الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نظرة ترامب للعالم..  سياسات ومواقف  الرئيس الأمريكى القادم

نظرة ترامب للعالم.. سياسات ومواقف الرئيس الأمريكى القادم

الآن، وقد فاز الرئيس السابق دونالد ترامب برئاسة أمريكا، وأصبح الرئيس القادم، فإن أهم سؤال يمكن أن يطرحه المهتم هو: كيف ستكون سياساته التى سيأخذ بها أمريكا وبالتالى العالم باتجاهها، وبعيدًا عن محاولة التبرير والتقييم فيما إذا كانت هذه السياسات تصب فى مصلحة دولة أو منطقة فإن أهم ما يمكن طرحه الآن فى هذا الصدد هو محاولة فهم ماهية هذه السياسات ونظرة هذا الرئيس المثير للجدل لمستقبل الدور الأمريكى فى الملفات السياسية الملتهبة حول العالم، ليس من أجل الدفاع عنها أو شيطنتها، ولكن فقط من أجل استيعابها فى هذه المرحلة ومن ثم التعامل معها مع مرور الوقت.



دعونا هنا نسرد الوعود التى قطعها ترامب نفسه أمام ناخبيه، ففى مسألة أمن إسرائيل ركز ترامب على تقديم دعم غير مشروط لدولة الكيان، متعهدًا بتزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد حماس والتهديدات الأخرى التى تواجهها، مؤكدا أن الهجمات على إسرائيل لم تكن لتحدث لو كان هو فى السلطة، فى حين كان فى الماضى يدعم حل الدولتين، نجده اليوم قد تبدل رأيه بحيث بات يراه حلاً صعب التحقيق فى ظل الظروف الحالية.

وعلى عكس ما قد يراه البعض من أن ترامب تبنى سياسات مخالفة لمنافسته هاريس، نجد أن الرئيس القادم يعارض وقف إطلاق النار، ويرى أن ذلك يمنح حماس فرصة للتعافى فى وقت يدعم وبشدة اتخاذ إجراءات حاسمة ضدها، الأمر الذى يعنى إطلاق العنان لنتنياهو بمضاعفة إجرامه وبطشه فى حق المدنيين والعزل من أبناء الشعب الفلسطينى.

فى الملف الإيرانى تعهد ترامب لناخبيه بأنه سيعمل على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية وذلك عبر فرض عقوبات صارمة وتشديد الضغط والخناق عليها، إلى جانب التصدى لدعم إيران للجماعات المسلحة مثل حزب الله والحوثيين، مع تعزيز ودعم التحالفات الإقليمية لمواجهة التهديدات الإيرانية وتحديدا مع السعودية والإمارات من خلال تعزيز الشراكات الأمنية لحماية خطوط النفط ومواجهة التهديدات البحرية فى الخليج العربى خاصة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، إضافة لزيادة التعاون الاستخباراتى والأمنى وتكثيف تبادل المعلومات والتعاون الأمنى مع دول الخليج لمكافحة الإرهاب واحتواء التهديدات الإيرانية، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن سياسة الضغط على إيران هذه ربما تضع الأرضية السياسية المناسبة للتوصل معها لاتفاق سريع قد يشمل إدراجها ضمن اتفاقيات السلام الإبراهيمية.

أما فيما يتعلق بالتعامل مع لبنان والميليشيا المتحكمة فى قرارها السياسى فإن ترامب يركز أكثر على مواجهة حزب الله كاستراتيجية بدلًا من تعزيز العلاقات مع مؤسسات الدولة اللبنانية وهو الموقف الذى كانت تدور فى فلكه سياسة هاريس المعلنة، فى حين نجد أن سياساته مع الصين لم تتغير كثيرا عن موقفه إبان فترة رئاسته الأولى والذى يتمثل بفرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية، والحد من الاستثمارات المشتركة، وتقليل التأثير الصينى فى الشركات الأمريكية، فى وقت سيسعى فى هذا الصدد على إعادة بناء القوة العسكرية والتركيز على المنافسين لبلاده وعلى وجه الخصوص الصين وروسيا، مع تقليل التزامات الولايات المتحدة العسكرية والاقتصادية فى بعض المناطق حول العالم، وذلك من خلال تقليص التواجد العسكرى الأمريكى والاستمرار فى سحب القوات من مناطق النزاع فى الشرق الأوسط، مع التركيز على تقليل التدخلات العسكرية المباشرة والاعتماد على الشركاء الإقليميين فى حفظ الأمن والاستقرار مع الالتزام باستمرار تقديم الدعم اللوجستى والاستخباراتى عند الحاجة.>