على التوالى يقابل الجمهور مشكلة التذاكر.. فما الحل من وجهة نظرك؟

كان كلامى واضحًا منذ بداية التحضير للدورة الـ45 وهو أنه يجب على المسئولين عن التذاكر إدراك الفرق بين المهرجانات السينمائية وماتش الكورة.. واقترحت أنه يمكن تنظيم ما يشبه قائمة الانتظار أمام باب القاعات، وعندما يبدأ موعد الحفل يتم احتساب المقاعد الفارغة وإدخال بعض الجمهور الذى اصطف أمام باب السينما بحثًا عن مقعد بشكل جدىّ، ولكن لم يتم العمل بها.. غير أن هناك تعددًا فى الجهات المسئولة عن التذاكر وجلوس الجمهور فهناك شركة تذكرتى والأمن الداخلى للأوبرا والمنظمون الداخليون للمهرجان.. وفى كل عام تتكرر المشاكل نفسها ونأمل بحلها فى الأعوام المقبلة.

هناك بعض الأفلام التى تم وصفها بأنها لا تليق بالمشاركة بالمهرجان.. ما ردك؟

الناس يجب أن تعلم أن معايير البرمجة مختلفة تمامًا عن النظرة الذاتية أو الشخصية.. لأن المبرمج يجب أن يختار أفلامًا تمثل كل الفئات والأنماط والمناطق الجغرافية، والأمر يخضع لمعايير مختلفة وليس وجهة نظر شخصية.. فأنا مثلاً أكره أفلام الرعب، ولكن يجب اختيار عدد منها لتمثل جميع الفئات بالمهرجان والجودة الفنية كانت المعيار الأول والأخير، ولكن هناك بعض الاختيارات المسموح بها لتمثيل مصر، وهناك من بين ما عرض علينا أفلام معقولة وليست تجارية تمامًا.. وبالنسبة للأفلام المصرية فهناك أحدها تم اختياره تحت إشراف الإدارة الماضية للمهرجان ولم يتم استبعاده لانتظار صناعه مشاركته بالمهرجان ولم يرسلوه لأى مهرجان آخر، والفيلم الثانى به قضية جيدة ويحمل أفكارًا مختلفة. ولو تحدثنا عن بعض الأفلام التى تحمل أسماء النجوم فمثلما كان تمثيل مصر مهمًا بالمسابقة فتمثيل النجوم وتقليل الفجوة بينهم وبين المهرجان ضرورى أيضًا ناهيك عن أن العمل يتناول القضية الفلسطينية التى اهتم بها المهرجان هذه الدورة.. ففى النهاية هذا مهرجان وبه عروض دولية وسجادة حمراء وصحافة وإعلام يريد أن يعمل على أخبار النجوم. ونحن نستقطب النجوم بالأفلام ولسنا نعتمد على ظهورهم على السجادة الحمراء فقط.

قلت إنك كنت مترددًا فى الموافقة على عرض أول حلقتين من مسلسل سيعرض على منصة عالمية.. فما سبب موافقتك عليه؟

كبار المتتجين السينمائيين فى العالم أصبحوا يتعاملون مع المنصات بشكل جاد.. غير أننى وجدت أن مهرجانات أخرى مثل مهرجان فينيسيا الدولى قام بعرض 3 مسلسلات كاملة بالتعاون مع إحدى المنصات، فقلت لمَ لا نقوم باستضافة العرض فى القاهرة السينمائى فالمسافة بين السينما والمنصات أصبحت قليلة، مما شجعنى على اتخاذ القرار بعرض أول حلقتين من المسلسل.

ما سبب استحداث برامج مثل بانوراما الفيلم القصير؟

الأفلام القصيرة من أكثر الأعمال التى تستقطب الجماهير غير أنها تعتبر فرصة للمواهب السينمائية الجديدة.. وبعد إلغاء الدورة العام الماضى كان هناك عدد كبير من الأفلام القصيرة التى كانت تنتظر عرضها، والكثير منها لمخرجين مصريين ويتمنون مشاركتها بالمهرجان.. فقررنا استحداث هذا البرنامج لإتاحة الفرصة للأفلام الجيدة التى تم انتقاؤها من الأفلام القصيرة المصرية للعرض أمام جمهور المهرجان والنقاد وليستفيد أصحابها ويتعلمون من ردود الفعل حول أعمالهم.. فكان الغرض منها ليس المنافسة بقدر ما هو تشجيع الشباب فى السينما المصرية.

بعد النجاح الذى لاقاه برنامج السينما المصرية المرممة هل هناك جدولة لترميم عدد أكبر فى الدورة المقبلة؟

نتمنى، ولكن المسألة ترجع للتعاون المشترك من بعض الجهات المعنية مع المهرجان. فميزانية المهرجان وحده لا تتحمل تكاليف ترميم عدد كبير ويتوقف ذلك على مشاركة جهات أخرى مثل الشركة القابضة أو الشركات الخاصة ومحطات التليفزيون التى قد تمدنا بالأفلام وأيضًا تعاون الأفراد مثل «سامح فتحى» الذى قام بترميم عدد كبير من الأفلام.

ما الأخطاء التى يجب تجنبها الدورة القادمة؟

التنظيم يجب يكون أكثر دقة من هذه الدورة وأيضًا يجب علينا بدء العمل على تنسيق واختيار الأفلام مبكرًا لكى تنتهى البرمجة من عملها مبكرًا ونعطى فرصة كبيرة لتحضيرات ما بعد اختيار الأفلام حتى تظهر الدورة بصورة أكثر تنظيمًا. وبشكل عام سوف ندرس ملاحظات جمهور المهرجان لكى لا نعيد أخطاءنا.