بعد مشاركة أفلامهم فى مسابقة آفاق السينما العربية: مخرجون فى المهرجان لأول مرة: حققنا انتصارا بمشاركتنا فى القاهرة السينمائى
هبة محمد على
يحتفظ مهرجان القاهرة السينمائى العريق بمكانة خاصة جدًا فى قلوب صناع السينما، الذين يعتبرون تواجدهم فى إحدى مسابقاته جواز مرور نحو النجومية، وبوابة عبور نحو عالم أكثر رحابة يحصلون من خلاله على اعتراف رسمى بموهبتهم، وقدرتهم على صناعة أفلام قادرة على المنافسة، لا سيما أن مسابقة آفاق السينما العربية هذا العام تحتضن العديد من المواهب الشابة التى تقدم تجربتها الأولى من خلال المهرجان.
فى الأيام الأولى من الدورة الـ 45، التقينا بهؤلاء المخرجين المشاركين فى المسابقة لأول مرة، لنتعرف من خلال حوارنا معهم على طموحاتهم، وأحلامهم، وقصص أفلامهم التى حملوها من بلادهم إلى القاهرة الساحرة.
>مدنية والأحلام الضائعة
«محمد صباحى» مخرج سودانى شاب، قدم ثلاثة أفلام قصيرة، لكن فيلم (مدنية) الذى يشارك به فى مهرجان القاهرة السينمائى يعد تجربته الأولى فى مجال الأفلام الوثائقية، وعن مشاركته فى مهرجان القاهرة، يقول «صباحى»: شارك فيلمى فى مهرجان شيفلد السينمائى بالمملكة المتحدة، ولقى تفاعلًا جيدًا من جمهور المهرجان، لكن كل ذلك لا يقارن بفرحتى الكبيرة عندما علمت بقبول فيلمى للعرض فى مهرجان القاهرة السينمائى، خاصة أن صناع السينما السودانية يعلمون أهمية المهرجان، وطبيعة جمهوره القادر على التفاعل مع القضية المقدمة فى الفيلم، فضلًا عن وجود ملايين السودانيين الذين يعيشون فى مصر، والذين سيجدون أنفسهم فى قصة الفيلم، خصوصًا ممن عاصروا الثورة.
وعن الطريقة التى تناول بها الأحداث يقول، قدمت الثورة من خلال حكاية ثلاثة شباب سودانيين شاركوا فيها، دون أى انتماءات سياسية، فقط من أجل تحقيق هدف مشترك وهو أن تحكم الدولة بحكومة مدنية، ومن خلال الفيلم تتبعت مصير أحلامهم المشروعة التى ضاعت أمام أعينهم، ومع ذلك لا أعتبر فيلمى فيلمًا سياسيًا، لكنه فيلم إنسانى يتحدث عن الأحلام الضائعة.
>أرض الانتقام والعودة إلى الواقع
أما المخرج الجزائرى «أنيس جعاد» فهو فى القاهرة لأول مرة بفيلمه الروائى الثانى (أرض الانتقام)، والذى قام بتأليفه أيضًا، بعد فيلمه الأول (الحياة ما بعد) والذى حصد من خلاله العديد من الجوائز، وعن ذلك يقول: «أحب أن أستوحى قصصى من الواقع، وقصة فيلمى مستندة على حادثة قرأتها فى إحدى الصحف عن رجل دخل السجن بعد صراع مع رئيسه فى العمل، فبدأت أنسج خيوطًا للقصة، وأتخيل حياة هذا الرجل، وطبيعة علاقاته الأسرية، وشكل حياته بعد مغادرة السجن، والطريقة التى سيقرر الانتقام بها من كل من تسبب له فى ضرر، والحقيقة هى أن الصدفة وحدها هى التى تقودنى إلى قصص أفلامى.
>عضو لجنة تحكيم لأول مرة
فى 2021 جاءت المخرجة السعودية «هند الفهاد» إلى مهرجان القاهرة السينمائى لتشارك فى مسابقة آفاق السينما العربية بفيلمها (المرخ الأخير) حيث كان جزءًا من الفيلم الطويل (بلوغ) الذى شاركت فيه أربع مخرجات أخريات فى تجربة سينمائية استثنائية، واليوم يمنحها المهرجان فرصة جديدة لتعود مجددًا إلى المسابقة ذاتها لكن كعضو لجنة تحكيم، وعن هذا الأمر تقول إنها دائمًا ما كانت تحرص على حضور المهرجان كمشاهدة قبل كونها مشاركة، لكن هذه المرة كعضو لجنة تحكيم فمشاعرها مختلفة، حيث يغمرها الاعتزاز والامتنان، بمنحها فرصة لمشاهدة الإنتاجات العربية من منظور مختلف فيه استكشاف مناطق سينمائية وفنية تعكس غِنى وتنوع القصص والتفاصيل العربية حولنا، فضلًا عن أنها تحملها مسئولية البحث عن رؤى بصرية مميزة وتستحق الاحتفاء بها، مما يجعلها ممتنة أيضًا لكونها تشارك شغف السينما تحت مظلة مهرجان القاهرة السينمائى بحضور محبى الفن السابع ونجوم رسخت دهشتنا ومحبتنا لهذا الفن.